شهدت أسهم شركة إنفيديا الأميركية لمعالجات الرسوم وبطاقات العرض المرئي انخفاضا بنسبة 7% تقريبا في يومين فقط أواخر الأسبوع الماضي، مما أثار مخاوف بشأن إذا ما كان الارتفاع الصاروخي للسهم مستداما، وفقا لما ذكرته مجلة فوربس.
ورغم هذا الانخفاض، فلا تزال أسهم إنفيديا مرتفعة بنسبة مذهلة بلغت 156% منذ بداية العام حتى الآن.
ويبدو هذا الانخفاض الأخير طفيفا في سياق أداء إنفيديا على المدى الطويل، الذي شهد ارتفاعا كبيرا وعديدا من عمليات السحب الدراماتيكية، بما في ذلك انخفاض بنسبة 66% عام 2022.
ووفقا لفوربس، فإن الأداء المالي للشركة يدعمه تقييمها المرتفع الذي تحظى به. بالنسبة للربع الأول من العام المالي الحالي، أعلنت إنفيديا عن نمو في الإيرادات بنسبة 262% مقارنة بالعام السابق، مع نمو أعلى لمراكز البيانات بنسبة 427%. مع هامش إجمالي يبلغ 78%، وهو ما يعني أن ربحية الشركة مستمرة حتى في تجاوز التوقعات.
وتعد هذه القوة المالية -وفقا لفوربس- عاملا حاسما في تبرير سعر سهم الشركة المرتفع بشكل كبير، على الرغم من المخاوف بشأن حدوث فقاعة محتملة.
حماسة المستثمرين
الحماس لأسهم الذكاء الاصطناعي في العالم الحالي لا تخطئه عين مستثمر ولا متابع، حيث تجاوزت إنفيديا تقريبا شركتي مايكروسوفت وآبل لتصبح الشركة الأكثر قيمة في العالم لفترة وجيزة الأسبوع الماضي. ومع ذلك، فإن تقلبات السهم وديناميكيات السوق الأوسع دفعت بعض المستثمرين إلى التشكيك في مدى استدامة هذا الارتفاع حسبما ذكرته فوربس.
ولا تزال معنويات المستثمرين تجاه أسهم الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك إنفيديا، مرتفعة.
ووصلت الإشارات العلنية للذكاء الاصطناعي في مكالمات الأرباح إلى مستوى قياسي، حيث تناقش 40% من الشركات المدرجة على مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” الذكاء الاصطناعي باعتباره معززا محتملا للإنتاجية، وفقا لفوربس.
وهذا الحماس الواسع النطاق ليس مجرد تكهنات، إذ تقوم الشركات باستثمارات كبيرة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مما يشير إلى الإيمان بقيمتها على المدى الطويل.
نموذج جديد
ويُنظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه تكنولوجيا تحويلية لديها القدرة على إحداث ثورة في مختلف الصناعات. ووفقا لتقرير حديث لشركة برايس ووترهاوس كوبرز، يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي بمبلغ 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، مما يعزز الإنتاجية ونمو الناتج المحلي الإجمالي والاكتشاف العلمي ونظام الرعاية الصحية.
وتؤكد هذه التوقعات الإيمان بقدرة الذكاء الاصطناعي على إحداث تحول نموذجي على ما أسمته فوربس.
وبما أن إنفيديا، التي تتمتع بحصة سوقية مهيمنة تبلغ نحو 80% في سوق الرقائق المتخصصة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، هي في طليعة هذه الثورة التكنولوجية، فإن الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مراكز البيانات والشبكات الكهربائية، بدأت تؤتي ثمارها بالفعل، مما يبرر التقييم المرتفع للشركة، وفقا لفوربس.
تقييم مخاطر الفقاعة
ورغم أن تقييم إنفيديا مرتفع، فإنه لا يصل إلى المستويات القصوى التي شوهدت خلال فقاعة الدوت كوم. وعلى سبيل المثال، خلال ذروة عصر الدوت كوم، تم تداول أسهم ناسداك 100 بمكرر ربحية قدره 200، وهو ما يتجاوز بكثير نسبة السعر إلى الربحية الحالية لشركة إنفيديا البالغة 47 ضعفا.
علاوة على ذلك، فإن الحماس الحالي حول الذكاء الاصطناعي -وفقا لفوربس- مدعوم باستثمارات كبيرة ومكاسب إنتاجية ملموسة، على عكس جنون المضاربة الذي شهدته الفقاعات الماضية.
ولا يخلو سهم إنفيديا من المخاطر بطبيعة الحال كما تقول فوربس، ولكن لا يبدو أنه في فقاعة.
وتدعم التقييمات المرتفعة الأداء المالي القوي والنمو الكبير في تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ويعتمد حماس المستثمرين على استثمارات كبيرة وتحسينات ملموسة في الإنتاجية، وليس مجرد المضاربة. ورغم احتمال حدوث سحب آخر، فإن الانهيار الناتج عن انفجار الفقاعة يبدو غير مرجح في نظر فوربس.