أصوات إسرائيلية كثيرة اعترضت على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان بصيغته الحالية، على اعتبار أن التسوية لم تحقق أهداف الدولة العبرية التي وضعتها لنفسها. وعلى رأس تلك الأصوات جنود الاحتياط الذين قاتلوا في جنوب لبنان، وأشاروا بشكل واضح إلى أنه كان “بصقة في وجوههم”.
قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن مقاتلي الاحتياط الذين خدموا في جنوب لبنان، يمكن أن يكونوا أكثر الإسرائيليين الذين يمتلكون رؤية وتقييمًا لشكل المعركة، على اعتبار أنهم واجهوا مقاتلي حزب الله لأسابيع واختبروا وجه “عدوهم” الحقيقي.
وبحسب الصحيفة، فإن هؤلاء المقاتلين أبعد ما يكونون عن الرضا عن تسوية وقف إطلاق النار. إذ يقول الرقيب الأول من لواء “يفتاح”، عمر بن حمو، وهو مقاتل خاض معارك في غزة قبل الانتقال إلى جنوب لبنان، إن وقف إطلاق النار كان “صدمة” للمقاتلين، الذين يرون التسوية “استهتارًا بحياة الإسرائيليين”.
ويصف الرقيب بأن التسوية بمثابة تخلي إسرائيل عن الشمال مقابل “هدنة مؤقتة”، مشيرًا إلى أن حزب الله لا يستريح بل يطور نفسه باستمرار، قائلًا: “إذا أردت إنهاء القتال معهم، فاضمن منطقة عازلة على الأقل”.
“هل أرسلونا لندمّر نفقًا سيعيدون بنائه؟”
ويضيف المقاتل أن إسرائيل دائمًا ما تسارع في الهجوم ثم تنكفئ عن أهدافها دون تحقيقها. فيسأل غاضبًا: “إذا كنا نريد أن نعتمد على القوات الدولية لنأمن من حزب الله، فلماذا قاتلنا بالأساس؟ لنفجر نفقًا سيعيدون بنائه؟ هل أرسلونا لمواجهة عدو أم لنقوم بتدمير البنية التحتية في لبنان؟ أنا أعرف أن ابني في المستقبل سيخدم في جنوب لبنان من جديد، لأننا نرفض حل المشاكل”.
مقاتلي الاحتياط: معنوياتنا كانت منهارة والاتفاق بصقة في وجوهنا
وتقول “يديعوت” إن مقاتلي الاحتياط يعيشون موجة من الإحباط، ناقلة عن الرقيب قوله إنهم عاشوا في الجبهة لحظات صعبة انهارت فيها معنوياتهم: “شهدنا انهيارًا في العزيمة. كان بيننا رجال في الأربعينات من العمر، ولديهم سبعة أطفال، وكانت الأجواء السلبية معدية” يقول الرقيب.
من جهة ثانية، تعبر مسؤولة التنسيق المدفعي في كتيبة المدرعات، عمر فلدمان، عن استيائها من الاتفاق، مشيرة إلى أن توقيعه كان “إهانة”. وقد سئم المقاتلون من الكلمات الرنانة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قائلة: “الحديث عن وقف إطلاق النار بكلمات منافقة لا يخدعنا. يجب على المسؤولين أن يفهموا أن صبر المقاتلين بلغ حده. لقد توقفت حياتنا كليًا والاتفاق بصقة في وجوهنا”.
في ذات السياق، يقول الرقيب الأول أوري حبشوش، وهو مقاتل في كتيبة 9، إن الاتفاق غير واضح، فسكان الشمال لم يحصلوا على الأمان، ناهيك عن وجود 101 أسير في غزة لدى حماس.