المناطق_واس
تشكّل الخدمات الإسعافية إحدى أبرز الجهود الميدانية الإنسانية التي تبذلها الجهات الخدمية والكوادر التطوعية لرعاية المصلين والزائرين في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خلال شهر رمضان المبارك.
ويتوزّع داخل المسجد النبوي وفي ساحاته الخارجية عشرات المسعفين من الشباب والشابات، والأطقم الطبية والإسعافية التي تدار عملياتها عبر تقنيات اتصال مباشرة، تعمل على مدار الساعة خلال الشهر الفضيل، لتلقي البلاغات الإسعافية، وسرعة مباشرتها، بهدف تقليل زمن الوصول إلى الحالات التي تتطلب تدخلاً إسعافياً مباشراً.
وواكبت “واس” مشاهد وجود كوادر المسعفين بمختلف التخصصات الطبية الأولية، والفرق والمركبات والمعدات الإسعافية التي تتخذ أماكنها في ساحات المسجد النبوي والجهود المبذولة للعناية بالمصلين والزائرين، إذ تتركّز 4 فرق طبية متكاملة للعناية المتقدمة في ساحات المسجد والمنطقة المركزية، مدعمة بأحدث التقنيات لمباشرة الحالات الإسعافية في أقسام الرجال والنساء بالمسجد النبوي، وتقديم الخدمات الطبية لها في الميدان، بالتنسيق مع فرق وزارة الصحة، والهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد النبوي، وأفراد الأمن، وتلقي طلبات التدخل لتقديم الرعاية الطبية الأولية، بواسطة الفرق الإسعافية الثابتة، والعربات الإسعافية الكهربائية المتحركة التي يمكنها الوصول بسرعة وسهولة إلى جميع الأماكن في المسجد النبوي وأرجاء الساحات، ونقل الحالات الحرجة والمتقدمة بواسطة المركبات الإسعافية المجهزة إلى أقسام الطوارئ في عدة مستشفيات ضمن برنامج تسلسلي ميداني متكامل.
وتشمل الخدمات الإسعافية التي يقدمها 1793 كادراً رسمياً ومتطوعاً، تقديم خدمات العلاج التنفسي، والتدخل في حالات الإجهاد وحالات الأنف والأذن والحنجرة، والخدمات الصيدلية، وحالات السقوط، وحوادث السير في المنطقة المركزية، والتعامل مع جميع الحالات الطبية والمرضية للمصلين في المسجد النبوي خلال أوقات الذروة وعلى مدار ساعات وأيام الشهر الفضيل.
ويكثّف المسعفون جهودهم في المسجد النبوي والساحات خلال الفترة المسائية، حيث تمثّل فترة ما بعد العصر وحتى انقضاء صلاة التراويح فترة الذروة، إذ يفد مئات الآلاف من الصائمين والمصلين إلى المسجد النبوي، فيما تتضاعف الجهود ويعاد توزيع برنامج العمل خلال العشر الأواخر من شهر رمضان لمواكبة ذروة إقبال المصلين والمعتكفين، ورفع الجاهزية لتقديم الخدمات الإسعافية والطبية لجميع الحالات في المسجد النبوي والمناطق القريبة منه.
ودعمت هيئة الهلال الأحمر السعودي بمنطقة المدينة المنورة أطقمها التشغيلية خلال شهر رمضان المبارك لمواكبة زيادة أعداد المصلين، حيث انتظم 1100 متطوع ومتطوعة في الميدان لمساندة جهود الفرق الإسعافية بعد إكمالهم الجانب المعرفي والتدريبي للعمل في المجال من خلال ورش العمل والدورات التدريبية المكثفة التي تنفذها الهيئة بشكل منتظم لرفع مستوى الوعي بأهمية العمل الإنساني، وواجباتهم، وآلية العمل الميداني، وطرق التعامل مع الحالات الطبية، وتقديم الإسعافات الأولية بمختلف تصنيفاتها واختصاصاتها في الحالات الاعتيادية، والتعامل مع كبار السن، وذوي الإعاقة، قبل دمج المتطوعين في الخطة التشغيلية للمشاركة في تقديم خدمات الرعاية الصحية لزوار المسجد النبوي.
كما كلّفت هيئة الهلال الأحمر 61 فرداً للعمل في غرفة القيادة والتحكم ومركز الترحيل الطبي بالمنطقة، تم تأهيلهم للتعامل مع الأنظمة التقنية المتقدمة لتلقي البلاغات عبر الرقم 997 أو تطبيق “أسعفني” الذي يدعم 9 لغات، والتواصل بشكل مباشر مع أقرب الفرق الإسعافية الميدانية للوصول إلى الحالات في أرجاء المنطقة كافة، التي يعمل بها 40 مركزاً إسعافياً، يتبع لها 65 فرقة إسعافية، إضافة إلى خدمة الإسعاف الجوي بواسطة الطائرة المروحية، ومتابعة الحالة إلكترونياً حتى اكتمال تقديم الخدمة أو نقلها للمنشأة الطبية لتلقي الرعاية الطبية.