أعلنت السلطات الأوكرانية عن اعتقال جنديين كوريين شماليين كانا يقاتلان إلى جانب القوات الروسية في منطقة كورسك الروسية، وهي واحدة من المناطق الحدودية التي تشهد صراعًا مستمرًا بين القوات الأوكرانية والروسية.
وفقًا للتقارير الرسمية، تم نقل الجنديين إلى العاصمة الأوكرانية كييف لاستجوابهما، ويُعتقد أنهما يشكلان “دليلًا قاطعًا” على تورط كوريا الشمالية في الحرب.
الاعتقال كدليل على الدعم الكوري الشمالي
وقال أرتيم ديختارينكو، المتحدث باسم جهاز الأمن الأوكراني، إن اعتقال الجنديين في منطقة كورسك يُعتبر “دليلًا لا جدال فيه” على دعم كوريا الشمالية العسكري للجهود الروسية في الحرب.
وأضاف أن أحد الجنديين كان يحمل بطاقة هوية عسكرية روسية باسم شخص آخر من جمهورية توفا، مما يعزز الشكوك حول التعاون المستمر بين موسكو وبيونغيانغ.
وتابع ديختارينكو أن التواصل مع الجنديين يتم من خلال مترجمين كوريين بالتعاون مع وكالة الاستخبارات الوطنية الكورية الجنوبية، نظرًا لعدم تحدثهما أي من اللغات الأوكرانية أو الروسية أو الإنجليزية. كما أكد أن الجنديين يتلقون رعاية طبية كاملة خلال فترة احتجازهما.
أوكرانيا تؤكد بدء عملية استجواب الجنديين
من جابنه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تغريدة عبر حسابه على منصة “إكس” أن عملية القبض عليهما لم تكن سهلة، مشيرًا إلى أن القوات الروسية والكورية الشمالية حاولت إخفاء وجود الجنود في ساحة المعركة، بما في ذلك قتل رفاقهم الجرحى لتجنب القبض عليهم.
وأضاف زيلينسكي أن اعتقال الجنديين يمثل خطوة هامة، مؤكدًا أن ذلك يدل على أن روسيا “تفعل كل شيء لإطالة أمد الحرب وتصعيدها”.
أشار إلى أن الجنديين تم نقلهما إلى كييف للتحقيق معهما، حيث يخضعان حاليًا للاستجواب من قبل محققي وحدة الجرائم الخاصة.
الوجود الكوري الشمالي في ساحة المعركة
تتزايد الأدلة على تورط القوات الكورية الشمالية في الحرب الأوكرانية إلى جانب القوات الروسية. ففي الشهر الماضي، أفادت التقارير بأن حوالي 200 جندي كوري شمالي قد قتلوا أو أصيبوا في المعارك الدائرة في كورسك.
وذكرت الإحصائيات إلى أن بيونغيانغ قد أرسلت ما بين 10 آلاف إلى 12 ألف جندي للمشاركة في الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
وكان البيت الأبيض والبنتاغون قد أكدا أن القوات الكورية الشمالية تقاتل على الخطوط الأمامية إلى جانب القوات الروسية، حيث ينخرطون بشكل رئيسي مع الوحدات الروسية أو في بعض الحالات بشكل مستقل حول مدينة كورسك.
الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على روسيا
وفي هذا السياق، أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة عقوبات جديدة تستهدف قطاع الطاقة الروسي، شملت أكثر من 180 سفينة حاملة للنفط يُشتبه في أنها جزء من أسطول يستخدمه الكرملين للتلاعب بالعقوبات المفروضة على قطاع النفط.
وعلق زيلينسكي على أن العقوبات الأمريكية تفرض ضغطًا مباشرًا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدًا أن شركات روسية كبرى مثل “غازبروم نفت” و”سورجوتنيفتغاز” تلعب دورًا رئيسيًا في تمويل الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
الضربات عبر الحدود
وفي سياق متصل، أفادت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الأوكرانية المسيرة استهدفت المباني السكنية في منطقة تامبوف الغربية، مما أسفر عن تحطيم النوافذ وإلحاق أضرار بشرفات مبنيين مكونين من خمسة طوابق.
وفي الوقت ذاته، أعلنت القوات الروسية أنها تمكنت من إسقاط 85 طائرة مسيرة أوكرانية، معظمها كانت تستهدف مناطق الجنوب والغرب الأوكراني.
المصادر الإضافية • أب و أي بي يو