واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الجمعة- عمليتها العسكرية في مخيم جنين لليوم الرابع، بعد أن فرضت عليه حصارا شاملا، بينما قالت المقاومة إنها تخوض اشتباكات ضارية في بلدة قباطيا القريبة شمالي الضفة الغربية.
وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال فرضت حظر التجوال في المخيم من ساعات المساء وحتى الصباح، كما أغلقت كل المنافذ المؤدية إليه.
وأضافت المصادر أن القوات المهاجمة ما تزال تحاصر المراكز الطبية والمستشفيات في المخيم.
وصباح اليوم، حلّقت طائرات مسيرة إسرائيلية بكثافة في سماء المخيم، بحسب مصادر فلسطينية.
“القوات الإسرائيلية تتوسع في جنين ومخيمها”..بالخريطة التفاعلية نرصد لكم ماذا يجري في مخيم جنين؟ | تقديم: صهيب العصا تحليل: إلياس حنا#الأخبار#حرب_غزة pic.twitter.com/mz3gifEUxx
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) January 23, 2025
ومساء أمس دفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات إضافية من الجنود والآليات إلى محيط المخيم.
وكان جيش الاحتلال بدأ -الثلاثاء الماضي- عملية عسكرية أطلق عليها “السور الحديدي”، وقال إنها تستهدف القضاء على ما يمسيه الإرهاب، في إشارة إلى المقاومة الفلسطينية المسلحة بالمخيم.
وحتى الآن أسفر الهجوم عن استشهاد 12 فلسطينيا -اثنان منهم في قرية برقين غرب جنين- وإصابة أكثر من 50 واعتقال عشرات آخرين.
اشتباكات ضارية
وبالتوازي مع حصارها لمخيم جنين، توغلت قوات الاحتلال صباح اليوم في بلدة قباطية الواقعة جنوبي المحافظة وحاصرت منزلا بالبلدة.
وقالت سرايا القدس– كتيبة جنين إن عناصرها بقباطية يخوضون “معارك ضارية” مع القوات الإسرائيلية في محيط المنزل المحاصر ويمطرونها بالرصاص والعبوات.
كما اقتحمت قوات إسرائيلية -فجر اليوم- بلدتي عرابة واليامون شمال وغرب جنين ونفذت فيهما مداهمات أسفرت عن اعتقال شاب واحد على الأقل.
ولا تزال قوات الاحتلال تتمركز في محيط مخيم جنين، وأبدى نائب محافظ جنين -في تصريحات لوكالة الأناضول- خشيته من حدوث اجتياح كامل للمخيم.
وقالت مصادر محلية فلسطينية إن اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال تُسمع بين الحين والآخر في أطراف المخيم.
وفجر اليوم، أفادت مصادر للجزيرة بأن مقاومين استهدفوا قوات إسرائيلية بعبوة ناسفة في شارع الناصرة بجنين.
وكانت كتائب القسام وسرايا القدس أكدتا في الساعات الماضية أنهما تخوض اشتباكات ضارية مع القوات المتوغلة، مؤكدتين تحقيق إصابات في الجنود الإسرائيليين وآلياتهم.
وأقر الجيش الإسرائيلي -أمس الخميس- بإصابة جندي خلال اشتباك مع مقاوميْن تحصنا في منزل وانتهى باستشهادهما.
تهجير وقمع
ومنذ بدء العملية العسكرية في مخيم جنين، هجّرت قوات الاحتلال مئات السكان من منازلهم واستخدمت أساليب وصفها الفلسطينيون بالقمعية.
وكانت مصادر من داخل المخيم قالت إن القوات المتوغلة أخضعت الأهالي للمرور عبر أجهزة للتعرف على بصمات العين والوجه بهدف اعتقال من قالت إنهم مطلوبون لها، تزامنا مع الحصار المشدد الذي تفرضه على المخيم.
كما أكدت مصادر من داخل المخيم للجزيرة أن قوات الاحتلال اعتقلت عشرات الشبان، ولم يُعرف مصيرهم بعد.
ووفق مصادر محلية، فإن طائرات “كواد كابتر” الإسرائيلية تهدد كل من يتحرك من الفلسطينيين في المخيم.
و”كواد كابتر” طائرة مروحية مسيرة طورها جيش الاحتلال الإسرائيلي، واستخدمت بكثافة -منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024- في عمليات استخبارية، واستهداف المدنيين.
وخلال توغلها المستمر، نفذت القوات المهاجمة عمليات هدم وحرق للمنازل والمركبات، خاصة في منطقتي الجابريات والغُبَّزْ، وحولت بعض المباني لثكنات عسكرية، كما واصلت الجرافات تخريب البنية، وفقا لمصادر محلية فلسطينية.
وأكد نادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال تنفذ إعدامات ميدانية في جنين ومخيمها، مؤكدا أن هذه العمليات الانتقامية عقاب جماعي، هدفه تقويض أي حالة مقاومة ضد الاحتلال.
ومع تسارع وتيرة الحملة العسكرية شمالي الضفة، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن قواته مستعدة لتنفيذ سلسلة عمليات في مخيم جنين، مضيفا أن هذه العمليات ستغير وضع المخيم، وفق تعبيره.
من جهته، قال رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار إن إسرائيل تواجه حربا متعددة الجبهات، وحان الوقت للعمل لهزيمة “الإرهاب” في شمالي الضفة الغربية، وفق تعبيره.
تغطية صحفية: جانب من اقتحام قوات الاحتلال لمدينة دورا جنوب الخليل. pic.twitter.com/LLkI7ULQrM
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 24, 2025
اقتحامات واعتقالات
في تطورات ميدانية أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته اعتقلت الليلة الماضية 15 فلسطينيا في الضفة الغربية.
وكانت مصادر قالت للجزيرة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت -فجر اليوم- 3 فلسطينيين من أسرة واحدة خلال اقتحامها بناية سكنية في الجبل الشمالي من مدينة نابلس شمالي الضفة قبل أن تنسحب من المنطقة.
وبالإضافة إلى نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال -فجر اليوم- مدينة طولكرم القريبة واعتقلت شابا، كما اقتحمت القوات مخيم عين السلطان في أريحا.
وشملت الاقتحامات بلدة عناتا شمال القدس المحتلة، حيث جرى اعتقال 15 شابا واستجوابهم لعدة ساعات، بالإضافة إلى دهم المنازل والمحال التجارية.
وفي وسط الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة عين يبرود قرب رام الله، كما امتدت الاقتحامات جنوبا إلى بلدات في الخليل بينها دورا.
وعقب عملية طوفان الأقصى، تصاعدت وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية مما أسفر عن استشهاد 873 فلسطينيا وإصابة نحو 6700، واعتقال أكثر من 14 ألفا آخرين، وفق بيانات رسمية فلسطينية.