تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة المملكة العربية السعودية احتفالاتها باليوم الوطني الـ 94 الذي يوافق 23 سبتمبر من كل عام، ويعكس هذا اليوم أفراح السعودية الوطنية ومسيرة الإنجازات التنموية والحضارية التي حققتها المملكة في جميع المجالات، تحت شعار «#معاً -أبداً»، في تأكيد على روح الأخوة والصداقة والمحبة، وتتوشح العديد من المعالم البارزة في دولة الإمارات بألوان العلم السعودي احتفاءً بالمناسبة، وسيتم تنظيم العديد من الفعاليات الاحتفالية في عدد من المواقع لمشاركة السعوديين أفراحهم.
نموذج فريد
وترتبط الإمارات والسعودية بعلاقات ثنائية استثنائية راسخة، تشكل نموذجاً فريداً للأخوة الراسخة، المبنية على حسن الجوار والمصالح المشتركة، إذ يجمع بين البلدين أواصر الأخوة والعلاقات المتميزة التي تكللت بمسيرة حافلة بالعطاء والعمل المشترك، وبات مرجعاً للعمل العربي المشترك في سبيل تعزيز أسس الاستقرار وتنمية وازدهار الشعوب، وأحد أهم مرتكزات التنسيق والتكامل بين دول مجلس التعاون الخليجي وتعزيز مسيرته ودعم العمل الخليجي العربي المشترك.
شراكة استراتيجية
وتستند الشراكة الاستراتيجية المتجذرة بين البلدين إلى أسس تاريخية صلبة، تعززها روابط المصير المشترك وتحكمها وحدة الرؤى والمصالح في التعامل مع جميع القضايا الخليجية والعربية والعالمية، ويعد التحالف بين البلدين من أقوى التحالفات العالمية اقتصادياً، يضع البلدين في مكانة متميزة على خريطة التحالفات العالمية، إذ ترتبطان بعلاقات تاريخية بفضل جهود قيادة البلدين، وحرصها على نهج التنسيق والتعاون المستمر بين البلدين، وانتقلت العلاقات الثنائية بين الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والسعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، من مفهوم التعاون الثنائي بين دول الجوار، إلى الشراكة الاستراتيجية الكاملة.
علاقات تاريخية
وتترجم العلاقات التاريخية الكبيرة بين البلدين والشعبين الشقيقين الانسجام في المواقف المختلفة، حيث تتشارك الدولتان وتتعاونان بشكل مستمر في العديد من القضايا الإقليمية والدولية المهمة، والتطلعات والرؤى المستقبلية الواحدة والهادفة إلى توفير كل سبل الاستقرار والرخاء لما فيه الخير لقيادة وشعبي البلدين الشقيقين.
وشهدت العلاقات بين الدولتين الشقيقتين في السنوات الأخيرة، تطوراً هائلاً وتقدماً كبيراً في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك بدعم وتوجيه القيادة الرشيدة في كلا البلدين، انطلاقاً من ثوابت تدعم الأمن والسلم الدوليين وتسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
تعاون مشترك
وحرصت الإمارات والسعودية على تعزيز العلاقات الاستراتيجية والتعاون المشترك بين الشعبين الشقيقين، وتعزيز الروابط التي تمثل قاعدة صلبة لبناء المزيد من مسارات التعاون بما يخدم أهداف التنمية الشاملة بين البلدين ويعزز الروابط المشتركة بينهما في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وأسهمت العلاقات الثنائية بين البلدين في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم، خصوصاً وأن تاريخهما يزخر بالعديد من المبادرات لتسوية الخلافات العربية أو لدعم الدول العربية، حيث تحملا العبء الأكبر في التصدي لكل أشكال التدخلات الإقليمية في الشأن العربي ومحاولات زعزعة أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، كما لعبا دوراً بارزاً في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف، ونالت تلك الجهود تقدير المجتمع الدولي أجمع.
مجلس التنسيق
وجاء تأسيس مجلس التنسيق السعودي الإماراتي تعزيزاً للرؤية المشتركة بين البلدين، بهدف تكثيف التعاون الثنائي بينهما في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، إذ تعد الرؤية المشتركة بين البلدين ركيزة أساسية لمسيرة التعاون المشترك نحو تعزيز الشراكة وتحقيق التكامل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، بما يحقق الخير والرفاهية لشعبي البلدين، ومواجهة التحديات في المنطقة، وتعزيز الأمن والاستقرار فيها، وشكل هذا التعاون المشترك عبر التاريخ ضمانة قوية للأمن القومي الخليجي والعربي بوجه عام، بالنظر إلى تطابق وجهات نظر البلدين الشقيقين تجاه مجمل قضايا المنطقة من خلال تعاونهما البناء والمثمر.
لجنة مشتركة
وحرصت القيادة في كلا البلدين الشقيقين على إحداث نقلة نوعية في علاقتهما الثنائية من خلال مأسسة هذه العلاقات من خلال تأسيس لجنة عليا مشتركة في مايو 2014، عملت على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين بما يهدف الوصول إلى آفاق أرحب وأكثر أمناً واستقراراً لمواجهة التحديات في المنطقة، وذلك في إطار كيان قوي متماسك يحقق الخير والازدهار للشعبين الشقيقين ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.
مجلس تنسيقي
كما وقع البلدان على اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي بينهما في عام 2016، يهدف إلى التشاور والتنسيق في الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك في جميع المجالات، ونصت الاتفاقية على أن يجتمع المجلس بشكل دوري، وذلك بالتناوب بين البلدين.
وفي فبراير 2017 عقدت خلوة استثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، تحت اسم «خلوة العزم» التي استضافتها إمارة أبوظبي كأول الأنشطة المنبثقة من مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، بحضور ومشاركة أكثر من 150 مسؤولاً حكومياً وعدد من الخبراء في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة في البلدين، ثم عقد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي بجدة في يونيو 2018، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتم الإعلان عن الهيكل التنظيمي للمجلس الذي ضم في عضويته 16 وزيراً من القطاعات ذات الأولوية في كلا البلدين، وتشكيل لجنة تنفيذية للمجلس بهدف تكثيف التعاون الثنائي في المواضيع ذات الأولوية.
وبالتزامن مع انعقاد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي، أعلن البلدان، عن رؤية مشتركة للتكامل بينهما، اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً، عبر 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً، التي عمل عليها 350 مسؤولاً من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية، على مدى 12 شهراً، ومن خلال 3 محاور رئيسية، هي المحور الاقتصادي، والمحور البشري والمعرفي، والمحور السياسي والأمني والعسكري، ووضع قادة البلدين مدة 60 شهراً لتنفيذ مشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى بناء نموذج تكاملي استثنائي بين البلدين يدعم مسيرة التعاون الخليجي المشترك، ويساهم في الوقت نفسه في حماية المكتسبات وحماية المصالح وخلق فرص جديدة أمام الشعبين الشقيقين وتم الإعلان خلال الاجتماع عن مجموعة من المشاريع المشتركة.
وفي يناير 2019 أعلنت اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي عن إطلاق 7 مبادرات استراتيجية خلال اجتماعها الأول في أبوظبي، كما عقدت اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي اجتماعها الثاني في أبريل 2019 في الرياض، وتم إقرار حزمة من المبادرات الاستراتيجية المشتركة في العديد من المجالات.