أظهرت صور جديدة التقطتها الأقمار الاصطناعية أضراراً لحقت بمنشأة تابعة للحرس الثوري الإيراني، مخصصة لصنع الصواريخ الباليستية، في منطقة لم تعترف طهران بأنها تعرضت للقصف الإسرائيلي.
قالت وكالة “أسوشيتد برس”، الثلاثاء، إنها حصلت على مزيد من الصور بشأن الهجوم الإسرائيلي الذي وقع فجر السبت الماضي على مواقع في إيران.
وأضافت الوكالة أنها حللت الصور الجديدة التي ذكرت أنها تظهر أضراراً لحقت بقاعدة يديرها الحرس الثوري الإيراني (الجيش الموازي في إيران).
وأشارت إلى أن القاعدة تتخصص في إنتاج الصواريخ الباليستية، ويطلق منها صواريخ ضمن البرنامج الفضائي.
وتقع القاعدة تقع قرب مدينة شاهرود بمحافظة سمنان، شمال شرقي إيران، التي لم تعترف بأن القصف الإسرائيلي وصل إلى تلك المنطقة.
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، فقد قصفت إسرائيل أهدافاً عسكرية في محافظات طهران وخوزستان وإيلام.
ولم تأت الوكالة الرسمية على ذكر الموقع العسكري قرب شاهرود، لا من قريب ولا من بعيد.
وظلت قوات الحرس الثوري صامتة بشأن أي ضرر محتمل لحق بها جراء الهجوم.
وقالت وكالة “أسوشيتد برس” إن الأمر يثير تساؤلات حول حجم الهجوم الإسرائيلي.
وبحسب الوكالة، فإن من شأن الهجوم على هذه القاعدة أن يحد من قدرة الحرس الثوري الإيراني على إنتاج الصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود الصلب، وهو الذي يحتاج إلى تخزينها لردع إسرائيل.
ولطالما اعتمدت إيران على الترسانة الصاروخية، لأنها لا تستطيع شراء الأسلحة الغربية وبخاصة الأمريكية، التي تسلحت بها إسرائيل ودول الخليج.
وقال خبير الصواريخ المتخصص في شؤون إيران بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فابيان هينز: “لا نعرف ما إذا كان الإنتاج الإيراني قد تعطل كما يقول بعض الناس أو أنه تعرض للضرر فقط”.
وأضاف: “(لكن) لقد رأينا صوراً كافية لإظهار وجود تأثير (للهجوم الإسرائيلي)”.
وكانت الوكالة نفسها قد حصلت على صور قبل يومين تظهر تدمير قاعدتين قرب طهران، تستخدمهما إيران في إنتاج الصواريخ الباليستية، مما يزيد الضغوط على هذا البرنامج.
ولم تعترف إيران رسمياً بوقوع أضرار في القاعدتين، لكنها أفادت بمقتل أربعة جنود من الدفاع الجوي جراء الهجوم.
وأشار المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إلى أن “الهجوم الإسرائيلي يجب ألا يتم تضخيمه أو التقليل من شأنه”، دون أن يتطرق الزعيم الروحي إلى رد فوري.
ومن جانبه، يقول الجيش الإسرائيلي إنه نفذ “ضربات مستهدفة ودقيقة على أهداف عسكرية في إيران، مما أحبط التهديدات الفورية لدولة إسرائيل”.
وكرر المسؤولون الإسرائيليون رواية أن الضربات استهدفت مواقع عسكرية خاصة بإنتاج الصواريخ، دون أن يخوضوا في التفاصيل.
ولم تضرب إسرائيل منشآت نووية أو نفطية إيرانية، رداً على هجوم طهران الصاروخي في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وربما كان ذلك بضغوط أمريكية.