المناطق_واس
أصدر الباحث: عبدالله بن محمد الشايع -رحمه الله- قبل عدّة سنوات كتابًا في 284 صفحة، بعنوان: “الطريق التّجاري من حَجر اليمامة إلى البصرة” تتبع فيه مسار هذا الطريق من “الرياض” حتى “ماء طويلع” قرب محافظة (قرية العليا) بالمنطقة الشرقية، وهناك قرّر أن تتوقّف راحلته.
وبيّن الباحث في مستهل كتابه أنه ألّف هذا العمل من أجل تتبع أحد الطرق التِّجارية القديمة من: (حَجر اليمامة) إلى (البصرة)، ذاكرًا أن الطريق قد أوضح مساره صاحب كتاب: (بلاد العرب)، إلا أنه نظرًا للتغير الذي طرأ بعد ذلك على مسمّيات بعض الأماكن؛ فقد أصبح من الصعوبة بمكان التّعرف على تلك المواضع وموارد المياه التي ذكرت في وصف هذا الطريق، بالإضافة إلى أن تحقيق هذه الأماكن من قبل الباحثين في وقتنا الحاضر لم يكن دقيقًا؛ حيث وضعوها في غير أماكنها الصحيحة، رغم كثرة النصوص الواردة عنها في كتب التراث من شعر ونثر.
وأفاد الباحث أنه تمكّن من العثور على أعلام هذا الطريق الموغل في القدم، وقادته تحقيقاته الميدانية إلى موارده، مبديًا اعتذاره للقرّاء من طريقته في الاستطراد، ومحاورة النصوص عند تحقيق بعض الأماكن الواقعة على مسار الطريق أو قريبًا منه, فقد ألزم نفسه أن يحقّق قدر المستطاع ما يرى أن لتحقيقه فائدة.
والمتتبّع لطرق القوافل التجارية القديمة يرى أنّ جوادّها وأعلامها بادية للعيان يستدل عليها من يتوسمها ويترسم آثارها، وقد حرص الباحث على تحقيق مسارات الطُّرق الواردة في كتب البلدانيين، وحقّق مواردها ومواقع أعلامها من صوى ومذيّلات ودوائر حجرية، ومنها هذا الطريق الذي يربط حَجر اليمامة بالبصرة، وتوصل إلى تحقيق بعض الأماكن التاريخية والجغرافية التي كانت محل خلاف بين الباحثين في وقتنا الحاضر، مثل: (الحرمليّة، طار، الجرباء، الرّداع، ذات الرِّئال، حفر بني سعد، دحل خُريشيم، رمل المعا، طُويلع).