ثمن التحالف العالمي للقاحات «جافي» الدعم السخي الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتعزيز برامج «التحالف» بمختلف الدول، والذي يسهم في تخفيف معاناة الملايين حول العالم.
وتصدرت الإمارات قائمة الدول المانحة والمتعاونة مع التحالف العالمي للقاحات «جافي» لتحسين الصحة العالمية والحد من وفيات الأطفال في مختلف أنحاء العالم، وفق ما أكدته الدكتورة سانيا نيشتار، الرئيس التنفيذي لـ«جافي» في حوارها مع «البيان».
ولفتت إلى أن الإمارات تعتبر شريكاً رئيسياً في الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية عالمياً، بما في ذلك تقديم الدعم الأساسي خلال جائحة «كوفيد19»، ما ساعد في ضمان وصول اللقاحات إلى الدول والأفراد بشكل عادل.
وقالت: إن تحالف اللقاحات بالتعاون مع دولة الإمارات ساعد في تطعيم أكثر من مليار طفل ومنع أكثر من 17 مليون حالة وفاة حول العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد. وتالياً نص الحوار:
ما ترتيب الإمارات في قائمة الدول المتعاونة معكم؟
تعد الإمارات العربية المتحدة شريكاً استراتيجياً أساسياً لتحالف اللقاحات «جافي» وفي صدارة الداعمين، حيث نتشارك في تحقيق أهداف حيوية لتحسين الصحة العالمية والحد من وفيات الأطفال، إذ يركز التحالف بالتعاون مع دولة الإمارات على دعم 55 دولة ذات دخل منخفض، بما في ذلك 40 دولة في أفريقيا.
ومن خلال هذا التعاون، لدينا القدرة على تحقيق تأثير كبير في تعزيز وصول اللقاحات إلى الفئات الأكثر حاجة، ما يسهم في بناء مجتمعات أقوى وأكثر صحة.
إن تعاوننا الوثيق مع الإمارات يعزز جهودنا المشتركة ويضمن تحقيق أهدافنا في تحسين الصحة العامة على مستوى العالم، ونقدر تعاون الإمارات المستمر والتزامها العميق بتعزيز الأمن الصحي العالمي، ونتطلع إلى مواصلة العمل معاً لتحقيق المزيد من النجاحات في مواجهة التحديات الصحية العالمية.
تعاون
كيف تقيمون التعاون المشترك مع الإمارات؟
يتمتع تحالف اللقاحات «جافي» بشراكة قوية وطويلة الأمد مع الإمارات العربية المتحدة، ما يُعبر عن التزامها العميق بالمبادرات الصحية العالمية. على مدار السنوات، أثبتت الإمارات دورها المحوري في دعم مهمة تحالف اللقاحات «جافي» في تطعيم الأطفال في البلدان ذات الدخل المحدود، ما أسهم في تعزيز تغطية التحصين وتحسين النتائج الصحية العالمية، فدولة الإمارات شريكاً رئيسياً في الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية، بما في ذلك تقديم الدعم الأساسي خلال جائحة «كوفيد19»، ما ساعد في ضمان وصول اللقاحات إلى الدول والأفراد بشكل عادل.
لقد أسهم الدعم السخي الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في تعزيز برامج «التحالف» بمختلف دول العالم، وخفف معاناة الملايين، وبدعم دولة الإمارات المستمر لنا نتطلع إلى تعزيز تعاوننا، خاصة في إطار استراتيجيتنا 2026 – 2030، التي تهدف إلى حماية صحة ملايين الأطفال والمجتمعات حول العالم.
ما مدى إسهام التعاون المشترك في إنقاذ الأطفال حول العالم؟
منذ بداية أعمال تحالف اللقاحات «جافي»، كانت الشراكات مع دول مشهورة بالعطاء والسخاء كدولة الإمارات العربية المتحدة حاسمة في توسيع نطاق الوصول إلى اللقاحات إلى الأطفال والأفراد على مستوى العالم.
لقد أسهم هذا التعاون بشكل إيجابي في 55 دولة، وأسهم أيضاً في تحسين الصحة العامة على نطاق واسع بين عامي 2000 و2020، لقد ساعد تحالف اللقاحات «جافي» في تطعيم أكثر من مليار طفل ومنع أكثر من 17 مليون حالة وفاة، وبفضل الدعم الذي نحصل عليه، فإن الطفل المولود اليوم في أي من الدول التي ينشط فيها تحالف اللقاحات أقل عرضة بنسبة %70 للوفاة من مرض قابل للوقاية باللقاح قبل بلوغه سن الـ5 مقارنة بعام 2000.
لقد وفرت جهود تحالف اللقاحات «جافي»، المدعومة بالتمويل المبتكر، اللقاحات وسهلت من إمكانية الوصول إليها بشكل أكبر، ما يسهم في حماية الأجيال القادمة وتعزيز الأمن الصحي العالمي، وفي منطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد، وبين عامي 2000 و2022، قدر عدد الوفيات التي تم تجنبها بأكثر من 490 ألف حالة.
وتعد هذه الشراكات مع أصدقاء وشركاء التحالف مثل دولة الإمارات العربية المتحدة من أفضل الاستثمارات في الصحة العالمية، حيث توفر فوائد اقتصادية واجتماعية واسعة النطاق من خلال التعاون المستمر، كنا وما زلنا نحقق خطوات كبيرة في الحد من الأمراض مثل شلل الأطفال، وسنسعى جاهدين لتحقيق المزيد من النجاحات في مجال الصحة العالمية.
كيف أسهم دعم الإمارات في إنقاذ حياة ملايين الأطفال عالمياً؟
كانت دولة الإمارات العربية المتحدة من بين أوائل داعمي وشركاء تحالف اللقاحات «جافي» على مر السنين، وقدمت الدعم بطرق عدة، من بينها الإسهامات المالية السخية، وقد مكننا هذا الدعم من حماية الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، ما أسهم في تحسين الحماية العالمية ضد الأمراض بشكل كبير، فعلى سبيل المثال، وفي عام 2018، استضافت العاصمة أبوظبي اجتماع استعراض منتصف المدة للتحالف، حيث احتفلنا بإنقاذ حياة 10 ملايين طفل بفضل شراكتنا الفعالة.
دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل الشركاء في مبادرة «INFUSE»، التي يقودها تحالف اللقاحات بهدف توسيع نطاق الحلول الصحية العالمية الرائدة. ومن خلال استثمار قدره 5 ملايين دولار في عام 2017، ساعدت الإمارات في دفع الابتكارات في مجال التحصين بشكل كبير، ما يعزز قدرتنا على مواجهة التحديات الصحية العالمية بفعالية أكبر.
معدلات الإصابة
تؤدي الإمارات دوراً كبيراً في دعم القضاء على الملاريا، كيف أسهم اللقاح الذي تم طرحه أخيراً في تخفيف حالات الإصابة؟
بدأ هذا العام طرح لقاح الملاريا في البلدان التي تعاني من أعلى معدلات الإصابة والوفيات، حيث تقوم 12 دولة حالياً بإدماج اللقاح ضمن برامج التحصين الوطنية الخاصة بها. يعتبر توافر هذا اللقاح أمراً حيوياً، إذ تعد الملاريا من الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال دون سن الخامسة.
وبعد أكثر من 6 أشهر من بدء المبادرة، لقي اللقاح استقبالاً إيجابياً للغاية، حيث رحبت به المجتمعات كأداة منقذة للحياة، ويعتبر هذا اللقاح إضافة مهمة في جهود مكافحة الملاريا، خصوصاً في المناطق التي تسجل معدلات عالية من وفيات الأطفال بسبب هذا المرض، كما نلاحظ زيادة في الطلب من بلدان أخرى تسعى لإدراج اللقاح ضمن برامج التحصين الروتيني.
وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من أهم شركاء التحالف للمساعدة في القضاء على الأمراض، ومنها الملاريا. في الوقت الحالي يواصل تحالف اللقاحات عمله الدؤوب لجمع التمويل المطلوب لاستمرارية أعمالها، البالغ 9 مليارات دولار، لضمان توسيع نطاق توافر اللقاح ليشمل المزيد من الدول، حيث ستسهم هذه الجهود بشكل كبير في تقليل وفيات الأطفال بسبب الملاريا على مستوى العالم، وتعزيز القدرة على التصدي لهذا المرض بشكل أكثر فعالية.
فرصة
كيف ستسهم زيارتكم للإمارات في تعزيز التعاون المشترك؟
انطلاقاً من كونها زيارتي الرسمية الأولى بصفتي رئيساً تنفيذياً لتحالف اللقاحات «جافي»، فهي فرصة مهمة لتعزيز علاقتنا مع الإمارات العربية المتحدة، التي هي شريك استراتيجي بارز، ويسرني أن أنتهز هذه الفرصة وأهنئ الإمارات على إطلاق مبادرة «إرث زايد الإنساني»، ونتطلع لاستكشاف طرق لتعميق شراكتنا في إطار هذه المبادرة الرائدة.
من خلال التركيز المشترك على الاستعداد لمواجهة الأوبئة، والتمويل المبتكر، وتشكيل الأسواق، نرى فرصاً كبيرة لتعزيز تعاوننا بشكل أكبر. وستكون مناقشاتنا موجهة نحو تعزيز جهودنا في تحسين الوصول إلى اللقاحات والتحصين في البلدان ذات الدخل المحدود ودعم الأمن الصحي العالمي، وتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية الأوسع.
يتماشى التزام دولة الإمارات بالصحة العالمية بشكل وثيق مع مهمة تحالف اللقاحات «جافي»، ونحن متفائلون بإمكانية تحقيق نتائج تعزز من المرونة الصحية العالمية، وتؤكد دور الإمارات بوصفها فاعلاً رئيسياً على الساحة الصحية الدولية، وواثقون من أن هذه الشراكة ستثمر عن تحسينات ملموسة في الصحة العامة وتعزز الأهداف الاقتصادية طويلة الأمد.
ما هي آفاق التعاون المشترك المقبلة؟
يشاطر تحالف اللقاحات «جافي» دولة الإمارات العربية المتحدة رؤيتها وأهدافها المتعلقة بالأمن الصحي العالمي وأهداف التنمية المستدامة، فلطالما كانت الإمارات شريكاً فعالاً في دفع الحلول المبتكرة لتحسين الوصول إلى اللقاحات والرعاية الصحية للفئات السكانية الأضعف، وأولئك في المجتمعات المهمشة.
وفي إطار الاستراتيجية الجديدة لتحالف اللقاحات، تتم مناقشة العديد من الفرص لتعزيز أطر التعاون لمواجهة التحديات الصحية العالمية الملحة، كتحسين الوصول إلى اللقاحات وتوضيح العلاقة الوطيدة بين التداعيات الصحية والتغير المناخي، ومن خلال جهودنا المشتركة، يمكننا تطوير حلول مستدامة تعود بالنفع على الأفراد والمجتمعات والبيئة، وتعزز من قدرتنا على التصدي بفاعلية للتحديات الصحية المتطورة.
ونتطلع إلى تعزيز وترسيخ التعاون بيننا وتوسيع جهودنا المشتركة بهدف تعزيز النظم الصحية العالمية. إن هذه الخطوات ستسهم في بناء مستقبل أكثر صحة واستدامة للجميع، ما يعزز قدرة المجتمع الدولي على مواجهة الأزمات الصحية والتغيرات البيئية بطرق مبتكرة ومستدامة.