يعيش التونسيون واقعا قاسيا مع اقتراب عيد الأضحى في ظل ارتفاع أسعار الأغنام بنحو 25% بسبب الجفاف الشديد وزيادة أسعار الأعلاف.
وتؤدي هذه الضغوط الاقتصادية إلى تعكير صفو الاحتفال بالعيد وذبح الأضاحي.
وقال خالد عياري، وهو مسؤول في نقابة الفلاحين، إن عدد الأغنام انخفض هذا العام إلى نحو مليون رأس، وفي العادة يكون الإنتاج 1.4 مليون، وعزا التراجع الكبير إلى الجفاف التي تعاني منه تونس خلال السنوات الثلاث الأخيرة وغلاء أسعار الأعلاف.
وأضاف “هناك تغيرات كبيرة جدا في السعر خلال السنوات الخمس الأخيرة، الأسعار ارتفعت جدا، والمواطن من حقه أن يشتري، لكن التونسي اليوم لم يعد قادرا على شراء خروف العيد، ويقول لك أشتري كيلوغرامين من اللحم واحتفل به فقط، هناك خروف يباع بأكثر من 2000 دينار (640 دولار)”.
ويتحدث المزارع محرز ورغمي (30 عاما) من برج العامري عن معاناته قائلا إنه اضطر إلى عدم بيع أغنامه لأن أسعار السوق لا تغطي التكاليف، وإنه غير قادر على تحمل ارتفاع أسعار العلف.
وقال إذا استمر الحال كذلك فقد يفكر بالهجرة وترك مهنة تجارة الأغنام لأنها لم تعد مجدية، بل أحيانا تسبب له خسائر، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي للمشكلة هو الجفاف الذي تعاني منه البلاد وما تلاه من غلاء الأعلاف.
ويغيب مشهد الأغنام ويخفت صوتها في المناطق الحضرية التونسية بشكل ملحوظ هذا العام، بعد أن كان مشهدا شائعا، لأن كل من المزارعين والمستهلكين يعيشون واقعا اقتصاديا قاسيا.
وقال مربي الأغنام حسني رحموني “الدولة تدعمنا قليلا، فعندما تلغي دعم العلف نحمله نحن على المواطن، وكل شيء يتحمله المواطن، هو المتضرر والفلاح أكثر منه”.