نشرت هآرتس (Haaretz) أن السلطات الإسرائيلية وضعت خططا لشق طريق منفصل للفلسطينيين في منطقة إستراتيجية بالضفة الغربية، وأن ذلك يعرضها لانتقادات دولية شديدة.
وأوضحت هذه الصحيفة الإسرائيلية -في تقرير لها- أن الطريق سيبدأ بالقرب من قرية الزعيم الفلسطينية، ويستمر عبر بلدة العيزرية الفلسطينية بهدف فصل السائقين الإسرائيليين والفلسطينيين.
جدار فاصل جديد
وأشارت هآرتس إلى أنه في الوقت الحالي، يجب على الفلسطينيين أن يسلكوا طريقا سريعا يسمى الطريق 1 للقيام بنفس الرحلة، مضيفة أن بناء الطريق سيسمح ببناء جدار فاصل في المنطقة.
وقالت أيضا إن التخطيط لهذا الطريق بدأ عندما كان نفتالي بينيت وزيرا للدفاع وأعطى الإذن عام 2020، ولا يزال تشييده يتطلب مزيدا من الموافقة الحكومية.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارتي المالية والنقل الإسرائيليتين بدأتا مؤخرا تخصيص 8.250 ملايين دولار إضافية للمشروع، وبذلك تصل التكلفة التقديرية للخطة إلى 76 مليونا.
دواع أمنية
وقالت هآرتس إنه مع أن الطريق يقع بالضفة فإن شركة البنية التحتية بمدينة القدس “موريا” هي المسؤولة عن التخطيط له. ونظرا لأن المشروع يعتبر متعلقا بالأمن، فإنه لا يتطلب الشفافية أو الفحوصات المؤسسية المعتادة، رغم مشاركة وزارة النقل. وسيمر الطريق عبر المنطقة (ب) حيث لا تملك إسرائيل سلطة تخطيط وبناء طرق عادية.
وقد تجنبت إسرائيل حتى الآن البناء بالمنطقة في مواجهة انتقادات دولية شديدة، على أساس أن البناء هناك سيؤدي إلى عدم وجود تواصل جغرافي وديموغرافي بين الأراضي الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية بالضفة.
وقدمت المحامية نيتا عمار شيف، التي تمثل بلدية العيزرية والتجمعات البدوية بالمنطقة، نداء مؤخرا إلى الجيش الإسرائيلي ووزارة المواصلات وبلدية القدس بعد أن أبلغها المستشار القانوني للجيش بالضفة بالنية في بدء الحفر بالمنطقة.
غير قانونية
وفي استئنافها، تدعي عمار شيف حقيقة أن مخططات الطريق، والتي هي جزء من أمر مصادرة عسكري، وتتضمن مصادرة أراض فلسطينية خاصة، غير قانونية لأنها تمول من قبل وزارات غير عسكرية.
وتقول المحامية أن المشروع سيمنع توسعة العيزرية وأن الطريق مصمم بناء على بيانات من عام 2009، مما يؤدي لتفاقم حركة المرور. بالإضافة إلى أن نقل نقطة تفتيش الزعيم سيعزل العديد من المجتمعات البدوية التي تعيش بالمنطقة (ج) عن العيزرية، والتي يعتمدون عليها في الخدمات الأساسية والعمل.
وقالت منظمة “السلام الآن” للصحيفة إن الطريق “سيؤدي أيضا إلى طرد الخان الأحمر” الذي يروج له نشطاء اليمين والحكومة منذ سنوات، وسوف يفعلون ذلك مع العشرات من المجتمعات الفلسطينية الأخرى بالمنطقة”. وقالت إنه طريق فصل عنصري مصمم لقطع وصول الفلسطينيين إلى منطقة شاسعة في قلب الضفة، وبالتالي ضمها فعليا إلى إسرائيل.