تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر تضرر السور الروماني التراثي لقلعة بعلبك جراء غارة إسرائيلية استهدفته بشكل مباشر. فقد قصف الجيش الإسرائيلي، مساء الاثنين-ليلة الثلاثاء، ثكنة غورو الفرنسية المحاطة بسور روماني مربّع تابع لقلعة المدينة، مما أدى إلى تدمير وسقوط جزء من السور.
تُدرج قلعة بعلبك وامتداداتها ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وهي محمية بموجب اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، والتي أُقرت عام 1954.
وتحمل قلعة بعلبك تاريخًا عريقًا، إذ يعود تأسيسها إلى الفينيقيين في أوائل العام 2000 قبل الميلاد، وتعاقبت عليها حضارات مختلفة. وقد أطلق عليها الإغريق اسم “هيليوبوليس” أو “مدينة الشمس”، وهي تحتوي أبرز الآثار الرومانية الإمبراطورية الهندسية في العالم.
أما السور الروماني المحيط بثكنة غورو التي استهدفها الجيش الإسرائيلي متسببًا بمقتل 3 لبنانيين وإصابة 17 آخرين بحسب وكالة الأنباء اللبنانية، فيعتبر جزءًا من القلعة ويمثل امتدادًا لبوابتها الشمالية، كما أنه مدرج ضمن قائمة الجرد العام للأبنية الأثرية وفقًا للمرسوم رقم 456 الصادر في عام 1936.
وكانت ثكنة “غورو” تُستخدم كموقع عسكري استراتيجي، نظرًا لإشرافها على مناطق واسعة من البقاع اللبناني، وقد استُخدمت من قِبل الجيش الفرنسي خلال فترة الانتداب، وتابع الجيش اللبناني استخدامها بعد الاستقلال عام 1943.
وفي وقت سابق، تسببت الارتجاجات الناجمة عن الغارات الإسرائيلية العنيفة على مدينة بعلبك في تضرر قبة “دورس” وسقوط بعض حجارة التاج المملوكي، الذي يقع داخل معبد جوبيتر ويُعد من المعالم التي تحظى باهتمام واسع.
من جهته، صرح رئيس بلدية بعلبك، مصطفى الشل، في مقابلة مع “يورونيوز” بأن البلدية تواصلت مع عدد من الجهات، وأبلغت المديرية العامة للآثار بالأضرار التي لحقت بالمعالم الأثرية، محذرًا من خطورة ارتجاجات الغارات على الموقع. وقال الشل: “تواصلنا مع وزير الثقافة اللبناني، وهناك تحرك جدي بالتعاون مع منظمة اليونسكو من أجل حماية المعالم الأثرية في بعلبك”.
وأضاف الشل في حديثه لـ”يورونيوز” أن جميع البعثات الأجنبية العاملة في التنقيب على الآثار غادرت المواقع في الوقت الحالي نظرًا لخطورة الوضع في المدينة.
في هذا السياق، وجه وزير الثقافة محمد وسام المرتضى خطابًا إلى منظمة اليونسكو الدولية، عبّر فيه عن قلقه من الأضرار التي تلحق بقلعة بعلبك، مطالبًا بالتدخل الفوري لحماية أحد أعرق المعالم التاريخية في العالم.