في مشهد يثير القلق، يتزايد انتشار “تحدي الباراسيتامول” بين المراهقين الذين يدفعهم الفضول والمغامرة إلى تعريض حياتهم للخطر من أجل لعبة افتراضية. التحدي، الذي اجتاح منصات التواصل الاجتماعي، لم يبق مجرد تحدٍّ عابر، بل تحول إلى واقع مأساوي أودى ببعض المشاركين إلى المستشفيات.
وقد أطلقت الوكالة الوطنية الفرنسية لسلامة الأدوية والمنتجات الصحية تحذيرًا شديد اللهجة بعد تسجيل عدة حالات تسمم، كان آخرها نقل أربعة مراهقين إلى المستشفى في مونتوبان. ومع تزايد انتشار هذا التحدي، ترتفع المخاوف من اتساع نطاق تأثيره ليشمل المزيد من الضحايا، وسط دعوات متزايدة لوقفه قبل فوات الأوان.
لعبة مميتة ونتائج كارثية
يقوم هذا التحدي، الذي انتشر على منصات التواصل الاجتماعي، منها تيك توك، على تناول أكبر كمية ممكنة من الباراسيتامول لاختبار قدرة الجسم على تحمله، مع محاولة البقاء في المستشفى لأطول فترة ممكنة.
حالات التسمم المتزايدة دفعت بالجمعية الوطنية للخدمات الطبية في فرنسا إلى التحذير من أن الباراسيتامول يمكن أن يسبب أضرارًا خطيرة للكبد قد تكون غير قابلة للعلاج، وتتطلب في بعض الحالات عملية زرع، إلى جانب أضرار على الكلى والبنكرياس.
ووفقًا للجمعية الوطنية لطب الأطفال، تُعدّ الجرعة الزائدة من الباراسيتامول السبب الرئيسي لعمليات زراعة الكبد الناجمة عن الأدوية في فرنسا، ما يسلط الضوء على خطورة هذا التحدي المنتشر بين المراهقين.
تحذيرات للصيادلة والأهالي
شددت السلطات الصحية على ضرورة التزام الصيادلة بعدم صرف الأدوية للقاصرين إلا في حالات استثنائية يجيزها القانون، وضرورة تنبيه البالغين إلى مخاطر تناول الجرعات الزائدة. كما حثت الأهالي على توخي الحذر وإبقاء الأدوية بعيدًا عن متناول الأطفال والمراهقين.
وبحال الاشتباه في تناول جرعة زائدة، ينصح بالاتصال فورًا بمركز مكافحة السموم أو خدمات الطوارئ عبر الأرقام المخصصة لذلك.
مع الإشارة إلى أنه في البداية، قد لا تبدو هناك أي علامات واضحة للتسمم، مما قد يعطي انطباعًا خاطئًا بعدم وجود خطر، لكن خلال 24 ساعة يمكن أن تبدأ الأعراض بالظهور، مثل الغثيان والقيء وآلام المعدة وفقدان الشهية والتعرق.
وكانت السلطات السويسرية قد أصدرت تحذيرات في الفترة الماضية بعد انتشار تحدي مسكنات الباراسيتامول في أوساط المراهقين على مواقع التواصل الاجتماعي ودعت الصيادلة للتحلي بأكبر قدر من اليقظة حين تقديم الدواء ولمن تقدمه أيضا.