رغم التحديات التي قد تصاحب العمل من المنزل، فإنه أصبح يمثل أكثر من مجرد اختيار أسلوب حياة لدى كثير من الناس؛ وهو ما زاد من أهمية المكتب المنزلي المصمم جيدا، للمساعدة في التوفيق بين العمل والحياة العائلية والاجتماعية؛ وفقا للمهندس المعماري والمحاضر ومقدم البرامج التلفزيونية، جورج كلارك، الذي قال لصحيفة “إندبندنت” البريطانية:
إن العمل المنزلي المتطور اليوم، يحتاج إلى مساحة مخصصة لمكتب منزلي؛ لا تعتمد في تصميمها على الجوانب الجمالية فقط، لكنها مجهزة أيضا لتكون أداة قوية لتعزيز الرفاهية، وملاذا حيويا لرفع مستوى التركيز والإنتاجية؛ من خلال التناغم بين جو المكان وطبيعة الوظيفة.
نصائح الخبراء لإنشاء مكتب منزلي مثالي
هذه أهم 5 نصائح من الخبراء، لإنشاء مكتب منزلي يحقق توفير الراحة، وإنجاز المزيد من المهام:
أوضح الخبير فاديم زانكو، لمجلة “فوربس”، أن إنشاء المكتب المنزلي في المكان المناسب يُعد فوزا في نصف المعركة؛ فإذا كنت تريد أن تكون قادرا على التركيز أثناء العمل في المنزل، فابحث عن مكان هادئ تقل فيه احتمالية مقاطعتك.
وحددت مصممة الديكور الداخلي، سابينا توريس، لمجلة “نيوزويك”، 3 عوامل يجب مراعاتها عند اختيار مساحة للمكتب المنزلي:
- أسلوب وطبيعة عملك.
- مقدار الوقت الذي تقضيه على الهاتف.
- ظروف الأشخاص الذين تعيش معهم.
أما موقع “إيكويد”، فأضاف الأسئلة التالية:
- هل ستجري مكالمات جماعية؟
- هل هناك احتمال أن يزورك أحد في مكتبك؟
- هل تحتاج إلى إبقاء الأطفال أو الحيوانات الأليفة بعيدا عن مكتبك؟
- هل تحتاج إلى مكان للتخزين؟
-
التأكد من توفر الضوء الطبيعي
تنصح توريس، بوضع المكتب بالقرب من النافذة، “للاستفادة بأكبر قدر ممكن من ضوء النهار”. فالحصول على الكثير من الضوء الطبيعي، مهم لبناء مكتب مريح؛ لدوره في تعزيز الصحة وتحسين النوم والنشاط البدني ونوعية الحياة؛ وفقا لدراسة أظهرت أن الذين يحصلون على الضوء الطبيعي، “ينامون بشكل أفضل من أولئك الذين لا يحصلون على الضوء الطبيعي”.
ويقول زانكو: “إن إعداد مكتبك المنزلي في مكان يتمتع بضوء النهار الطبيعي، طريقة رائعة لمساعدتك على تقليل استهلاك الطاقة، والشعور بمزيد من النشاط والحيوية، والحفاظ على مستويات فيتامين “دي” (D)؛ وهو عنصر غذائي مهم يحسن نومك ويساعدك على البقاء في مزاج جيد”.
-
رسم تصور مبدئي لشكل المكتب
وذلك بعمل بعض القياسات للمساحة المخصصة للمكتب، والقيام برسم أو تخطيط مبسط، للمساعدة في تحديد بعض الخيارات لما يناسبك وما لا يناسبك؛ “بدءا من مكان وضع المكتب نفسه، ووصولا إلى الرفوف والأدراج والوحدات الثابتة”؛ وفق ما يقول كلارك.
موضحا أن هذا التصور المبدئي “سوف يساعدك على إيصال ما يدور في ذهنك من تصورات، إلى الفني المتخصص الذي تستعين به لتنفيذ التصميم، أو تحسينه وإنجازه بشكل صحيح”.
-
تحديد مكان وضع المكتب نفسه
يوضح كلارك أن تحديد مكان وضع مكتبك، “يعتمد على النشاط الذي تقوم به”؛ فعلى سبيل المثال:
- إذا كنت تقوم بالرسم المعماري، فيجب وضع المكتب في منتصف المساحة، لاستغلال فترة النهار للحصول على أكبر قدر من الضوء الطبيعي، الذي يُعد أفضل للرسم من الضوء الاصطناعي.
- إذا كنت تعمل جالسا أمام الكمبيوتر، فالأفضل أن يكون المكتب مستندا على الحائط، لتوفير نقاط الطاقة ومسارات الكابلات”؛ مع مراعاة أفضلية الإطلال على منظر خارجي من نافذة أو شُرفة، “للحصول على بعض الراحة من التحديق في الشاشة لساعات”.
-
إضفاء بعض اللمسات الجمالية
فالديكور الجيد يساعد على تحسين الإنتاجية؛ وفقا لأبحاث أكدت “ارتباط الأجواء الدافئة في المكتب، بمستوى الأداء والرضا”.
- لهذا يوصي الخبراء بإضافة بعض النباتات الخضراء، لزيادة الراحة وتقليل التوتر؛ فالقليل من النباتات قد يزيد الإنتاجية بنسبة تصل إلى 15%، وفقا لإحدى الدراسات.
- كما يوصي الخبراء أيضا “بتجنب الألوان الداكنة والباهتة، كي لا تُشعر بالخمول”.
- ولأن الألوان “يمكن أن يكون لها تأثير نفسي، وتثير استجابات جسدية وعاطفية مختلفة”، بحسب زانكو؛ فهو ينصح بالألوان الفاتحة للمكتب المنزلي، واستخدام المزيد من الألوان “الطبيعية”، مثل الأزرق والأخضر والأبيض.
-
أشياء أساسية للراحة والإنتاجية
5 أشياء في المكتب المنزلي، تعزز الراحة والإنتاجية؛ هي:
كرسي مريح
فاختيار كرسي المكتب المناسب للحفاظ على وضعية جيدة “أمر مهم للغاية”، كما يقول فيليب جونز، المتخصص في الأثاث المريح، لمجلة “نيوزويك”.
فالكرسي الذي تقضي ما يقرب من نصف يومك عليه، هو قلب مكتبك المنزلي؛ ولكي يكون مريحا ويحدث فرقا ملحوظا في أدائك، يجب أن يدعم الظهر والفخذين والذراعين.
لهذا ينصح جونز بالكرسي المكتبي الذي يحتوي على عجلات تسمح بسهولة التحرك؛ ويحذر من استخدام كرسي طاولة الطعام ذو الأرجل الأربعة، “لضغطه على أسفل ظهرك وساقيك، في كل مرة تتحرك فيها لتغيير وضعيتك”.
مكتب قابل لضبط الارتفاع
لأن هناك أدلة متزايدة من الأبحاث، تظهر أن الجلوس لفترات طويلة يضر بصحتك؛ يُفضل اختيار المكاتب القابلة لضبط الارتفاع (خفض أو رفع ارتفاعها حسب الحاجة)؛ للتبديل بين وضعية الجلوس والوقوف من آن لآخر، مما يُحسّن الإنتاجية وصحة القلب.
ضبط الكرسي والشاشة
- أيضا، لتقليل الضرر الذي يسببه الجلوس لساعات طويلة لجسمك، يجب أن يكون ظهرك ورقبتك مستقيمين وذراعيك موازيين للأرض؛ مع تجنب التراخي أو إبقاء ذراعيك في أوضاع غريبة.
ولجعل جلوسك -أو وقوفك- أثناء العمل على الكمبيوتر، مريحا وصحيا وآمنا؛ يمكنك الاستعانة بتطبيق “إرغترون” (Ergotron)، والنقر على طولك (بالقدم= 30.48 سنتيمترا)، لضبط ارتفاع الكرسي والشاشة ولوحة المفاتيح (بالبوصة= 2.54 سنتيمترا).
إنهاء فوضى الأسلاك
- لجعل مساحة عملك انسيابية وخالية من الفوضى، ينصح موقع “لايف هاكر” بتجميع الأسلاك في الجزء الخلفي من جهاز الكمبيوتر، ووضعها في مسارات مغطاة تتوافق مع لون طلاء الحائط.
إنترنت سريع
الإنترنت يؤدي إلى تعطيل العمل، لهذا ينصح الخبراء بالحصول على إنترنت عالي السرعة، ووضع جهاز التقاط البث في وسط المنزل، وجعله عاليا عن الأرض، والتأكد من عدم وجود فوضى حوله، أو أي أجهزة (مثل الميكروويف أو الهاتف أو التلفاز) يمكن أن تؤثر على جودة الإشارة.