تلعب الطائرات دورا ببعض أفلام هوليود، لكن هل توقع أحد أن هذه الأفلام أحد أسباب ظاهرة الخوف من الطيران الشائعة؟ ريتا خان تستكشف العلاقة بين السينما وفوبيا الطيران في حلقة جديدة من برنامج “عن السينما”.

وتشير خان إلى أن الدراسات العلمية أكدت أن أحد أهمّ أسباب الإصابة بفوبيا الطيران هي السينما والتلفزيون، وذلك عبر ما تقدمه من مشاهد مثيرة ومرعبة لحوادث الطائرات، رغم أن الإحصائيات تؤكد أن احتمالية الوفاة في السيارات أعلى بكثير.

وتوضح خان أن وسائل الإعلام تولي اهتماما استثنائيا لحوادث الطائرات مقارنة بحوادث السيارات، فبينما يموت حوالي 20 ألف شخص في حوادث الطائرات خلال 20 عاما، يبلغ عدد ضحايا حوادث السيارات مليون و300 ألف شخص سنويا.

ويعود هذا الاهتمام الإعلامي المبالغ فيه إلى ندرة حوادث الطائرات، حيث تحظى كل حادثة بتغطية إعلامية واسعة، في حين أنه نادرا ما تنال حوادث السيارات نفس الاهتمام إلا إذا كانت تخص شخصيات مشهورة كالأميرة ديانا.

وأنتجت هوليود العديد من الأفلام عن اختطاف الطائرات وتحطمها، حتى قبل “أحداث 11 سبتمبر” مثل “إير فورس وان” و”كون إير”، وأفلاما عن تحطم الطائرات مثل “ألايف” و”داي هارد 2″، وتفننت في تصوير لحظات الخوف والرعب التي تسبق السقوط.

بعد 11 سبتمبر

وبعد أحداث 11 سبتمبر، زاد إنتاج هوليود لأفلام حوادث الطائرات بشكل ملحوظ، وأصبحت هذه الأفلام أكثر واقعية لارتباطها بأحداث حقيقية، ومن أبرز هذه الأفلام “يونايتد 93” الذي يروي قصة الطائرة الوحيدة التي فشل خاطفوها في السيطرة عليها.

وتستعرض خان الجهود الاستثنائية لمخرج فيلم “يونايتد 93” بول غرينغراس لتحقيق أقصى درجات الواقعية، من خلال لقاءاته مع أسر الضحايا وجمع معلومات تفصيلية عن الركاب واستخدام تسجيلات الصندوق الأسود في تنفيذ المشاهد.

كما لجأ المخرج إلى استخدام مراقبي الطيران والفنيين الحقيقيين الذين كانوا موجودين وقت الحادثة بدلا من الممثلين، واستعان بطائرة حقيقية من طراز بوينغ 75 خارج الخدمة لتصوير المشاهد الداخلية.

وابتكر غرينغراس حيلة ذكية لخلق توتر حقيقي بين الممثلين، حيث قرر أن ممثلي أدوار الخاطفين لن يلتقوا بممثلي أدوار الركاب إلا أمام الكاميرا، مما أسهم في تصوير مشاهد قتال واقعية للغاية حتى إن بعض الممثلين أصيبوا فعلا.

وتتطرق خان إلى فيلم “فلايت” المستوحى من حادث تحطم طائرة ألاسكا إيرلاينز في عام 2000، والذي يقدم قصة بديلة مع إضافة عنصر درامي متمثل في إدمان الطيار -الذي جسد شخصيته دينزل واشنطن- للكحول.

وتشير خان إلى أن الفيلم تعرض لانتقادات بسبب عدم دقته العلمية ومخالفته لقوانين فيزياء الطيران، لكن على الرغم من ذلك، تميز بصورة فنية عالية، خصوصا مشهد دوران الطائرة 180 درجة الذي تطلب تصميم أجهزة خاصة تسمح بدوران مجسم الطائرة بالكامل مع الممثلين بداخله.

هبوط اضطراري

وتستعرض خان فيلما آخر هو “صولي” الذي يروي قصة حقيقية للطيار الذي اضطر للهبوط في نهر هدسن بعد اصطدام طائرته بسرب من الطيور، وهو من إخراج كلينت إيستوود وبطولة توم هانكس.

وصور المخرج مشهد إنقاذ الركاب بعد الهبوط على النهر بدون أي تدريبات مسبقة، ليعكس حالة الارتباك الفعلية التي عاشها الركاب الحقيقيون، في حين تناول الفيلم قضية مساءلة الطيار قانونيا لاختياره الهبوط في النهر.

وتشرح خان أن تصوير مشاهد الطائرات يعد من أكثر الأمور تعقيدا وتكلفة في السينما، مستشهدة بفيلم “توب غان” الذي دفعت شركة إنتاجه 25 ألف دولار لإعادة تصوير لقطة واحدة، و1.8 مليون دولار للجيش الأميركي مقابل استخدام معداته وطائراته.

وتختتم خان حلقتها بالإشارة إلى أن الطائرات كانت وما زالت مصدرا للكثير من القصص السينمائية المثيرة، لكن الدراسات تشير إلى دورها في تعزيز الخوف من الطيران لدى المشاهدين، متسائلة عن مدى تأثير هذه الأفلام على الجمهور.

شاركها.
Exit mobile version