أكد ماجد سلطان المسمار، مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، أن الإمارات باتت في الصدارة عالمياً بمعظم مؤشرات قطاع الاتصالات والتكنولوجيا، وفي مقدمتها خدمات الإنترنت، سواء على صعيد النفاذ أو انتشار أو حجم استخدام الخدمات، كما تصنف الدولة ضمن المراكز الأولى عالمياً على صعيد خدمات الهاتف المتحرك.
وقال المسمار في حوار مع «البيان» إن الإمارات تلعب دوراً ريادياً على صعيد تطوير تكنولوجيا شبكات الجيل السادس، وذلك من خلال اتخاذ عدة خطوات تحضيرية لضمان انتقال سلس إلى هذه التقنية المتقدمة، مشيراً إلى أن الهيئة تضطلع بصياغة إطار وآلية تنظيمية لتحفيز نمو الشركات الناشئة المتخصصة في تطبيقات اتصالات الجيل السادس ضمن رؤيتها للتحول نحو الجيل الجديد من الشبكات. وفيما يلي نص الحوار:
ما أهم مؤشرات التنافسية الدولية التي وصل إليها قطاع الاتصالات المحلي؟
حققت الإمارات الريادة في العديد من المؤشرات الرئيسية على الصعيد العالمي، فوفق أحدث المؤشرات لعام 2023، حققت الدولة المركز الأول عالمياً في نسبة الوصول الشامل لخدمات الاتصالات ومؤشر نسبة الأفراد الذين يستخدمون الإنترنت، ونسبة المنازل التي لديها إنترنت، ونسبة الأفراد الذين لديهم هاتف محمول، ومعدل نفاذ إنترنت النطاق العريض المتنقل لكل 100 نسمة، ونسبة تغطية شبكة الهاتف المتحرك للسكان، ونسبة تغطية شبكة الألياف الضوئية.
هواتف محمولة
وماذا عن تنافسية الدولة على صعيد خدمات الهواتف المتحركة؟
تحافظ الدولة في المقابل على مراكز متقدمة في خدمات الاتصالات الأخرى، حيث تبوأت المركز الثاني في معدل نفاذ الهاتف المحمول لكل 100 نسمة ، والمركز الثالث في نسبة المنازل التي لديها كمبيوتر والمركز الرابع في الوصول للإنترنت، وتواصل الهيئة جهودها الكبيرة لاستدامة ريادة الإمارات في مؤشرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
مبادرات
ما أهم المبادرات التي أرستها الهيئة لتعزيز تنافسية قطاع الاتصالات والتقنية المحلي؟
أطلقت الهيئة سلسلة من المبادرات والمشاريع التي عززت من قدرة الأفراد والشركات على الوصول إلى الخدمات الرقمية المتقدمة واستخداماتها المتنوعة، مما أثر إيجاباً على الأنشطة الاقتصادية وخطط التنمية، تضمنت هذه المبادرات على سبيل المثال لا الحصر، تطبيق سياسة الخدمة الشاملة ومشاركة البنية التحتية والسيل الرقمي وتنفيذ المسوحات وتطوير شبكات الهاتف المحمول وتغطية الألياف الضوئية مواكبة لمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة لضمان بنية تحتية متقدمة.
الجيل السادس
ماذا عن استراتيجية التحول لتقنيات الجيل السادس التي كشفت عنها الهيئة مؤخراً؟
تأتي الإمارات في مقدمة الدول التي تعمل في مجال البحث ووضع المعايير وتنفيذ تكنولوجيا الجيل السادس مدعومة بنهج تنظيمي وسياسي شامل يعزز من مكانة الدولة في ريادة التقدم التكنولوجي العالمي ولقد وضعنا خارطة طريق تحت مسمى «الوثيقة البيضاء للجيل السادس»، بالشراكة مع عدد من الجهات في مقدمتها مشغلي الاتصالات بالدولة وعدد من مزودي الأجهزة والشبكات العالميين مع مساهمة فعالة من كل من:
وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ووزارة الخارجية، إلى جانب جامعة خليفة ومعهد الابتكار التكنولوجي تتضمن رؤية مستقبلية وخطة بمراحل زمنية لضمان انتقال سلس إلى هذه التقنية المتقدمة وهو ما يكفل للدولة الريادة عالمياً على صعيد تطوير تكنولوجيا شبكات الجيل الجديد.
ما أهم الخطوات التحضيرية التي تمت لبدء تنفيذ تلك الاستراتيجية؟
تم اتخاذ خطوات تحضيرية أساسية لضمان نجاح هذا الانتقال بدأت باستثمار موارد كبيرة في إنشاء مراكز بحثية متميزة تهدف إلى دفع عجلة الابتكار في التكنولوجيا المتقدمة، إلى جانب تعزيز دور مراكز التميز وإثراء البحوث وبراءات الاختراع وتوسعة مجالات التعاون الدولي.
بينما تتضمن ملامح الخريطة عدة خطوات منها تشكيل فريق عمل متخصص يستهدف دمج الخبرات العالمية وتهيئة البنية التحتية الرقمية لتقنية الجيل السادس من شبكات الهاتف المتحرك في الدولة بالإضافة إلى تطوير إطار وآلية لتحفيز نمو الشركات الناشئة المتخصصة في تطبيقات تقنية الجيل السادس بالتعاون مع كافة الشركاء من المشغلين أو المزودين أو الجهات الحكومية.
تطبيقات
ما التطبيقات التي سيوفرها الجيل السادس والقطاعات المستفيدة منها؟
تحدث تقنيات الجيل السادس نقلة نوعية في عالم الاتصالات محلياً عبر توفير خدمات غير مسبوقة مثل الاتصال الهولوغرامي الغامر عالي الدقة، كما ستتيح إمكانية دمج العوالم الرقمية والمادية بسلاسة مما يخلق بيئات افتراضية قادرة على إحداث ثورة في قطاعات مثل الرعاية الصحية والتعليم والترفيه.
كما سيعزز الجيل الجديد من التزام الدولة برؤية الاستدامة يعد جزءاً أساسياً من تصميم الجيل السادس، حيث تم تصميم هذه التقنية لتوفير قدرات أعلى بكثير مع تقليل استهلاك الطاقة، بما يتماشى مع الأهداف البيئية العالمية.
ما الدور المكلف به المشغلون نحو تعزيز التحول نحو الجيل السادس؟
سيضطلع مشغلو الاتصالات في الدولة بدور حيوي في هذا المسار الطموح من خلال مراحل تطوير البنية التحتية الحالية لشبكات الخدمات داخل الدولة لتلبية المتطلبات واستيفاء المعايير المتسقة مع تقنيات الجيل المستحدث بما يعزز سلاسة التحول.
كما سيعملون ضمن الاستراتيجية بشكل وثيق مع الجهات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والشركاء الدوليين في مجال توسعة التكنولوجيا، وتعزيز التميز البحثي وتنسيق جهود التطوير مع المعايير العالمية المطلوبة.
خطط زمنية
ما أهم ملامح مراحل التحول نحو الجيل السادس والخطط الزمنية؟
من المخطط أن يتم تطوير شبكات الجيل السادس محلياً على مراحل زمنية محددة تعتمد في بدايتها على البحث والتطوير المكثف عبر المؤسسات الأكاديمية لدفع عجلة الابتكار وتطوير التقنيات المنشودة، فيما سيعقب ذلك مرحلة البحث مرحلة صياغة المعايير اللازمة للجيل الجديد، بالتعاون مع المنظمات العالمية مثل الاتحاد الدولي للاتصالات ومشروع شراكة الجيل الثالث.
حيث لن تضطلع الإمارات بوضع معايير محلية فحسب، بل ستسهم أيضاً في تشكيل الأطر التنظيمية والسياسية العالمية للجيل السادس في المراحل النهائية، وسيتم تنفيذ التجارب التقنية ومن ثم نشر الشبكات وإطلاق خدمات جديدة مع نضوج تكنولوجيا الجيل السادس.
ومع تقدم تطوير هذه التقنية سيكون للمعنيين دور رئيس في تنمية القدرات الوطنية عبر دعم برامج الابتكار التكنولوجي داخل الدولة وتهيئة المجال لنمو الشركات الناشئة، كما سيتضمن إنشاء آليات دعم تسرع من تطوير وتبني تقنيات الجيل السادس في مختلف القطاعات، مما يدفع بالنمو الاقتصادي ويعزز الريادة التكنولوجية.