انتهت مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف من إطلاق المرحلة الأولى من مشروعها الابتكاري بالتعاون مع جمعية القلب الأمريكية (AHA) لتحسين جودة الإنعاش، الذي تضمّن توزيع أجهزة محاكاة ذكية في المحطات الإسعافية بهدف تعزيز كفاءة التدريب من خلال التقنيات المتقدمة، وتوسيع نطاق التعلم لضمان استمرارية التطوير المهني وتقييم أداء المسعفين، فضلاً عن تسريع عملية منح التراخيص.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف مشعل عبدالكريم جلفار، إن المؤسسة حققت إنجازات ملموسة في المرحلة الأولى من إطلاق المشروع، من خلال تسجيل 898 مسعفاً في النظام، وأنجز 718 مسعفاً المهمة التدريبية بنجاح، ما يعكس نسبة إنجاز بلغت 80 % ما أسهم في تعزيز مهارات فرق الإسعاف ورفع مستوى الجاهزية لمواجهة الحالات الطارئة بفعالية وكفاءة.
وأكد جلفار أن المؤسسة تسعى بشكل مستمر لمواكبة توجهات ورؤية حكومة دبي الطموحة في الابتكار والريادة والاستدامة وجودة الحياة في المجالات الطبية، مشيراً إلى أن تطبيق مشروع تحسين جودة الإنعاش والذي يعد إحدى مبادرات خطة دبي 2033 لدعم عمليات التحول الذكي والرقمي في المؤسسة وتعزيز جودة خدماتها وتطوير مهارات كوادرها الوطنية باستخدام الأجهزة والتقنيات الذكية في مجال التدريب والتطوير المهني في الطب الطارئ للكوادر الطبية.
ولفتت الدكتورة سهيلة حسين قائد مدير إدارة التدريب والتعليم المستمر إلى «أن البرامج المهنية التخصصية والمركزة في مجال الإنعاش القلبي الرئوي الأساسي والمتقدم، تعد من البرامج المهمة والرئيسية لتحسين جودة عمليات الإنعاش وزيادة فرص النجاة في مرحلة ما قبل المستشفى»، مشيرة إلى أن البرنامج سيوفر تدريباً مستمراً بطريقة سهلة وسلسة، ويتيح التعلم في أي وقت وفي عدة محطات في إمارة دبي.
كما سيتضمن تقييم مهارات ومعارف المنتسبين إليه وتقييم الأداء خلال عملية التدريب. مما سيسهم في تحسين الخدمات المقدمة لأفراد المجتمع. وأكدت الدكتورة سهيلة أن «المشروع يعكس التزام المؤسسة بتطوير مهارات مواردها البشرية وحرصها على تقديم خدمات إسعافية متقدمة تسهم في جودة وسعادة الحياة لمجتمع دبي».
من ناحية أخرى، تشارك الإمارات دول العالم الاحتفال بيوم القلب العالمي الذي يصادف اليوم، 29 من سبتمبر من كل عام، والذي يعتبر فرصة لتسليط الضوء على أهمية العناية بصحة القلب ورفع وعي أفراد المجتمع حول سبل الوقاية من أمراض القلب، وأهمية تبني أنماط الحياة الصحية التي تحميهم من هذا المرض.
ولفت الدكتور رامي حرب استشاري أمراض القلب أن مرض القلب هو وصف لمجموعة من الحالات المَرضية التي تصيب القلب وتشمل أمراض الأوعية الدموية، مثل مرض الشريان التاجي، وعدم انتظام ضربات القلب (اضطرابات النظم القلبية)، ومشاكل في القلب منذ الولادة (عيوب خِلقية في القلب)، واعتلال عضلة القلب، ومرض صمام القلب، وغير ذلك من الأمراض.
وبخلاف بعض الأسباب الوراثية التي قد تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، تلعب أنماط الحياة دوراً حاسماً في التعرض لهذه الأمراض، إذ يزيد التدخين أولاً من مخاطر أمراض عديدة من بينها أمراض القلب، لما له من أثر كبير على زيادة حدة الالتهابات في الجسم وتعريض الجسم لعدد هائل من المركبات السامة، وتسببه بتصلب الشرايين، وتسارع دقات القلب، وتأثيره الكبير على مختلف العمليات الحيوية في الجسم والجهاز العصبي، في حين تسهم الأنماط الغذائية السيئة وقلة ممارسة الرياضة في زيادة فرص الإصابة بهذه الأمراض، خصوصاً عند ارتفاع الكولسترول والشحوم الثلاثية، وانخفاض مرونة الشرايين الذي يسبب ارتفاع ضغط الدم.
ومن جانبه، قال الدكتور وليد فرج أخصائي أمراض القلب بأنه يُمكن لمرض السكري أن يُؤدي إلى ارتفاع مستويات الكولسترول في الدم ومستوى ضغط الدم كذلك، وكلاهما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
وإضافة لذلك، قد يتسبّب الارتفاع في مستويات السكر في الدم بالإضرار بجُدران الشرايين ما يجعل من السهل على الدهون التجمّع داخلها وبالتالي زيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية. وأشار الدكتور وليد إلى أن المريض قد يحتاج المريض إلى أدوية للسيطرة على أعراض أمراض القلب ومنع المضاعفات يعتمد نوع الدواء المستخدم على نوع مرض القلب.
ولفت الدكتور وليد إذا لم تكن الأدوية كافية، فقد يستخدم مقدم الرعاية الصحية إجراءات أو عمليات جراحية معينة لعلاج مرض القلب والأوعية الدموية ومن هذه الأساليب القسطرة القلبية، والدعامات، والجراحة التحويلية، ولكل منها فوائد تختلف وفقاً للحالة الصحية، حيث تلعب القسطرة القلبية دور تشخيصي وعلاجي، إذ تُستخدم لتشخيص أمراض الشرايين التاجية عن طريق تصوير الأوعية الدموية ومعرفة مدى تضيق أو انسداد الشرايين، إلى جانب كونها إجراء غير جراحي، حيث يتم إدخال أنبوب دقيق عبر شريان في الفخذ أو الذراع، مما يقلل من الألم وفترة التعافي مقارنة بالجراحة، فضلاً عن قدرتها على إصلاح الشرايين، لاسيما وأنه يمكن استخدامها لفتح الشرايين الضيقة أو المسدودة باستخدام بالون لتوسيعها أو تركيب دعامة.
بدوره، أشار الدكتور فراس بدر رئيس قسم قصور وزراعة القلب بمعهد القلب والأوعية الدموية والصدرية إلى أنه يجري حالياً البحث في إمكانية العلاج الجيني كوسيلة محتملة لعلاج أنواع معينة من أمراض القلب والأوعية الدموية، مع التركيز بشكل خاص على الحالات الوراثية ومن الجدير بالذكر أن تشوهات مختلفة في القلب يمكن أن تسبب قصور القلب التدريجي أو حتى الموت المفاجئ، والذي يمكن أن يحدث في أي عمر.
يذكر أن النتائج الأولية في أعداد صغيرة من الناس تبدو واعدة.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات الكبيرة المتعلقة بتطوير وتقديم العلاج الجيني لأمراض القلب، إذ يستخدم الباحثون تحرير الجينات لتطوير علاجات جديدة. ولذلك، تُجرى حالياً تجارب سريرية على أشخاص يعانون من ثلاث حالات وراثية: ارتفاع نسبة الكوليسترول بشكل غير طبيعي؛ اعتلال عضلة القلب الضخامي؛ وشكل من أشكال قصور القلب الناتج عن رواسب الأميلويد.