Close Menu
أيام جدةأيام جدة
  • الرئيسية
  • الاخبار
    • العالم
    • السعودية
    • الإمارات
    • الكويت
  • السعودية
    • الرياض
    • مكة المكرمة
    • المدينة المنورة
    • المنطقة الشرقية
    • القصيم
    • تبوك
    • الجوف
    • جازان
    • حائل
    • الباحة
    • عسير
    • نجران
  • سياسة
  • اسواق
    • بورصة
    • طاقة
    • بنوك
    • عقارات
  • تكنولوجيا
  • ثقافة
  • رياضة
  • صحة
  • علوم
  • فنون
  • منوعات

النشرة البريدية

اشترك معنا في خدمة النشرة البريدية ليصلك اخر الاخبار المحلية والعالمية مباشرة الى بريدك الإلكتروني.

رائج الآن

مسؤول بإسعاف وطوارئ غزة: استحدثنا نقاطا للتعامل مع أي إخلاء قسري

الثلاثاء 02 سبتمبر 3:59 م

لعبة القط والفأر في البيت الأبيض

الثلاثاء 02 سبتمبر 3:58 م

رايا حارس أرسنال يلوم الكرة الجديدة بعد هدف سوبوسلاي المذهل

الثلاثاء 02 سبتمبر 3:56 م
فيسبوك X (Twitter) الانستغرام
بيزنس الثلاثاء 4:06 م
أيام جدةأيام جدة
اختر منطقتك
  • الرئيسية
  • الاخبار
    • العالم
    • السعودية
    • الإمارات
    • الكويت
  • السعودية
    • الرياض
    • مكة المكرمة
    • المدينة المنورة
    • المنطقة الشرقية
    • القصيم
    • تبوك
    • الجوف
    • جازان
    • حائل
    • الباحة
    • عسير
    • نجران
  • سياسة
  • اسواق
    • بورصة
    • طاقة
    • بنوك
    • عقارات
  • تكنولوجيا
  • ثقافة
  • رياضة
  • صحة
  • علوم
  • فنون
  • منوعات
أيام جدةأيام جدة
الرئيسية»الاخبار»الكويت
الكويت

اثنــان.. بقلم د. يعقوب يوسف الغنيم

فريق التحريربواسطة فريق التحريرالثلاثاء 02 سبتمبر 5:58 ص
فيسبوك تويتر لينكدإن رديت تيلقرام واتساب بينتيريست Tumblr VKontakte البريد الإلكتروني

بقلم د. يعقوب يوسف الغنيم

أمضيت بضعة أيام مع رجلين كنت – ولا أزال – أحتفظ لهما بكل الحب، وعظيم التقدير، بالإضافة إلى الإعجاب الشديد بموهبتهما، والتزامهما بما تفرضه عليهما هذه الموهبة من مداومة الإبداع، والتجديد، وتقديم الأفضل لمتابعي جهدهما، وأنا بصفتي واحدا ممن يعتبر نفسه من بين هؤلاء المتابعين أقدم ما يلي تقديرا مني لعملهما المتقن. أول الرجلين – بحسب التاريخ – هو الفنان الكويتي الكبير عوض دوخي، الذي عمّ إبداعه الكويت وكل المناطق المحيطة بها، حتى صار علما من أعلام الفن الغنائي، ونموذجا من نماذج اهتمام الفنان بفنه وبموهبته، واجتهاده في صقل هذه الموهبة، بتقديم الجديد من الإنتاج الغنائي الذي يعبر عنها في كل أنواعه. وثانيهما هو المهندس الكاتب الكويتي الأستاذ طالب الرفاعي الذي شق طريقه سريعا في عالم كتابة الرواية، فقدم لقرائه ما يدل على مقدرته الفائقة، وموهبته الفذة، إذ استطاع أن يخوض بحرا يتنافس فيه الكثيرون هنا في الكويت وفي خارجها، فيقدم ما نقرأه له، فنحصل بذلك على المتعة، ويحصل هو على الجوائز الأدبية التي يستحقها عن جدارة، إضافة إلى ارتباط قرائه به بحثا عن كل جديد يقدمه لهم.

دار الزمان دورته، وبعد أن مضت خمس وأربعون سنة التقى هذان الرجلان مرة أخرى، وكان لقاء مختلفا عن جميع اللقاءات التي تحدث بين الناس، فقد كان الفنان عوض دوخي قد توفي في الأيام الأخيرة من سنة 1979م، ولأنه بقي حيا بإنتاجه الفني الذي أسعدنا به، فقد جاء ثاني الرجلين لكي يكتب عن صاحبه رواية تحكي سيرته الذاتية ومسيرته الفنية، فقدم إلينا كتابه المتضمن رواية عنوانها: «دوخي.. تقاسيم الصبا» التي نالت إعجاب كل من قرأها.

قدم الأستاذ طالب الرفاعي لقرائه قصة حياة الفنان عوض دوخي، فأسعد بها كل قرائه، كما أسعد جميع الذين أعجبهم صوت الفنان عوض دوخي، وأحبوا سماع شدوه في مختلف ما قدم من أنواع الغناء.

وعوض فرحان دوخي، فنان كويتي معروف بإجادته في أداء الفنون الغنائية الكويتية والخليجية، وهب نفسه للفن فأجاد منذ صغره، ابتدأ بأداء النهمة البحرية وهو صغير، وهي نوع من الغناء البحري الذي لا غنى للبحارة عن سماعه عندما يؤدون عملهم الذي يثقل كواهلهم، فيبحثون عما يدفع عنهم هذا الثقل ويرفه عنهم بعض الترفيه.

وقد تخصص للنهمة شخص يجيد أداءها يحيط به البحارة، ويبدون إعجابهم به، وله وجود في كل سفينة شراعية، وهو يقدم ما لديه في اتساق مع تحركات السفينة.

ولد عوض دوخي سنة 1912م، وعاش طفولته في شرقي العاصمة الكويتية، وبالتحديد في حي المطبة، وقد بدأ دراسته في مدرسة النجاح التي كانت قريبة من سكن أسرته.

ارتفع صوته بالغناء أولا في إذاعة كويتية أهلية هي إذاعة شيرين في سنة 1947م، وقد غني فيها – آنذاك – أغنية من نوع الصوت مطلعها يقول:

يشوقني برق من الحي لامع

لعل به تبدو الربى والمرابع

وفي سنة 1959م قدم أول أغنية له عبر إذاعة الكويت الحكومية وكانت أغنيته هذه هي:

يا من هواه أعزه وأذلني

كيف السبيل إلى وصالك دلني

وكان عوض حريصا على فنه مهتما بكل ما يقدمه من أعمال، وكان كثير الاتصال بأهل الفن، له روح هائمة بهذا المجال الإنساني المهم. وسيبدو هذا عندما نستعرض الكتاب الذي أشرنا إليه.

وكان له صوت مميز، وأغان متنوعة ضمن التراث الغنائي الكويتي، وغنى – إضافة إلى ذلك – بعض أغاني أم كلثوم، فأتقن غناءها، وشهدت هي له بذلك.

أصيب بمرض عارض أوقفه عن نشاطه الفني المعهود، وقد تم إرساله إلى لندن من أجل العلاج، ولكن عاد دون نتيجة تذكر، وبقي في الكويت فترة من الزمن يعاني فيها مما أصابه إلى أن توفي في يوم الاثنين السابع عشر من شهر ديسمبر لسنة 1976م.

يذكر الناس أغانيه إلى يومنا هذا ويواصلون سماعها، ويذكرون عنه أنه كان كريم الطباع محبا لأصدقائه الكثيرين.

وآخر ما ينبغي أن نقوله عنه إنه كان طيب النفس، رقيقا دمث الأخلاق، محبا للناس ولفنه، محتفظا بكرامته معتزا بنفسه، ولم يكن فيما قدمه لنا من غنائه الجميل مقتصرا على نوع واحد من أنواع الغناء، بل كان يغني القديم والحديث في الوقت نفسه. ويغني أغاني غناها مطربون آخرون من قبله، ومن ذلك أننا رأيناه معجبا بالفنان البحريني محمد بن فارس، ولذلك فقد غنى بعض الأصوات التي غناها مطرب البحرين الأول. وكان معجبا بكوكب الشرق أم كلثوم فغنى بعض أغانيها، ونال ثناءها على ما فعل.

ولقد أسعدني الحظ فكانت لي لقاءات مع هذا الفنان الكبير عندما كنت أعمل وكيلا مساعدا لشؤون تلفزيون الكويت خلال السنوات الأولى من ستينيات القرن الماضي، فوجدت فيه خصوصية تميز بها وهي: الحياء وعدم التظاهر بالتفوق، مع أنه – بالفعل – متفوق، وقد أعجبني منه هذا الخلق الكريم الذي لم يدخل في شيء إلا زانه.

هذا، وقد أسعدني أنه غنى أغنية كتبتها ولحنها شقيقه الفنان د.يوسف دوخي وهي أغنية: لك حبي واشتياقي.

٭ ٭ ٭

وثاني الرجلين هو الأخ الكريم الأستاذ طالب الرفاعي الذي تكرّم فأهداني آخر رواية كتبها وهي بعنوان: «دوخي.. تقاسيم الصبا»، ولقد سعدت كثيرا بهذه الهدية القيمة لما أرى في إنتاج الأستاذ طالب الرفاعي من إجادة وإتقان، ولأن روايته هذه ذات صلة برجل عزيز على نفسي، وعلى عدد كبير من أبناء وطني الكويت الذين وجدوا فيه نموذجا رائعا للإنسان الطيب، والفنان المبدع الذي ترك من إنتاجه الفني ما لا يزال يتردد على الأسماع.

سارعت إلى قراءة هذا الكتاب (الهدية) يدفعني حرصي على قراءة كل ما كتبه الأستاذ الكاتب، وتقديري للفنان عوض دوخي الذي كانت سيرته الذاتية ووصف أعماله موضوع هذا الكتاب.

سارعت إلى القراءة لأن محتوى الكتاب قد دفعني إلى ذلك، ولم يكن هذا مستغربا لأن كاتبه لا يقدم لقرائه إلا ما يعجبهم ويثير اهتمامهم. وكنت لا أتخلف عن قراءة ما تنتجه له المطابع منذ قرأت روايته الفاخرة «النجدي» التي جعلتني أشتاق إلى كل جديد له.

والأخ الفاضل الأستاذ طالب الرفاعي يسعدنا دائما في ديوانية الثلاثاء حين يفيض علينا حديثه الطليّ عن مختلف الأمور التي يخطر بباله معتمدا في ذلك على تجاربه الحياتية المهمة، وعلى قراءاته، فيثير سرورنا ومتعتنا بما يقول. فإذا آن أوان إصدار إحدى رواياته كان الحديث في الديوانية متصلا بها وكنا نتلقف منه أخبار الرواية الجديدة حتى ولو لم يقدمها بعد إلى المطبعة فيسعدنا – عن طيب خاطر – بذكر خطوات عمله، وتصوره لنهاية ما كتب. ولا شك في أن الحوار في مثل هذه المرحلة التي وصل إليها الكاتب في روايته حوار طلي ومفيد، وهو – أيضا – يملأ نفوس المستمعين شوقا إلى الإطلاع على هذه الرواية المرتقبة. وهذا هو ما حدث لنا مع روايته الأخيرة التي جعل موضوعها متعلقا بالفنان الكويتي الشهير عوض دوخي.

والأستاذ طالب الرفاعي كاتب روائي كويتي من مواليد سنة 1958م، وقد تخرج في كلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت، ثم حصل على شهادة الماجستير من جامعة كنغستون بلندن في موضوع الكتابة الإبداعية.

له سيرة ذاتية مليئة بأعماله المتنوعة التي نالت إعجاب كل من تابعها، وجعلت له رواياته مكانة مرموقة بين كتاب العربية فهو فور انتهائه من التحصيل العلمي توجه إلى العمل، كما توجه – في الوقت نفسه – إلى الإبداع الأدبي فكتب عدة مؤلفات نالت غاية الإعجاب ممن قرأها. وكان منها رواية «النجدي» و«خطف الحبيب» و«الثوب»، وغيرها من روايات، ومجاميع قصصية كان منها: حكاية باقية، وضوء كويتي، والدكتور نازل وغير ذلك.

وقد تمت ترجمة معظم أعماله إلى عدة لغات.

إضافة إلى ذلك، فإن له دراسات أدبية متنوعة، وله اهتمام بالمسرح وقد كتب في هذا الشأن رؤيته التاريخية للمسرح الكويتي، وكتب مسرحية عنوانها: عرس النار.

وأضاف الأستاذ طالب الرفاعي إلى كل ذلك خبرات كثيرة في أعمال متفرقة تفوق فيها، وبذل جهودا نافعة للوطن منها:

– المستشار الثقافي للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للفترة 2014-2021م.

– المستشار الثقافي لوزارة الإعلام الكويتية للفترة 2014-2016م.

– مؤسس ورئيس مجلس أمناء «جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية» 2015م.

– نائب رئيس منتدى الجوائز العربية 2018م.

– مؤسس ومدير الملتقى الثقافي في الكويت 2012م.

– عمل في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، في أكثر من موقع، لفترة ربع قرن (1996-2021م)، بما في ذلك مديرا لإدارة الثقافة والفنون للفترة 2003-2008م.

– عمل في المواقع الإنشائية، في واحدة من أكبر شركات المقاولات في الكويت «شركة المباني المتحدة»، لفترة قاربت الخمسة عشر عاما، (1992-1996م)، متدرجا من مهندس موقع، لمهندس مشروع، ثم لمدير مشروع، فرئيس مهندسين.

– مؤسس، ومدير ومستشار تحرير «جريدة الفنون» للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، للفترة (2001-2008).

– ترجمت أعماله الروائية إلى لغات كثيرة منها: الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية والصينية والتركية والهندية.

– قدمت الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه في أعماله الروائية والقصصية، عربيا وأجنبيا.

– خبير ثقافي متعاون مع (PWC) «برايس ووتر هاوس كوبرز – PricewaterhouseCoopers» للخدمات المهنية.

– محاضر لمادة الكتابة الإبداعية في «الجامعة الأميركية في الكويت – American University of Kuwait – AUK» منذ العام 2013م.

– كاتب مشارك في «جامعة أيوا الأميركية – University of Iowa» عام 2012م، ضمن «برنامج الكتابة الإبداعية العالمي International Writing Program (IWP)».

– محاضر زائر لمادة «الكتابة الإبداعية» في أكثر من جامعة عربية وعالمية.

– ترأس لجنة تحكيم جائزة «البوكر» العربية في دورتها الثالثة 2009م.

– كاتب عمود صحافي أسبوعي في جريدة القبس الكويتية.

وفي مقابل الجهود الذي بذلها منذ أن بدأ بالتحصيل العلمي، وبعد حصوله على تلك الخبرات التي مر بنا ذكرها، وما قام به من تأليف متنوع نال كل الإعجاب من متابعين استحق التقدير ونال الجوائز والأوسمة من عدة جهات وذلك كما يلي:

– شخصية العام الثقافية، بمناسبة اختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية للعام 2025م، وبالتعاون مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

– تكريم الملتقى الإعلامي العربي 2024م.

– وسام الآداب والفنون برتبة فارس، من الجمهورية الفرنسية 2023م.

– جائزة «شخصية العام الثقافية»، الشارقة، نوفمبر 2021م.

– جائزة المبدعين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، 2019م.

– جائزة الدولة لعام 2016م، في مجال الآداب، عن رواية «في الهنا».

– جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب للعام 2013م – عن مجمل الأعمال القصصية والروائية.

– جائزة الدولة لعام 2002م، في مجال الآداب، عن رواية «رائحة البحر».

هذا هو الأستاذ طالب الرفاعي، عمل مستمر، وجهد لا يضارعه جهد، وإتقان استحق عليه التقدير وأعلى الجوائز.

٭ ٭ ٭

كما قلت، فقد أسعدني أخي الكريم الأستاذ طالب الرفاعي فأهدى إلي روايته الجديدة التي كتبها وأصدرها مؤخرا بعنوان: «دوخي.. تقاسيم الصبا». فتركت كل ما في يدي من أعمال لكي أتفرغ لقراءتها، وكان هذا الاهتمام لسببين أولهما إعجابي الدائم بما يكتبه هذا الروائي الرائع، وثانيهما أنني من المعجبين بالفنان عوض دوخي، وبما كان يقدمه من فنون الغناء الشعبي، ولأنني – أيضا – مرتبط معه بصداقة وتقدير متبادل. وكنت واحدا من الذين آلمهم فراقه، فهو رجل لا ينسى شخصيا وفنيا.

تتضمن الرواية سيرة هذا الفنان المبدع منذ كان طفلا إلى حين وفاته. وقد أجاد كاتبها في اختيار المنهج الذي سار عليه في صياغتها، حتى صارت نموذجا رائعا لفن الرواية. فلم تكن سردا تاريخيا يروى قصة حياة واحد من الناس، ولكنها سيرة حياة رجل عاش لفنه، ولذا فإنه لا بد أن يظهر أثر ذلك فيها.

لقد قدم الكاتب ذلك على هيئة مشاهد عددها ثلاثة عشر مشهدا، تختلط فيها الأمور اللحظية بالذكريات التي تعبر عن سيرة الفنان أصدق تعبير.

تبدأ الرواية في ليلة شاتية تعصف فيها الريح، وقد اشتد فيها المرض على الفنان المستلقي على فراشه في إحدى غرف منزله، وقد جاء الطبيب لكي يتفحصه، ويقدم له العلاج، ولكن ما رآه هذا الطبيب في الجسم المريض – بعد الفحص – لم يكن مشجعا، ولم يكن في الوقت نفسه أن يعلن ذلك لأهل المريض.

كان ذلك في مساء يوم الإثنين السابع عشر من شهر ديسمبر لسنة 1979م، وكانت هذه الليلة هي الليلة التي شهدت وفاة هذا المريض، وكانت هذه الساعات القليلة التي سبقت وفاته تحمل له ذكرياته كلها منذ صغره إلى أن لقي ربه. وفي هذا الشأن قال الكاتب:

«في هذا المساء بين الساعة العاشرة ونصف، والثانية فجرا أضاءت بروق الحياة مخيلة الفنان عوض دوخي بأطياف حياة عاشها».

وكانت تلك الليلة شديدة على المريض، وعلى أهله، وكان من بينهم عبدالله ابن خالة الفنان الذي لازمه منذ ابتداء مرضه، وقد أحس – في تلك الليلة – بما أضمره الطبيب في نفس ولم يقله لهم، ولذلك فإنه قال في نفسه بعد أن ودع ذلك الطبيب وعاد إلى مكانه! كان الله في عونك يا عوض، لا أدري لماذا أنا خائف عليك الليلة يا عوض؟

بعد هذا ينتقل الكاتب إلى سرد حديث عوض لنفسه وفق ما سمعه عن مجمل حياة هذا الفنان منذ ولادته إلى أن حلت تلك الليلة التي اشتد فيها مرضه، وفي هذا الفصل يحدثنا الأستاذ طالب الرفاعي عن أمر لا أظن أحدا تحدث عنه من قبل، وهو القرين.

وسنرى أن الفنان يطلق عليه لقب: صاحبي، فهو في بداية أمره يقول: «لا أدري متى جاء صاحبي، يقف صامتا قرب الروشنة» ويضيف: «خلال الأيام الماضية لم يحضر، ثم يقول عنه: ما غاب طول عمري».

ويضيف قائلا: إنه أبقى رؤيته لصديقه الخيالي هذا سرا لم يبح به لأحد أيا كان.

وهذا الذي جاء في الرواية أنه يتراءى للفنان عوض دوخي، له أساس في خارج هذه الحالة، ذلك أن القرآن الكريم قد ذكر القرين في عدة مواضع، كلها تدل على أن القرين شيطان موكل بالإنسان، وظيفته هي الوسوسة والإفراط بالأعمال التي تخالف الشرع، وفيه جاء الآية رقم 36 من سورة الزخرف: (ومن يعشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين).

وأظن أن إيراد فكره القرين لم يقصد بها حين وردت في الرواية المعنى القرآني الذي ذكرناه، ولكن الكاتب اتخذ الفكرة وسيلة للانتقال من موقف إلى آخر في روايته، بدليل أن البطل فيها (عوض دوخي) لم يستطع أن يتحدث عن صاحبه، ولم يتلق منه أي توجيه لا إلى خير ولا إلى شر. وقد نجح الأستاذ طالب لأنه أدخل شيئا جديدا في روايته، ربما كان متفردا به.

٭ ٭ ٭

عند نهاية المشهد الأول كانت الحالة الصحية لعوض دوخي قد وصلت إلى مرحلة مخيفة، جعلت أسرته كلها في حالة قلق شديد، وكان عبدالله ابن خالته ملازما له، حزينا لما حل به.

انحبس صوته ولم يبق إلا نظرات عينيه وأنفاسه التعبة.

قال الطبيب: المستشفى لن تساعد بشيء ويبدأ الكاتب بعد اكثر من أربعين صفحة في نقل ما رواه عوض دوخي عن نفسه، ولا شك في أنه لم يكن يستطيع أن يقول كل ما جاء ذكره في الرواية ولكنه خيال الكاتب المتمكن.

تحدث الفنان عوض دوخي هنا عن أبيه الذي كان يجيد فن النهمة البحرية، وكان يسمعهم صوته بين وقت والآخر حتى تشربت نفس الابن الصوت الحزين الذي كان الأب يطلقه.

ويتحدث إلى أخيه عن إعجابه بالفنانة عودة المهنا التي كانت تزورهم بين وقت وآخر، وكانت تسمعهم غناءها الذي اعتبره الغناء الذي جعل منه مطربا.

وتحدث عن اهتمامه بالقراءة، وبمتابعة الفرق الشعبية التي كانت تطوف بين البيوت القديمة ناقلة فنونها إلى الناس كافة.

ثم يتحدث إلى أخيه د.يوسف حديثا طويلا عن حبه للغناء.

وبين وقت وآخر يطل عليه أفراد أسرته ولكن عبدالله ابن خالته دائم البقاء عنده يلاحظ أي حركة قد تبدر منه، ويدعو له بالشفاء.

ويمضي في حكايته فيذكر وفاة والده وشعوره بالخسارة حين صار يتيما فاقدا لمن كان يحنو عليه، وينتظر له كل خير، وهنا تأتي جملة عن القرين الذي يراه دائما فيقول:

«عودة، نظرة صاحبي يدخل الاطمئنان لنفسي، أتمنى له تلتقي نظراتنا». ثم يتساءل: «لا أدري لماذا أشعر به حزينا، وكأن شيئا ما تغير فيه».

وهذه الجملة لها دلالة على ما ذكرناه عندما مر بنا ذكر القرين لأول مرة.

لا يزال يردد ذكرى والده، ومن أهم الذكريات يوم العيد حين يذهب معه إلى الصلاة، ثم إلى الصفاة حيث الاحتفالات التي تقدم فيها أغاني العرضة في الأعياد والمناسبات الوطنية.

ويحكي عوض دوخي – بعد ذلك – بداياته في العمل البحري، كيف التحق به، وكيف بدأ العمل.

ويواصل حديث العمل في سفينة غوص وهو صغير السن، ولكنه حظي برعاية كل البحارة الذين كانوا يذكرون أباه ويحبونه.

ثم بدأ في الحديث عن تعلقه بالغناء الذي ورثه عن أبيه وجده، ومن هنا وجد نفسه منساقا إلى الموسيقى متعلقا بالأغاني، ما جعله يبدأ خطواته الأولى في أدائها.

وفي المشهد الثالث يتحدث خيال عوض دوخي عن حفل له طابع ديني تقدم الأدعية، والأناشيد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد حضر مع أبيه هذه الحفلة ووصف كل ما دار فيها.

ثم يذكر تحولهم إلى بيتهم الجديد، ويصف مدى تعلقه بالبيت الذي ولد فيه وشهد طفولته، وكيف أنه رغب في البقاء فيه عدة أيام بعد انتقال الأسرة منه لأنه أراد أن يمتع نفسه باستعادة ذكرياته فيه.

وينتقل إلى موضوع آخر وهو شراء أول عود، وهذا دليل على تصميمه على خوض غمار العمل في الفن الغنائي. وكان هذا العود شركة بينه وبين أخيه سلطان.

ثم يذكر الحفل الذي حضره في الكويت وغنى فيه مطرب البحرين محمد بن فارس. ولقد أعجب بهذا الفنان الشهير. وقال في نهاية تلك الجلسة: «ولقد لفت نظري أنه حين انتهى من الغناء نهض واقفا بثقة فاردا جسده، وقد دس العباءة (البشت) تحت إبطه. فشعرت به معتزا بنفسه وفنه. وأن الجميع ينظرون إليه باحترام وإعجاب».

وهذه الصورة التي ذكرها عوض دوخي هي الصورة التي سار عليها طوال حياته احتراما لنفسه ولفنه.

ثم تحدث عن بداياته بالغناء أمام جمع من الناس، وذلك حين تم الاتفاق بينه وبين مجدمي سفينة الغوص (المجدمي: رئيس البحارة ومساعد النوخذة)، وكان هذا الحفل الذي أبرز عوض دوخي لأول مرة مناسبة رفعت ذكره بين الناس لأن الإعجاب الذي ناله من حاضري الحفل ترجم إلى أحاديث عنه عمت الكويت.

ويتحدث في المشهد السادس عن عبدالله ابن خاله الفنان الذي كان يقول لا أريد أن أغفل عن عوض، عسى أن تمضي هذه الليلة على خير، ويبرر ذلك بما سمعه من أم بدر أخت عوض التي قالت له:

– منذ الأمس وعوض يتفوه بكلام متقطع لا أحد يدري ماذا يقول.

سبحان الله، عوض الصوت الذي تغنى الجميع بألحانه وكلماته لا يستطيع الكلام؟

ويمضي عبدالله فيذكر أنه كان مؤخرا وقبل أن ينهكه المرض كان قد قال له سائلا: «لا تظن عمري قصيرا؟». وأرد ف: يرحمه الله الوالد، وبعد هذا حل المرض به، وصار لا يستطيع أن يتكلم إلا بعض ما يرى الكاتب أنه يردده وهذا الذي ورد من هذا الحديث لم يكن خيالا محضا، بل كان مستمدا من سيرة عوض دوخي ومما سمعه الأستاذ طالب من أهل هذا الفنان.

في سنة 1946م بدأ وجه الكويت يتغير ففي هذه السنة تم تصدير أول شحنة نفط من البلاد، وصار المال قريبا من الحكومة التي سارعت إلى أعمال كثيرة لم تكن قادرة على القيام بها، وكان عوض في تلك السنة وما حولها يبذل جهده في تنمية إمكاناته الغنائية والموسيقية، ويتجه إلى تقديم أغان خاصة به. ويسعى إلى تسجيل أسطوانته كما فعل غيره من المطربين الكويتيين الأكبر سنا منه.

ولم يكن الطريق مفروشا بالورود فهذا هو أول من طرق بابه من منتجي الأغاني على الأسطوانات يقول له: «يا أخ، أنت مرفوض».

ويحمل همه متجها به إلى الفنان أحمد الزنجباري الذي هدأ من روعه، وأبلغه بإعجابه الشديد بصوته، وثقته بمستقبله الزاهر.

وجاء الفرج من إذاعة بهبهاني التي كانت إذاعة خاصة.

ثم – في صدفة محضه – لقي رجلا آخر يمتلك إذاعة خاصة، طلب منه أن يغني عبرها.

يعود الحديث – بعد ذلك – إلى ما دار في الكويت بعد تصدير النفط من أعمال على المستوى الحكومي والأهلي ولكن هذا التقدم في مجالات كثيرة صاحبه تأخر في المجال الذي يحبه عوض، وهو البحر الذي صار يتردد عليه فيراه خاليا من تلك الحركة العارمة التي يشهدها في أوقات الغوص والسفر.

ويذكر أنه بعد أن وجد أن لا مردود ماديا يأتيه من الغناء، على الرغم من غنائه في حفلات خاصة وفي الإذاعتين اللتين ذكرهما. فصار يبحث عن عمل يستفيد منه مالا، ووجد العمل في بلديه الكويت ثم في دائرة الجمارك.

وجاءته بعد ذلك أخبار سارة، منها أن والدته وأخته اختارتا له الزوجة الملائمة له، ومنها، قيامه بتقديم أغنيته الأولى لإذاعة الكويت التي نشأت آنذاك.

وتمضي الخيالات حول الأسرة المحيطة به وهو لا يعي شيئا عنهم، مختلطة بعرض الكاتب لبعض جوانب حياة عوض دوخي، وبخاصة في مجال الغناء فيذكر علاقته برئيس الفرقة الموسيقية في إذاعة الكويت نجيب رزق الله، وما دار بينهما من حديث حول تطوير فن الصوت.

ثم يتحدث عن ظروف أغنيته الوطنية المشهورة «الفجر نور يا سلام» وعن إعجاب الناس كبيرهم وصغيرهم بها.

في تلك الفترة التي يزغ فيها نجم عوض دوخي، وأصبح له عدد كبير من المستمعين الذين يتابعون إنتاجه، كان الشيخ جابر العلي الصباح وزير الإعلام آنذاك يتابع هذا المطرب الذي استحوذ على إعجاب الكبار والصغار، وقرر أن يكون تحت رعايته، فكان ذلك مصدر سعادة وخير لهذا الفنان القدير الذي لم ينل مكانته هذه إلا بعد أن تكبد المشاق، ومر بتجارب عديدة.

وفي هذا الوقت أرسل إلى أم كلثوم بعض أغنياته، مع ما قام بتسجيله بصوته من بعض أغانيها، وكان سعيدا حين سمع رضاها، وحين أبلغه حامل الأغاني إليها قائلا: «أم كلثوم تسلم عليك».

وقد أتيحت له الفرصة فيما بعد لزيارتها في القاهرة والتحدث إليها، واستعرض بعد ذلك زياراته لبعض دول الخليج العربي وما لقيه من حفاوة واهتمامه وما غناه هناك ثم عاد الأستاذ طالب إلى الغرفة التي كان عوض فيها طريح الفراش غائبا عن الوعي، فقال على لسان عبدالله ابن خالة عوض:

«يا الله سترك، صار عوض يغيب عني، وبالكاد يسحب أنفاسه، ويفز قلبي حين يفتح عينيه ناظرا إلي».

ولكن حديث الكاتب عاد لكي يذكر لنا كيف تولد الأغنية التي يغنيها عوض دوخي فيصف ما دار بينه وبين الفنان نجيب رزق الله عندما كانا يعدان أغنية «صوت السهارى» للتسجيل، وكانت أحاديثهما دالة على تقاربهما شخصيا وفنيا، وهذا التقارب هو الذي قدما بسببه أغنية كانت خالدة بشكلها الثرائي القديم ثم صارت خالدة بصورتها الجديدة.

وفيما بعد، في المشهد الحادي عشر يتحدث أبو فهمي عن مرضه كيف ابتدأ وكيف تطور، وعن هواجسه ومخاوفه.

وفي المشهد الثاني عشر ينتهي الأمر وينتقل عوض دوخي إلى دار الحق وقد نطق بالشهادتين بعد أن لقنته أمه إياهما، وقد غمرها فرح بما فعل ابنها على الرغم من حزنها العميق لفقده.

٭ ٭ ٭

هذه رواية حية، عبرت عن روح فنان كبير عاش لفنه، ومات محبوبا من الناس جميعا، وقدم فنا رائعا جمع بين ما تحدر إلينا من تراث غنائي معجب، وما استطاع أن يضيفه من لمسات حديثة لفتت إليه الأنظار.

وأجاد الأستاذ طالب الرفاعي صياغتها، فمن يطلع عليها يجد أنها رواية فريدة من نوعها، جمعت بين السيرة الذاتية للفنان، وكل ما أحاط بحياته وبخاصة ما يتعلق بفنه الفريد من نوعه.

شاركها. فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن Tumblr البريد الإلكتروني رديت تيلقرام واتساب

مقالات ذات صلة

«الكهرباء» تعد تقارير مفصلة بأوضاع الشبكة ونسب مساهمة «ترشيد القطاعات» في خفض الاستهلاك

«حماية البيئة»: ارتفاع الحرارة يهدد هجرة الطيور

الكويت: تأييد خطوات القيادة السورية في نبذ العنف والطائفية وتلبية تطلعات شعبها

محافظ العاصمة: انطلاقة مثالية للعام الدراسي

وزير العدل: تشكيل لجنة لمراجعة وتطوير قانون الإجراءات والمحاكمات الجزائية

المفوض العام للكويت في «إكسبو 2025»: إدارة جناحنا حريصة على توفير بيئة آمنة ومنظمة لزواره في ظل الإقبال الكبير

«الوزاري الخليجي»: التشديد على ملكية الكويت لحقل الدرة وثروات المنطقة المقسومة مشتركة مع السعودية

«القوى العاملة»: انتهاء حظر العمل بالأماكن المكشوفة خلال وقت الظهيرة

9 أطنان روبيان أول أيام السماح بصيده بالمياه الإقليمية

اخر الاخبار

لعبة القط والفأر في البيت الأبيض

الثلاثاء 02 سبتمبر 3:58 م

رايا حارس أرسنال يلوم الكرة الجديدة بعد هدف سوبوسلاي المذهل

الثلاثاء 02 سبتمبر 3:56 م

لماذا يتجعد الكتان بسرعة وكيف نحافظ على مظهره الأنيق؟

الثلاثاء 02 سبتمبر 3:48 م

«الجوازات»: التقويم الهجري بوابة الأهلية لسفر المواطنين

الثلاثاء 02 سبتمبر 3:45 م

لوران بلان يستعد لقيادة الاتحاد في المنافسات المحلية والآسيوية

الثلاثاء 02 سبتمبر 3:43 م

النشرة البريدية

اشترك معنا في خدمة النشرة البريدية ليصلك اخر الاخبار المحلية والعالمية مباشرة الى بريدك الإلكتروني.

اعلانات
Demo
فيسبوك X (Twitter) بينتيريست الانستغرام لينكدإن تيلقرام

السعودية

  • الرياض
  • المدينة المنورة
  • مكة المكرمة
  • المنطقة الشرقية
  • القصيم
  • الباحة

مال وأعمال

  • بورصة وشركات
  • بنوك واستثمار
  • سوق الفوركس
  • العملات الرقمية
  • عقارات
  • طاقة

دوليات

  • الإمارات
  • الكويت
  • مصر
  • المغرب
  • الولايات المتحدة
  • اوروبا

مواضيع هامة

  • تكنولوجيا
  • ثقافة وفنون
  • رياضة
  • سياسة
  • صحة وجمال
  • علوم وفضاء

النشرة البريدية

اشترك معنا في خدمة النشرة البريدية ليصلك اخر الاخبار المحلية والعالمية مباشرة الى بريدك الإلكتروني.

2025 © أيام جدة. جميع حقوق النشر محفوظة.
  • من نحن
  • سياسة الخصوصية
  • اتصل بنا

اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter