لم يشهد التاريخ السياسي للولايات المتحدة الأميركية تولي امرأة منصب الرئاسة من قبل، إذ سبق أن خسرت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون أمام دونالد ترامب في المحاولة النسائية الأولى بانتخابات عام 2016 رغم أنها كانت المرشحة الأوفر حظا. واليوم باتت كامالا هاريس نائبة الرئيس الحالي جو بايدن ثاني امرأة تترشح لهذا المنصب.
أما في عالم الدراما، فيختلف الأمر كثيرا، إذ تشهد الأعمال التي تنتجها هوليود -سواء في صورة أفلام أو مسلسلات- وجود رئيسة لأميركا منذ عام 1953، وقد بلغ عدد الرئيسات حتى الآن 21 امرأة في الأعمال الدرامية المختلفة، لكن زاوية التناول اختلفت في كل عمل، فمنها ما سخر من الفكرة، وأخرى أرادت لها أن تكون قدوة ونموذجا.
ظهرت أول سيدة في دور رئيسة أميركا على الشاشة عام 1953، في فيلم الخيال العلمي “مشروع قاعدة القمر” (Project Moon Base)، حيث جسدت الممثلة إيرنستين باريير شخصية الرئيسة الأميركية، وهو ليس دورا جوهريا، فلم يتم الكشف عن جنسها إلا في نهاية الفيلم.
أما أحدث إضافة للقائمة، فهي من فيلم “أحمر وأبيض وأزرق ملكي” (Red, White & Royal Blue) من إنتاج 2023، الذي عُرض لأول مرة الصيف الماضي، والذي ظهرت فيه أوما ثورمان في دور الرئيسة إلين كليرمونت.
وتدور أحداث الفيلم بشكل أساسي في إطار قصة حب، لكن حدثت إعادة انتخاب الرئيسة إلين كليرمونت يظهر في الخلفية، حتى إن المشهد الأخير يتضمن ليلة الانتخابات، عندما تعلن كليرمونت: “الانتخابات مهمة لأنها تمنحك صوتا، وصوتك ممزوج الليلة بأصوات ملايين الأميركيين مثلك تماما: منفتح القلب، لا يعرف الخوف ويتطلع إلى مستقبل أكثر جرأة وإشراقا وشجاعة”.
1. “القائد الأعلى” (Commander in Chief)
مسلسل درامي سياسي تم بثه على قناة “إيه بي سي”، تقوم خلاله الممثلة جينا ديفيس بدور ماكينزي ألين، أول رئيسة للولايات المتحدة الأميركية. ويتتبع المسلسل التحديات التي تواجهها ألين في أثناء صعودها إلى الرئاسة بعد الوفاة المفاجئة للرئيس الحالي الذي اختارها في الأصل نائبة له على الرغم من موقفها السياسي المستقل.
تدور أحداث المسلسل حول الرئيسة ماكنزي ألين، وهي مستشارة جامعية سابقة ومستقلة سياسيا. وتصبح الرئيسة في ظل ظروف غير عادية وتواجه معارضة من حزبها الذي يضغط عليها للاستقالة. طوال المسلسل، توازن ألين بين مسؤوليات الرئاسة ودورها بوصفها أمًا وزوجة. ويسلط المسلسل الضوء على التحديات الفريدة التي تواجهها كونها أول امرأة تتولى هذا المنصب، ومن ذلك التحيز ضد المرأة والمقاومة السياسية.
2. “نائب الرئيس” (Veep)
مسلسل كوميدي سياسي ساخر يُعرض على شبكة “إتش بي أو” (HBO)، وتدور أحداثه حول سيلينا ماير التي تبدأ نائبة لرئيس الولايات المتحدة وتصبح في النهاية رئيسة. يشتهر المسلسل بذكائه الحاد وروح الدعابة اللاذعة.
تصور الممثلة جوليا لويس دريفوس نائبة الرئيس سيلينا ماير في البداية على أنها نائبة طموحة، ولكنها لا تملك الكفاءة اللازمة. تتسم رحلتها إلى الرئاسة بالمكائد السياسية والطعن في الظهر وسعيها الدؤوب نحو السلطة. وحين تصبح رئيسة، تكافح ماير للحفاظ على سيطرتها على الإدارة وعلى صورتها العامة. وعلى الرغم من عيوبها، فإن ماير شخصية معقدة تجسد تحديات الحياة السياسية وقسوتها في آن واحد.
3. مسلسل 24
“مسلسل 24” هو عمل تشويقي سياسي مليء بالحركة والإثارة، يشتهر المسلسل بتنسيقه في الوقت الحقيقي، إذ يغطي كل موسم 24 ساعة في حياة عميل مكافحة الإرهاب جاك باور. تصبح أليسون تايلور (الممثلة شيري جونز) أول رئيسة للولايات المتحدة الأميركية خلال الموسم السابع من المسلسل.
وتُصوَّر الرئيسة أليسون تايلور على أنها قائدة ذات مبادئ وإرادة قوية تواجه تحديات كبيرة خلال فترة رئاستها، بما في ذلك الإرهاب وتهديدات الأمن القومي والفساد السياسي، ويتم تصويرها على أنها قائدة أخلاقية ملتزمة، وغالبا ما تتخذ قرارات صعبة من أجل الصالح العام، حتى لو كان ذلك على حساب المصلحة الشخصية والسياسية. وتتميز بالنزاهة والالتزام بالعدالة، حتى في مواجهة الشدائد.
4. “تحية للرئيس” (Hail to the Chief)
“تحية للرئيس” هو مسلسل كوميدي قصير، تم بثه على قناة “إيه بي سي”، وهو عبارة عن مسلسل سياسي ساخر يركز على الجوانب الكوميدية للرئاسة، حيث تلعب باتي دوك دور البطولة في دور جوليا مانسفيلد، أول رئيسة للولايات المتحدة الأميركية.
وتصور الممثلة باتي ديوك شخصية الرئيسة جوليا مانسفيلد باعتبارها قائدة ذات كفاءة وحازمة تتغلب على تحديات الرئاسة بروح الدعابة والرشاقة. ويتخذ المسلسل نهجا خفيف الظل في دورها، ويمزج بين السخرية السياسية وسيناريوهات المسلسلات الهزلية النموذجية. على الرغم من أن المسلسل استمر لموسم واحد فقط، فإن فكرة تصوير ديوك رئيسة سابقة لعصرها، حيث قدمت صورة كوميدية لفكرة وجود امرأة في أعلى منصب.
5. مسلسل “فتاة خارقة” (Supergirl)
جسدت الممثلة ليندا كارتر شخصية الرئيسة أوليفيا مارسدين ضمن مسلسل الأبطال الخارقين المعروف، ويتتبع العمل كارا زور إيل، ابنة عم سوبرمان، وهي تبنى قواها وتصبح الفتاة الخارقة. تجسد ليندا كارتر، التي اشتهرت بدورها في دور المرأة الخارقة، شخصية الرئيسة أوليفيا مارسدين، التي يتبين لاحقا أنها كائن فضائي متنكر.
وتُقدَّم الرئيسة أوليفيا مارسدين في البداية على أنها قائدة قوية وتقدمية تدافع عن حقوق الفضائيين واندماجهم في المجتمع البشري. تميزت فترة رئاستها بجهودها لخلق عالم أكثر شمولا لكل من البشر والكائنات الفضائية. وإن الكشف عن هويتها الفضائية الحقيقية يضيف طبقة من التعقيد إلى شخصيتها، مما يثير تساؤلات حول الثقة والهوية والقيادة.
6. “السماء الحديدية: السباق القادم” (Iron Sky: The Coming Race)
“السماء الحديدية: السباق القادم” هو فيلم خيال علمي وجزء جديد من سلسلة “السماء الحديدية”، التي حققت نجاحا كبيرا. الفيلم الجديد عبارة عن تصوير ساخر ومبالغ فيه لمستقبل بائس، حيث توجد بقايا النظام النازي على سطح القمر.
وتجسد ستيفاني بول شخصية الرئيسة مونيكا هانسون في محاكاة ساخرة لسارة بالين، وتصورها كقائدة جاهلة وسخيفة.
7. “تقرير الوضع العام” (State of Affairs)
تم عرض “تقرير الوضع العام” لموسم واحد فقط عام 2014-2015، ويتبع محللة وكالة المخابرات المركزية تشارلستون (كاثرين هيجل) التي تقدم الإيجاز اليومي للرئيسة كونستانس بايتون (وودوارد). قالت وودوارد: “مع كونستانس بايتون، كان لدي تحدٍ كبير لمعرفة كيف ستكون لدينا رئيسة أميركية من أصل أفريقي بعد أول رئيس أميركي من أصل أفريقي”.
8. “مافيا جين أوستين” (Jane Austen’s Mafia!)
“مافيا جين أوستن!” هو فيلم كوميدي من إنتاج عام 1998 يسخر من فيلم “العراب” أو “الأب الروحي” للمخرج فرنسيس فورد كوبولا وبطولة مارلون براندو وآل باتشينو، وأيضا أفلام المافيا الأخرى، وتجسد كريستينا أبلجيت دور ديان ستين رئيسة الولايات المتحدة التي تخلت عن السعي لتحقيق السلام العالمي بعد أن أغواها صديقها السابق توني (جاي موهر).
9. “هجوم المريخ” (Mars Attacks!)
قرب نهاية فيلم “هجوم المريخ”، وهو فيلم خيال علمي أنتج عام 1996، تُقتل عائلة الرئيس ومعظم أفراد الحكومة في هجوم فضائي، مما يترك ابنة الرئيس تافي ديل (بورتمان) رئيسة لأميركا.
10.”لا تنظر لأعلى” (Don’t Look Up)
في الفيلم الساخر “لا تنظر لأعلى”، تلعب ميريل ستريب دور الرئيسة جاني أورليان، التي لا تريد أن تصدق أن هناك مذنبا متجها إلى الأرض. ويبدو أن القصة كانت مستوحاة من هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، الفيلم بطولة ليوناردو دي كابريو، وقد حمل رسالة تهدف لدعم العمل للحد من الانبعاثات الكربونية وتأثيرات التغير المناخي الناتج عنها.
تنوعت زوايا التناول في الأعمال، التي جاء أغلبها في صورة مسلسلات تليفزيونية، وإذ كان مجرد الحلم الهوليودي برئيسة لأميركا يعد جرأة وتقدمية، فإن كثيرا من الأعمال قدمت في إطار ساخر، يلعب على تناقض -يراه المشاهد واضحا- بين دور المرأة في رعاية أسرتها وقدرتها على رعاية شؤون أميركا.