أعلنت المنظمة الدولية للهجرة مأساة إنسانية جديدة في البحر الأبيض المتوسط، حيث فُقد ما لا يقل عن 60 مهاجراً غير شرعي في حادثتي غرق منفصلتين وقعتا قبالة سواحل ليبيا، وهما جزء من سلسلة مستمرة من الكوارث التي يواجهها المهاجرون غير الشرعيين عبر البحر.
ووفقاً لتقارير المنظمة، وقعت الحادثة الأولى بالقرب من ميناء الشعاب في منطقة طرابلس، حيث غرق قارب يحمل 26 مهاجرا، ولم يُعثر سوى على 5 ناجين، ومن بين المفقودين 6 أشخاص من إريتريا، منهم 3 نساء و3 أطفال، إلى جانب 5 باكستانيين، 4 مصريين، وسودانيين اثنين، بينما لا تزال هوية 4 آخرين مجهولة.
أما الحادثة الثانية فوقعت على بعد 35 كيلومترا غرب مدينة طبرق، حيث فُقد 39 مهاجرا، ونجا شخص واحد فقط أنقذه صيادون محليون، وفي الأيام التالية، جرفت الأمواج 3 جثث إلى الشاطئ، وتستمر جهود تحديد هوياتهم بدعم من الجالية السودانية.
وقدمت فرق البحث والإنقاذ التابعة للمنظمة الدولية للهجرة رعاية طبية عاجلة للناجين فور وصولهم إلى البر، فيما جدد المدير الإقليمي للمنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عثمان بلبيسي مناشدته للمجتمع الدولي لتعزيز عمليات البحث والإنقاذ في المنطقة، وقال بلبيسي: «مع عشرات المفقودين وأسر بأكملها في حالة من الحزن واليأس، نحن بحاجة ماسة إلى تحرك دولي لمنع تكرار هذه المآسي».
ويُعد البحر الأبيض المتوسط، وبالأخص الطريق الواصل بين سواحل شمال أفريقيا وجنوب أوروبا، أحد أخطر ممرات الهجرة في العالم، وتُشير إحصاءات المنظمة الدولية للهجرة إلى أن 743 مهاجرا لقوا حتفهم منذ بداية عام 2025 أثناء محاولتهم عبور المتوسط، أكثر من 500 منهم انطلقوا من ليبيا، وتُعتبر ليبيا نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين بسبب موقعها الجغرافي وحالة عدم الاستقرار السياسي والأمني التي تعاني منها منذ 2011، ما جعلها مركزا لعمليات تهريب البشر.
وبحسب التقارير الدولية تشمل الجنسيات الأكثر شيوعا بين المهاجرين أشخاصا من دول أفريقيا جنوب الصحراء، مثل إريتريا والسودان، إلى جانب مهاجرين من باكستان وغيرها من الدول التي تعاني من النزاعات أو الفقر، وغالباً ما يستخدم المهاجرون قوارب مطاطية مكتظة وغير آمنة، ما يزيد من مخاطر الغرق.
وعلى الرغم من الجهود الدولية، بما في ذلك تمويل الاتحاد الأوروبي لعمليات مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا وتونس، تستمر هذه الحوادث بسبب نقص التنسيق، وضعف قدرات خفر السواحل، والتحديات الإنسانية في التعامل مع المهاجرين المعادين إلى ليبيا، حيث يواجهون ظروفاً مزرية في مراكز الاحتجاز.
أخبار ذات صلة