المناطق_واس
أبرز الباحث: علي بن حمد العلي آل عثمان، كتاباً عن إحدى بلدات إقليم سدير بمنطقة الرياض، بعنوان: “تمير .. تاريخ وحضارة”.
وجاء الكتاب في 439 صفحة من القطع المتوسط، مقسمة على (13) باباً تحت العناوين التالية: مقدمة المؤلف، اليمامة منازل العرب قديماً، موقع تمير، تاريخ تمير من العصر الجاهلي وصدر الإسلام إلى عصرنا الحاضر، تمير في عهد الدولة السعودية الأولى، القرى والهجر المجاورة لمدينة تمير، الإمارة في تمير، أعيان أهل تمير، التعليم، المنتزهات البرية في تمير، أحوال المناخ والأمطار وفصول السنة، قطاع الدوائر الحكومية في تمير، الشعر والشعراء، السكان، كما اشتمل الكتاب على معلومات كثيرة ودقيقة تحت هذه الفصول، إضافة إلى الوثائق النادرة والصور المعبرة.
واستهل الباحث كتابه بنبذة عن “بلدة تمير” ذاكراً أنها تقع في إقليم “سدير” في أحضان جبل مجزّل شمال غرب مدينة الرياض، ويحدها من الشمال: بوضة ومبايض والشعب، ومن الجنوب: قارة خزّة وطريق الرياض – سدير – القصيم السريع، ومن الشرق: جبال العرمة وروضتي الحقاقة ونورة، ومن الغرب: العبلة، وتبعد مدينة تمير عن مدينة الرياض بما يقدر ب 170 كيلاً تقريباً.
وبيّن الباحث أن “تمير” قديماً كانت محاطة بسور له بوابات يسمونها الدراويز وهي: باب البر، والمراجيم، والسليل، ونفوان، ونقبة العليا، وتمريّة، ولأنها في حضن جبل منيع فإن لها دروباً لا يمكن الدخول إلا معها وهي: درب الغريزية، والوسيعة، والجنوبي، والباطن، وتمريّة، والقري، والوسيعة، والثنية.
وتتكون بلدة “تمير” من عدة أحياء قديمة وحديثة منها: حي المجابيب، وقوع الدلو، ومقنص، والركية، والمراجيم، والصعدى، والعاير، والأويسط، والسليل، والقوعة
ويضرب تاريخ “تمير”، في جذور الزمن، إذ تشير المصادر إلى أنها معروفة بهذا الاسم منذ العصر الجاهلي، وكانت موطناً لعدي والتيم من الرّباب، وجاء ذكر “تمير” في كتاب: (بلاد العرب) للأصفهاني أكثر من مرة حيث قال في تعداد مياه الرباب: “ثم ثنية مسعط، ثم الخرز، ثم تمير وتمر، ثم الشط، ثم بطن مهزول، وقال الهمداني في صفة جزيرة العرب: “ثم تنزل من نقيل طحبل إلى بطن العتك وإلى البكرات فمن أيمن بطن العتك تمر وتمير ومبايض وروضة العرقوبة، ويقابلك ضاحك وهي نقيل في العرمة، يدفع إلى مياسر الدّهناء من عن يمين فلج، وبأعلاه الحقلة والثّمد، وكل ما عددت من مياه العتك وقراه للرّباب من بني تميم”.
وتتميز بلدة “تمير” بكثرة الآثار التي لا يعرف لبعضها تاريخ، ومنها: “قصر كاظم” الذي اختلفت الروايات في نسبته وعصره، ومنها الأسوار والقلاع والمراقب التي تحيط بالبلدة، وحامي القصيرات وسور الجماعة الذي شُيّد في القرن التاسع الهجري، والآبار الجاهلية مثل: “قليب الجامع”، و “قاع الدلو”، و “الركية”، و “الركيات”، و “نفجة”، و “السفلى”. أما المتنزهات البرية فكثيرة، وقد عدّد المؤلف بعضها مع ذكر إحداثياتها، ومن أبرزها: روضة نورة، ووادي الشوكي، ومتنزهات جبال العرمة.
وتتمتع بلدة “تمير” بعدد من الدوائر الحكومية والمؤسسات الأهلية مثل: مركز الإمارة، والشرطة، والمستشفى، والمدارس للبنين والبنات بجميع مراحلها، والمحكمة، والبلدية، والبريد، ومندوبية تعليم البنات، ومكتب للزراعة، ومكتب للإشراف التربوي، ومركز لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى جانب مكتب للاتصالات، وعددٌ من مؤسسات المجتمع المدني الأخرى، وشبكات الكهرباء والطرق التي تربطها بجميع القرى والمدن التي حولها.
يذكر أن “بلدة تمير” تشتهر بالزراعة، وهي مقصدٌ لهوات الرحلات البريّة في موسم الربيع؛ لما تتمتع به من مكان جميل يجمع التضاريس المختلفة، وتحيط به الرياض الغناء والأودية الشجيرة، إضافةً إلى نشاط أسواقها وانتعاشها على مدار العام.