جيمي كورتس ممثلة وكاتبة أميركية، اشتهرت بأدوارها في سلسلة من أفلام الرعب الشهيرة، أبرزها فيلم “هالوين”. ورغم أنها اشتهرت بداية مسيرتها الفنية بلقب “ملكة الصراخ” بفضل تلك الأدوار، فإنها استطاعت لاحقا تنويع مسيرتها الفنية وأدت أدوارا سينمائية عدة.

المولد والنشأة

وُلدت جيمي لي كورتس يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1958 في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، لعائلة فنية مرموقة، فهي الابنة الصغرى للنجمين توني كورتس وجانيت لي اللذين انفصلا عام 1962.

وكان جدها وجدتها من جهة والدها مهاجرين من يهود المجر.

وتزوجت كورتس عام 1984 من المخرج والممثل البريطاني كريستوفر غيست، ولديهما طفلان بالتبني.

وبعد وفاة والد زوجها عام 1996 أصبح غيست يحمل لقب “البارون الخامس هايدن غيست” وهو لقب من طبقة النبلاء، فاكتسبت هي بدورها لقب بارونة، لكنها وزوجها اختارا عدم استخدام ألقابهما الرسمية.

وأواخر ثمانينيات القرن العشرين عانت كورتس من إدمان الخمر والمخدرات نتيجة استخدام مسكنات الألم بعد عملية تجميل، وعام 1999 تعافت بعد رحلة علاج قاسية.

الدراسة والتكوين العلمي

عانت كورتس من صعوبات أكاديمية أثناء دراستها الثانوية، مما دفعها للتنقل بين مدارس عدة، منها مدرسة ويستليك في لوس أنجلوس (التي أصبحت فيما بعد مدرسة هارفارد-ويستليك) وثانوية بيفرلي هيلز. لكنها تخرجت من مدرسة تشوات روزماري هول بولاية كونيكتيكت.

وعام 1976 عادت إلى كاليفورنيا والتحقت بجامعة المحيط الهادي في ستوكتون لدراسة الخدمة الاجتماعية، لكنها تركت الجامعة بعد فصل دراسي واحد لمتابعة شغفها بالتمثيل.

التجربة الفنية

بدأت كورتس مسيرتها الفنية عام 1977 بالظهور في برامج تلفزيونية عدة، من بينها برنامج “أوبريشن بيتيكوت” المستوحى من فيلم صدر عام 1959 شارك فيه والدها، إلى جانب كاري غرانت.

وبعد إلغاء البرنامج عام 1978، انطلقت مسيرتها السينمائية مع ظهورها الأول في فيلم الرعب الشهير “هالوين” للمخرج جون كاربنتر، ولعبت دور المربية لوري سترود، وهي الشخصية التي أصبحت لاحقا إحدى أيقونات أفلام الرعب.

وحققت كورتس نجاحا كبيرا في أفلام الرعب حتى لقبت بـ”ملكة الصراخ”. وعام 1980، شاركت في فيلم الرعب “ذا فوغ” للمخرج كاربنتر، وظهرت بجانب والدتها جانيت لي. كما عادت لدور البطولة بالجزء الثاني من فيلم “هالوين” عام 1982.

وأظهرت قدرتها على التنويع في الأدوار عام 1983 عندما انتقلت إلى الكوميديا والدراما بفيلم “تريدينغ بليسز” الذي أهلها للفوز بجائزة البافتا عن دورها فيه.

وفترة تسعينيات القرن العشرين، شاركت في أفلام بارزة، منها فيلم الأكشن والكوميديا “أكاذيب حقيقية” عام 1994 بجانب أرنولد شوارزنيغر، وحصلت على جائزة غولدن غلوب عن أدائها المميز في الفيلم.

واستمرت كورتس في الظهور بأفلام الرعب، مع العودة المتكررة لدورها الشهير لوري سترود في سلسلة “هالوين” بما في ذلك أفلام عام 2018 و2021 و2022.

وقد تجاهل فيلم “هالوين” (2018) للمخرج ديفيد غوردون غرين الأحداث السابقة في السلسلة، واستكمل أحداث الفيلم الأصلي لعام 1978، ورغم ذلك فقد حقق نجاحا كبيرا، وأعلنت كورتس أن مشاركتها في الفيلم الأخير من السلسلة عام 2022 هي نهاية ارتباطها بهذه الشخصية.

وبرهنت كورتس على موهبتها في الأفلام المصنفة عائلية بفيلم “فريكي فرايداي” عام 2003 الذي لعبت فيه دور الأم إلى جانب ليندسي لوهان، وتناولت الأحداث تبادل الأدوار بين الأم وابنتها ولاقى نجاحا جماهيريا كبيرا.

وعام 2022، شاركت في فيلم إلى جانب ميشيل يوه، وحاز على إشادة واسعة ونال 7 جوائز أوسكار، من بينها جائزة أفضل ممثلة مساعدة وحصلت عليها كورتس عن دورها في الفيلم.

وإلى جانب التمثيل، نجحت كورتس في مجال تأليف كتب الأطفال، وأصدرت أعمالا عدة في هذا المجال.

الجوائز والأوسمة

حازت كورتس على عدد من الجوائز العالمية منها ما يلي:

  • الأوسكار: حصلت على جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم “كل شيء في كل مكان” عام 2023.
  • غولدن غلوب: فازت بجائزة أفضل ممثلة في فيلم كوميدي عن دورها في فيلم “أكاذيب حقيقية” عام 1994.
  • بافتا: حصلت على جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم “تبادل الأدوار” عام 1983، وجائزة أفضل أداء جماعي عام 2023.
  • وعام 2024، حصلت على جائزة إيمي عن دورها في مسلسل “الدب”.

تصريحات مثيرة للجدل

في يناير/كانون الثاني 2025، أثارت كورتس جدلا واسعا بعد تصريحاتها التي شبهت فيها حرائق لوس أنجلوس بالحرب على قطاع غزة، أثناء جلسة أسئلة وأجوبة للترويج لأحد أفلامها.

وقالت كورتس “لقد وُلدت وترعرعت في مدينة الملائكة (لوس أنجلوس) والآن المدينة بأكملها مشتعلة بالنيران في كل مكان. منطقة باسيفيك باليسايدز بأكملها اختفت”.

وقد قوبلت هذه التصريحات بانتقادات حادة، كما أُعيد تداول منشور سابق لها -حذفته لاحقا- أظهرت فيه دعمها لإسرائيل باستخدام صورة لأطفال فلسطينيين في غزة يفرون من قصف إسرائيلي، وكانت تظن أنهم إسرائيليون.

ومن ناحية أخرى، أعلنت كورتس عن تبرعها بمبلغ مليون دولار لدعم جهود الإغاثة في لوس أنجلوس لمواجهة الحرائق المدمرة.

شاركها.
Exit mobile version