وقال مكتب نتنياهو في بيان، الثلاثاء، إن رئيس الحكومة شدد خلال الاتصال على أن “الدولة الفلسطينية التي ستقام على أرض لا تبعد إلا قليلا عن المدن الإسرائيلية، ستكون معقلا للإرهاب الإيراني” حسب تعبيره، مضيفاً أن الغالبية الساحقة من المجتمع الإسرائيلي ترفض فكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وخلال حديثه، وجّه نتنياهو انتقادات حادة للسلطة الفلسطينية، مشيراً إلى عدم صدور أي إدانة من قِبل قياداتها لهجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. كما زعم أن المؤسسات التعليمية الفلسطينية تبث الكراهية ضد إسرائيل، وأن هناك “حوافز مالية تُمنح لمنفذي الهجمات ضد اليهود”.
وكان يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي، قد هاجم ماكرون الذي كتب في منشور عبر منصة “إكس”: “نعم للسلام، نعم لأمن إسرائيل، نعم لدولة فلسطينية من دون حماس“، ليردّ عليه يائير مساء السبت قائلاً: “تبًا لك! نعم لاستقلال كاليدونيا الجديدة! نعم لاستقلال بولينيزيا الفرنسية! نعم لاستقلال كورسيكا! نعم لاستقلال إقليم الباسك! نعم لاستقلال غينيا الفرنسية! أوقفوا الإمبريالية الفرنسية الجديدة في غرب أفريقيا”.
ويُعتقد أن يائير خلط بين غينيا، وهي دولة مستقلة في غرب أفريقيا منذ عام 1958، وغويانا الفرنسية، هي أكبر إقليم فرنسي تقع على الساحل الشمالي الشرقي لأمريكا الجنوبية.
ويأتي هذا التوتر بعد إعلان ماكرون أن فرنسا تنوي المضي قدمًا في الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حزيران/يونيو، حيث قال في مقابلة مع محطة تلفزيونية فرنسية الأسبوع الماضي: “يجب أن نتحرك نحو الاعتراف بفلسطين، وسنفعل ذلك في الأشهر المقبلة”.
وبحسب الخطط المعلنة، ستترأس فرنسا بالشراكة مع السعودية مؤتمرًا للأمم المتحدة يُعقد بنيويورك في حزيران/يونيو المقبل لمدة يومين، سيركز على مسار حل الدولتين بعد مرور 18 شهرًا على اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة.
نتنياهو يصف موقف ماكرون بـ”الخطأ الجسيم”
من جانبه، أدلى نتنياهو بتصريح منفصل عقب تصريحات نجله، رافضًا لغته، وقال إن “أسلوب رده… غير مقبول بالنسبة لي”، رغم أنه كرّر الانتقادات الموجهة للإدارات الفرنسية الخارجية، ومن بينها “غينيا الفرنسية”.
وكتب نتنياهو عبر “إكس”: “الرئيس ماكرون يرتكب خطأً جسيمًا عندما يواصل الترويج لفكرة دولة فلسطينية في قلب بلادنا، وهي دولة طموحها الوحيد هو تدمير دولة إسرائيل”.
وقال: “لن نعرّض وجودنا للخطر بسبب أوهام منفصلة عن الواقع، ولن نقبل مواعظ أخلاقية لإقامة دولة فلسطينية من أولئك الذين يعارضون استقلال كورسيكا وكاليدونيا الجديدة وغينيا الفرنسية وغيرها من المناطق التي، على عكس إسرائيل، لا يشكل استقلالها تهديدًا وجوديًا لفرنسا”.