في ظل التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، جاء اتفاق لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة ليُعيد الأمل للاقتصاد العالمي. الاتفاق يحمل أهمية خاصة للشركات التي تعتمد على سلاسل الإمداد بين البلدين.
فقد أعلنت الولايات المتحدة والصين عن اتفاقٍ تاريخي يقضي بوقف فرض الرسوم الجمركية “النارية” وخفضها بشكلٍ متبادل على الواردات بين البلدين.
ويأتي هذا الاتفاق بعد جولة محادثات مكثفة أجريت في جنيف بين الطرفين، حيث اتفقتا على تقليص العبء الضريبي الكبير الذي كان يعيق التجارة الثنائية.
ووفقًا للبيان المشترك الصادر عن الجانبين، ستخفض الولايات المتحدة الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية من 145% إلى 30%. وفي المقابل، ستقوم الصين بتخفيض الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية المستوردة من 125% إلى 10%. هذه الخطوة قد تكون بمثابة راحة كبيرة لشركات التكنولوجيا الكبرى مثل “أبل”، التي تعتمد بشكل كبير على الإنتاج الصيني لتلبية احتياجاتها العالمية.
وتعتبر الصين مركزًا إنتاجيًا محوريًا لشركة “أبل”، حيث يتم تصنيع منتجاتها الرئيسية، بما في ذلك هواتف آيفون، في المصانع الصينية قبل توزيعها حول العالم. ومع ذلك، تصاعدت الحرب التجارية بين البلدين في أبريل الماضي عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، مما زاد من التحديات أمام الشركات العاملة في السوق الصينية.
ردًا على ذلك، بدأت الولايات المتحدة والصين في فرض رسوم جمركية جديدة على بعضهما البعض، حيث ارتفعت الرسوم الأمريكية إلى مستويات غير مسبوقة بلغت 145%. نتيجة لذلك، أعلنت شركة “أبل” عن خطط لإعادة هيكلة عملياتها الإنتاجية، حيث أكد تيم كوك، الرئيس التنفيذي للشركة، أن إنتاج هواتف آيفون الموجهة إلى السوق الأمريكية سيتحول إلى الهند بسبب ارتفاع تكاليف استيراد السلع الصينية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، توقعت الشركة خسائر مالية تصل إلى 900 مليون دولار في الربع الحالي بسبب هذه التطورات. كما أشار كوك إلى أن الهند ستصبح مصدرًا رئيسيًا لأجهزة آيفون المباعة في الولايات المتحدة في المستقبل القريب.
ومع توقيع اتفاقية الرسوم الجمركية الجديدة، من المتوقع أن تشهد “أبل” فترة من الاستقرار، مما يمنحها الفرصة لإعادة النظر في قرارها بشأن تحويل الإنتاج إلى الهند. وبغض النظر عن الخطوات المستقبلية، فإن هذا الاتفاق يمثل خطوة مهمة نحو استعادة التوازن في العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.