في حادثة غريبة وغير معتادة، شهدت العلاقات الدبلوماسية بين أوكرانيا وفرنسا لحظة محرجة، حيث أنهى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بشكل مفاجئ، أثناء مؤتمر صحفي كان زيلينسكي يعقده في كييف، حيث تلقى اتصالًا من ماكرون أمام عدسات الكاميرات وأنظار الصحفيين.
ووفقًا لما نقلته صحيفة «ديلي ميل»، التقط زيلينسكي الهاتف قائلا: «آسف يا إيمانويل، أنا أتحدث إلى الصحفيين الآن»، قبل أن يطلب من الرئيس الفرنسي الانتظار لمدة 15 إلى 20 دقيقة حتى يعاود الاتصال به لاحقًا، وبعد إنهاء المكالمة، علّق زيلينسكي مازحًا أمام الحضور: «نحن على تواصل يومي تقريبًا، لكن اليوم اخترت الصحفيين أولًا».
تأتي هذه الواقعة في وقت حساس تشهد فيه العلاقات بين أوكرانيا وحلفائها الغربيين، بما في ذلك فرنسا، تطورات متسارعة وسط الحرب المستمرة مع روسيا، فقد كان ماكرون من أبرز الداعمين لكييف منذ بدء النزاع، حيث قدمت فرنسا مساعدات عسكرية واستخباراتية كبيرة لأوكرانيا، ومع ذلك، أثارت الحادثة تساؤلات حول طبيعة التواصل بين الزعيمين، خصوصا بعد تقارير سابقة أشارت إلى توترات دبلوماسية بينهما بسبب مقترحات ماكرون حول نشر قوات أوروبية في أوكرانيا. ولم تصدر الرئاسة الفرنسية تعليقًا رسميًا فوريًا على الحادثة، لكن مصادر مقربة من قصر الإليزيه وصفت الموقف بأنه «غير متوقع»، مشيرة إلى أن ماكرون كان ينوي مناقشة خطط دعم عسكري جديدة مع زيلينسكي.
في المقابل، حاولت الرئاسة الأوكرانية التقليل من شأن الواقعة، مؤكدة أن العلاقة بين الزعيمين «قوية ومستمرة»، وأن زيلينسكي أعاد الاتصال بماكرون لاحقًا كما وعد.
وفي وقت سابق أعلن زيلينسكي أنه سوف يقوم بزيارة مرتقبة إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث سيعقد لقاءات مع المسؤولين الفرنسيين لبحث مستجدات الحرب والدعم العسكري والدبلوماسي الذي تقدمه فرنسا لكييف.
أخبار ذات صلة
وأثارت الواقعة موجة من التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض أنها تعكس أسلوب زيلينسكي «غير التقليدي» في التعامل مع القادة العالميين، بينما اعتبرها آخرون «زلة دبلوماسية» قد تضر بالعلاقات مع باريس، وعلق أحد المحللين السياسيين في كييف قائلًا: «زيلينسكي يعيش تحت ضغط هائل بسبب الحرب، وقد يكون هذا انعكاسًا لأولوياته الآنية، لكن توقيت الحادثة لم يكن مثاليًا».
من جانبهم، رأى خبراء أن الحادثة قد تكون عرضية، لكنها تسلط الضوء على التحديات التي تواجه التنسيق بين أوكرانيا وحلفائها في ظل الظروف الراهنة، وأشار أحد المعلقين الفرنسيين إلى أن «ماكرون قد يرى في ذلك إشارة إلى ضرورة تعزيز التواصل المباشر مع زيلينسكي لتجنب مثل هذه المواقف مستقبلًا».
