بقلم: يورونيوز
نشرت في
•آخر تحديث
اعلان
كشفت صحيفة يني شفق التركية عن دور بارز أدّاه جهاز الاستخبارات التركي في إنهاء المواجهات الدامية التي شهدتها محافظة السويداء جنوب سوريا، والتي أودت بحياة ما لا يقل عن 594 شخصًا، في واحدة من أعنف الاشتباكات الطائفية التي تشهدها البلاد منذ سنوات.
ووفقًا للتقرير، أدار رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالن جهود التهدئة من خلال مسار دبلوماسي مكثف، شمل تواصله المستمر مع مسؤولين من الولايات المتحدة، وإسرائيل، وسوريا، بالإضافة إلى محادثات مباشرة مع زعيم الطائفة الدرزية في لبنان وليد جنبلاط، بهدف نزع فتيل التصعيد وضمان استقرار المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن قالن حافظ على اتصال دائم مع الممثل الخاص للولايات المتحدة في سوريا وسفيرها في أنقرة توم باراك، فيما أدار بشكل مباشر مسار التنسيق مع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، في لحظة وصفتها الصحيفة بـ”الحساسة جدًا” في ظل تداخل التوترات الإقليمية والميدانية.
تراجع ميداني وقلق إقليمي
تأتي هذه التحركات في ظل انسحاب القوات الحكومية من السويداء، بعد أيام من القتال العنيف بين مسلحين دروز وآخرين من عشائر البدو السنّة، على خلفية حوادث خطف متبادلة، تحولت لاحقًا إلى صدامات دموية دفعت السلطات إلى إرسال تعزيزات، ثم سحبها وسط اتهامات بانحيازها إلى طرف ضد آخر.
وبدا المشهد في مدينة السويداء كارثيًا مع تكدّس الجثث في الشوارع وخروج المستشفى الرئيسي عن الخدمة، فضلًا عن انقطاع تام في الكهرباء والماء والاتصالات. وفي هذه الأجواء، أعلن الرئيس الانتقالي أحمد الشرع أنه يسعى لتجنّب “حرب واسعة” مع إسرائيل، التي لوّحت بمزيد من الغارات في حال استمرار الفوضى على حدودها الشمالية.
في موازاة الجهود التركية، أصدر وزراء خارجية عشر دول عربية وإقليمية بينها السعودية، وقطر، ومصر، ولبنان، والأردن، وتركيا، بيانًا مشتركًا أدانوا فيه “الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا”، واعتبروها “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واعتداءً سافرًا على السيادة السورية يزعزع استقرارها”.
وبينما لا تزال الأوضاع الإنسانية في السويداء قيد التقييم، تشير التحركات الدبلوماسية التركية إلى رغبة أنقرة في لعب دور متقدّم في إعادة الاستقرار إلى الجنوب السوري، خصوصًا في المناطق ذات التوازنات الطائفية الحساسة.
ويعوّل مراقبون على استمرار هذا الدور لضمان عدم تجدد الاشتباكات، خصوصًا في ظل هشاشة الحكومة الانتقالية وقدرتها المحدودة على فرض النظام خارج العاصمة.