نظّم معهد الكويت للأبحاث العلمية الاجتماع الإقليمي لمكافحة الأمراض الحيوانية والمشتركة بين الإنسان والحيوان في دول مجلس التعاون الخليجي ويستمر أربعة أيام يناقش خلالها مجموعة من الأمراض ذات الأولوية بالمنطقة مثل البروسيلا وحمى الوادي المتصدع والحمى القلاعية وطاعون المجترات الصغيرة.
وقال منسق الاجتماع الإقليمي في المعهد د.عبدالعزيز العتيقي لـ «كونا» إن الاجتماع يهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء وتبادل الخبرات في مجال التقنيات الحديثة المستخدمة في الكشف السريع والدقيق عن الأمراض الحيوانية.
وأضاف العتيقي أن بعض هذه الأمراض يؤثر على الصحة العامة فيما يشكل البعض الآخر تهديدا مباشرا للأمن الغذائي، مما يستدعي تنسيقا إقليميا فاعلا، موضحا أن الاجتماع يعقد تحت مظلة مفهوم «الصحة الواحدة» المشتركة بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة بهدف بناء منظومة متكاملة للوقاية من الأمراض الحيوانية والمشتركة ومجابهة التحديات الصحية في المنطقة.
وذكر أن المشاركين في الاجتماع يسعون إلى تعزيز التعاون في مجالات بناء القدرات الفنية وتطوير شبكات المختبرات البيطرية واستخدام المختبرات المرجعية والمراكز التعاونية إلى جانب تبادل المعلومات وإجراء البحوث العلمية ذات الصلة.
من جانبها، أكدت المتخصصة الفنية في صحة الحيوان بالمركز المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) والوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) كارلا رويدا في تصريح مماثل لـ «كونا» أهمية تعزيز التعاون والشبكات الإقليمية بين المختبرات البيطرية بما يسهم في تحسين قدرات الاستجابة المشتركة ومواجهة الأمراض الحيوانية العابرة للحدود والأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان.
وقالت رويدا إن الاجتماع الإقليمي المنعقد في الكويت يمثل فرصة لتعزيز العمل المشترك وتشكيل شبكة مختبرات بيطرية مستقبلية يمكن أن تستفيد من نماذج قائمة مثل شبكة (CamVetNet) التي تنسقها الإمارات العربية المتحدة تحت مظلة المنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH).
وأضافت أن هناك نماذج ناجحة أخرى مثل الشبكات البيطرية في الولايات المتحدة الأميركية التي أنشئت منذ سنوات طويلة بين مختبرات صحة الحيوان بهدف السيطرة على انتشار الأمراض، مشيرة إلى أن هذا النهج المشترك يتيح التعاون السريع خلال حالات الطوارئ وتنسيق الإجراءات التشغيلية الموحدة والمعتمدة.
وأوضحت أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرب عن استعدادها لدعم هذه الجهود، مؤكدة في الوقت ذاته أن نجاح هذه المبادرات يتطلب جهدا محليا من الجهات المختصة في الدول الأعضاء سواء من خلال توسعة شبكة (CamVetNet) لتشمل أمراضا أخرى أو بإطلاق شبكات جديدة تعنى بالأمراض الحيوانية ذات الأهمية الإقليمية.
وبينت أن من مجالات التعاون المقترحة إجراء اختبارات الكفاءة (Proficiency Tests) وتعزيز الاستفادة من المختبرات المرجعية العالمية والمراكز التعاونية مثل تلك الموجودة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مشددة على ضرورة توظيف الخبرات الوطنية وتفعيل التعاون الإقليمي لمواجهة تحديات الصحة الحيوانية والوقاية من الأمراض المشتركة.
من جهته، أكد الممثل شبه الإقليمي للمنظمة العالمية لصحة الحيوان لمنطقة الخليج العربي د. محمد الحوسني لـ«كونا» أن الاجتماع يمثل منصة علمية مهمة لتعزيز التعاون وتطوير القدرات في مجال الصحة الحيوانية بالمنطقة.
وقال الحوسني إن الحدث يجمع ممثلين من دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب عدد من المنظمات الدولية منها الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو).
وأوضح أن الهدف الرئيسي منه يتمثل في دعم جهود بناء القدرات الفنية في الدول الأعضاء وتمكينها من تطوير منظوماتها الوطنية لمواجهة الأمراض الحيوانية والمشتركة بين الإنسان والحيوان، مشيدا بدور المنظمات الدولية في تقديم الدعم الفني والاستشاري المطلوب في هذا المجال.
وأعرب الحوسني عن شكره لمعهد الكويت للأبحاث العلمية على تنظيم واستضافة الاجتماع، متمنيا أن تسفر أعماله عن نتائج مثمرة تعزز الأمن الصحي الإقليمي وتدعم جهود الوقاية والاستجابة في مجال صحة الحيوان.
