لاقت مشاهد بثتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكمين محكم نفذته شمالي قطاع غزة، تفاعلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعدما أظهرت استهداف قوة إسرائيلية بعبوتين ناسفتين في بيت حانون قرب معبر إيرز، مما أسفر عن مقتل 5 جنود وإصابة نحو 20 آخرين.
وأظهرت اللقطات -التي بثتها قناة الجزيرة- أمس الثلاثاء لحظة تقدم القوة الإسرائيلية نحو الكمين المعد، قبل انفجار العبوة الأولى وتناثر الأشلاء وصراخ الجنود، ثم استهداف قوة الإسناد التي هرعت إلى إنقاذهم بعبوة ثانية أكبر.
وقالت الكتائب إن العملية تأتي ضمن سلسلة عمليات “حجارة داود” التي أطلقتها ردا على العملية العسكرية الإسرائيلية “عربات جدعون”.
وقد أثارت هذه المشاهد تفاعلا واسعا، فقد وصف ناشطون الكمين بأنه من أقوى العمليات التي نفذتها المقاومة ضد كتيبة “نتساح يهودا” المتطرفة التي تعد من أشد الوحدات فتكا بالفلسطينيين في الضفة الغربية، إذ قُتل 5 جنود وأصيب 20 آخرون على بعد أمتار قليلة من قاعدة “إيرز” العسكرية شمال بيت حانون، من دون أن يظهر أي من مقاتلي القسام، كما وصفهم البعض “كالأشباح”.
من أقوى الكمائن التي نفذتها المقاومة ضد كتيبة “نِتساح يهودا” المتطرفة والأشد فتكًا بالفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث قُتل خمسة جنود وأُصيب 20 آخرون على بُعد أمتار قليلة من قاعدة “إيرز” الإسرائيلية شمال بيت حانون، وكل ذلك من دون أن يظهر مقاوم واحد، كالأشباح . pic.twitter.com/34KxNQWJRp
— Tamer | تامر (@tamerqdh) August 26, 2025
وأشار مدونون إلى أن كتيبة القسام في بيت حانون، التي يقودها “أبو حمزة فياض”، أعادت بناء نفسها وتضرب بقوة رغم إعلان جيش الاحتلال القضاء عليها نهاية عام 2023، ورغم التوغلات المتكررة والتدمير الكبير الذي تعرضت له المنطقة.
وأكد آخرون أن العملية تعكس قدرة المقاومة على التخطيط المدروس، خصوصا أنها وقعت في بيت حانون التي تقع على تخوم غلاف غزة والتي سوّيت بالأرض منذ الأيام الأولى للعدوان في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
#شاهد | وضمن سلسلة عمليات “حجارة داود”:
جانب من الكمين المركب الذي استهدف جنود العدو في منطقة الزراعة ببيت حانون شمال قطاع غزة بتاريخ 07-07-2025م، وقد أعلن العدو عن مقتل 5 جنود صهاينة وإصابة عدد آخر#طوفان_الأقصى#كتائب_القسام #غزه_تقاوم_وستنتصر_بأذن_الله pic.twitter.com/sd9Gy8KkoW
— عبدالمنعم بن راشد السعيدي (@a_saidi1973) August 26, 2025
واعتبر ناشطون أن عنصر المفاجأة ما زال ورقة رابحة بيد القسام، في وقت فشلت فيه خطط الجيش الإسرائيلي ضمن عمليتي “عربات جدعون 1 و2” في حسم المواجهة أو تقويض المقاومة، واعتبروا أن “كمين بيت حانون” مثال حي على تفوق المقاومة الميداني في مواجهة جيش يصنف بين الأقوى عالميا.
** 💥🔥 ذوّقوا البــــــاغـي الأســـــى
خلوا أرضــــي مدافــــــن. #شاهد كمين بيت حانون القسامي الذي قُتل فيه 5 جنود و ضباط صهاينة من لواء كفير و هم ( مائير شمعون عمار – موشيه نسيم فريش – بنيامين أسولين – نوعم أهارون مسغاديان – موشيه شموئيل نول ).#بيت_حانون .. #كمين_كفير .. pic.twitter.com/kUZk83CPKl— Dr. Adnan Abuseido . (@Adactor55) August 26, 2025
كما أشار مدونون إلى أن هذه العملية وغيرها من العمليات النوعية تفضح ضعف الجيش الإسرائيلي في قتال المدن، مقابل ابتكار المقاومة لأساليب قتال جديدة.
وقال أحد الناشطين إن “كمين بيت حانون نقلة نوعية في أسلوب القتال والحرب تفرض القسام من خلالها حضورها القوي في الميدان”.
وأضاف آخر “الرسالة واضحة.. بيت حانون أقرب نقطة للكيان وأمام معبر إيرز مباشرة، ورغم أنها بعيدة عن مركز ثقل المقاومة، فإنها لم تحسم منذ عامين”.
وتساءل متابعون عن دلالة نشر مشاهد الكمين بعد نحو 40 يوما من تنفيذه، معتبرين أن ذلك يؤكد عودة المنفذين بسلام وقدرتهم على “إيصال الأمانة” رغم شدة القصف، فضلا عن دحض رواية الجيش الإسرائيلي والمتحدث باسمه أفيخاي أدرعي بشأن حسم كتيبة بيت حانون.
ووقف كثير من المتابعين عند العبارة التي ظهرت في نهاية المقطع: “لم تحسم بعد”، ورأوا أن لها دلالات عسكرية كبيرة قد تتضح في الأيام المقبلة، في حين ذهب آخرون إلى أنها توحي بعمليات نوعية جديدة قد تكشف عنها الكتائب لاحقا.