بقلم: يورونيوز
نشرت في •آخر تحديث
في 14 حزيران/ يونيو، سقط صاروخ إيراني على مبنى سكني في مدينة طمرة، التي يسكنها مواطنون فلسطينيون في الجليل الأسفل، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين. وقد خلّف الحدث صدمة في المدينة، وسرعان ما تحوّل الحزن إلى غضب بعد اتضاح حجم التمييز في الوصول إلى وسائل الحماية.
بحسب تصريح لرئيس البلدية موسى أبو رومي، لا يملك سوى 40% من السكان غرفًا آمنةأو ملاجئ صالحة للاستعمال، ولا يوجد أي ملجأ عام في المدينة، وهو واقع يتكرّر في معظم البلدات العربية داخل الدولة العبرية.
وليست هذه المرة الأولى التي تُطرح فيها مسألة غياب الملاجئ في القرى والمدن العربية، لكن هذه الحرب كشفت العجز بشكل فادح. ففي خضم التصعيد الأخير، مُنع عدد من السكان الفلسطينيين من دخول الملاجئ العامة، ولم يُسمح لهم بالاحتماء داخلها ما عزز شعورهم بالتهميش وغياب الحماية المتكافئة.
ووسط القصف والتوتر الأمني، يتعرّض الفلسطينيون لنظرات الريبة، ويُواجهون قيودًا متزايدة على حركتهم، إذ أغلقت قوات الأمن الإسرائيلية أحياء عربية بأكملها. وتكرّست هذه النظرة الأمنية تجاههم باعتبارهم “طابورًا خامسًا” محتملًا، رغم أن الواقع الأمني يشير إلى معطيات مغايرة تمامًا.
ففي الأسابيع الماضية، أعلنت الشرطة الإسرائيلية وجهاز “الشاباك” عن اعتقال مواطنين اثنين، أحدهما من حيفا وآخر من تل أبيب، بشبهة العمل لصالح جهات إيرانية. واللافت أن المعتقلَيْن يهوديان: أحدهما كان يتلقى مبالغ مالية، تصل إلى 500 دولار عن كل مهمة، ويُتهم بتوثيق منازل مسؤولين وقواعد عسكرية، وكتابة شعارات معينة لصالح جهات إيرانية، لقاء آلاف الدولارات عبر العملات الرقمية.
سوء الأوضاع ليس وليد الساعة
ولكن التهميش الذي يعاني منه الفلسطينيون لا يقتصر على غياب الملاجئ والتهميش، فسياسات التمييز الهيكلي المتبعة من قِبل الحكومات الإسرائيلية المتتابعة، سبقت الحرب بسنوات طويلة، وأسفرت عن ارتفاع في معدلات البطالة والفقر بينهم. ويُواجه الفلسطينيون معدلات بطالة مرتفعة، كما تُعاني البلدات العربية من إقصاء اقتصادي يتمثل، على سبيل المثال، في عرقلة إنشاء مناطق صناعية وتنموية.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ومع اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، شنت إسرائيل حملة قمع ممنهجة ضد فلسطينيي الداخل. تمثّلت هذه الحملة في الاعتقالات والترهيب وتجريم العمل السياسي، في محاولة لتضييق الخناق على أي صوت معارض.
اللافت أن المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وإيران، التي اندلعت فجر 13 حزيران/ يونيو الجاري بدعم أمريكي، فتحت جبهة جديدة من المعاناة أمام فلسطينيي 48 . فالهجوم الإسرائيلي، وما تبعه من ردّ إيراني غير مسبوق تجاه العمق الإسرائيلي، أبرز التفاوت في الحماية والخدمات بين المواطنين اليهود والفلسطينيين.