وصل سيناريو الفيلم الروائي الطويل “قلق المكان” للكاتبة والمخرجة العراقية إسراء الكمالي إلى الدور ربع النهائي في زمالة أكاديمية “الأوسكار” لكتابة السيناريو لعام 2023، وكان السيناريو واحدا من 364 مشاركة، ظهرت من بين 5 آلاف و599 سيناريو مقدما من جميع أنحاء العالم.

وصل السيناريو نفسه إلى الدور ربع النهائي في جوائز لوس أنجلوس الدولية للسيناريو 2023، وكتابة السيناريو والسينما الدولية في سان فرانسيسكو 2022، وإشارة مشرفة في مختبر شبكات الوكلاء والمخرجين في مهرجان “بيغ آبل” السينمائي 2023، كما بلغ الدور النهائي في جوائز “أوتشي” للأفلام في سويسرا 2023.

وتقول إسراء الكمالي -خريجة  جامعة جورجتاون في قطر- عن “قلق المكان” إنه “يحمل رسالة عالمية، حيث يمكن أن نشهد أحداثه تدور في أي مكان من العالم. وهو يحكي قصة صديقين مقربين في المدرسة الثانوية، أحدهما قطري والثاني سوري، يتسابقان مع الزمن لتوثيق معالم بعض الأحياء القديمة في قطر قبل أن تتغير ملامحها بفعل التطور العمراني”.

وتضيف الكمالي، “كانت السنوات الـ20 التي عشتها في الدوحة مصدر إلهامي في كتابة هذا السيناريو. وخلال هذه السنوات عايشت التغيرات الكبيرة التي شهدتها المدينة، التي بلغت حدا غيّر ملامحها. فكنت كمن يستيقظ على واقع جديد كل يوم. لذلك أردت كتابة قصة لا نراها في السينما بمنطقة الشرق الأوسط ودول الخليج، أتحدث فيها عن مفهوم المنزل، والذي لا يقتصر بالضرورة على المكان الذي ولدنا فيه أو المساحة الجغرافية التي نعيش فيها فقط”.

وكان فيلم “الغرائز” (Instincts) لإسراء الكمالي فاز بجائزة أفضل فيلم قصير، وأفضل فيلم رعب، وحصل على تنويه مشرف في مهرجانات الأفلام في الولايات المتحدة. كما تم اختياره رسميا في النسخة الـ30 من مهرجان شيكاغو السينمائي تحت الأرض -وهو أطول مهرجان سينمائي في العالم- والنسخة الـ15 من مهرجان بوربانك السينمائي الدولي، إلى جانب النسخة الـ18 من مهرجان سانتا مونيكا السينمائي الدولي، لتكون أول مخرجة سينمائية عراقية يتم اختيارها في بعض هذه المهرجانات.

وتقول الكمالي، “قطعت شوطا طويلا للوصول إلى ما وصلت إليه الآن. وحصولي على هذا التقدير عزز من ثقتي بنفسي. وبت آمل أن تكون تجربتي مصدر إلهام لصانعات أفلام أخريات في المنطقة”.

وتتوقع الكمالي أن يكون عام 2024 حافلا بالأحداث، إذ تركز أولا على تأمين التمويل اللازم لإنتاج فيلمها “المكان القلق”. وعن هذا تقول، “أحد أهدافي الأساسية للعام الجديد هو التواصل مع الأشخاص المعنيين أو الجهات المناسبة لإنتاج الأفلام التي تروي قصصنا بشكل واقعي، دون أن يمليها علينا أحد”.

وعُرِضت أعمال الكمالي في بعض دور السينما الأكثر شعبية في هوليود مثل “آي إم سي 16” في قلب مدينة الإعلام العالمية في بوربانك، ومسرح “ليالي” في شمال هوليود، ومسرح “إل آي لايف ريغال”.

بالإضافة إلى عملها في صناعة الأفلام، شاركت الكمالي في تأسيس مهرجان السينما العراقية المستقلة عام 2020، وهو أول مهرجان سينمائي مستقل من نوعه. وظهر المهرجان في مختلف المنصات العالمية مثل مجلة “جي كيو” و”الجزيرة” و”بي بي سي” وغيرها، وحظي بنجاح وتقدير واسعين.

وكانت الكمالي تخرجت في جامعة جورج تاون في قطر عام 2017 بدرجة بكالوريوس العلوم في الشؤون الدولية، وتخصصت في الثقافة والسياسة، قبل حصولها على درجة الماجستير في صناعة الأفلام من أكاديمية نيويورك للسينما.

وتشير الشابة العراقية إلى الترابط ما بين الثقافة والسياسة في مسيرتها الفنية، وشغفها بسرد القصص ومناقشة القضايا المتصلة بالعدالة الاجتماعية قائلة “خلال سنوات دراستي اكتسبت الوعي والعمق اللازم، وامتلكت الأدوات التي تساعدني على فهم وتشريح العالم من حولي”.

وتعد جوائز زمالات أكاديمية نيكول في كتابة السيناريو مسابقة دولية تم إنشاؤها لتحديد وتشجيع كتاب السيناريو الجدد الموهوبين من قبل الأكاديمية الأميركية لعلوم وفنون الصورة المنظمة لجوائز “الأوسكار”.

شاركها.
Exit mobile version