يشهد سوق السيارات الكهربائية في منطقة الشرق الأوسط تحولا جذريا، حيث يبرز كنقطة محورية في جهود المنطقة لتبني النقل المستدام، وقد اكتسبت السيارات الكهربائية قوة جذب كبيرة في جميع دول المنطقة.

ومن المتوقع أن يصل حجم سوق السيارات الكهربائية في الشرق الأوسط إلى 3.33 مليارات دولار أميركي في عام 2024، ثم سيرتفع إلى 9.42 مليارات دولار أميركي في عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركّب يبلغ 23.2%، وفق ما ذكرت منصة “موردور إنتلجانس” في تقرير شامل لها.

ويعكس سوق السيارات الكهربائية في الشرق الأوسط مشهدا متنوعا، ويتميز بمجموعة من نماذج السيارات الكهربائية من مختلف الشركات المصنعة. علاوة على ذلك، يتزايد اهتمام المستهلك، ليس فقط بسبب الوعي البيئي، ولكن أيضا من خلال توفير التكاليف المرتبطة بالكفاءة التشغيلية للسيارات الكهربائية، كما تعمل الحوافز الحكومية، والإعفاءات الضريبية، على دفع نمو السوق بشكل أكبر.

وتسعى دول المنطقة إلى الدخول في عالم تصنيع السيارات الكهربائية بدلا من وجودها كسوق مستورد لهذا النوع من السيارات فقط، حيث تعمل الحكومات في العديد من الدول مثل قطر والسعودية ومصر والمغرب والإمارات وسلطنة عمان على الدخول بقوة في هذا السوق، من خلال تأسيس شراكات مع شركات تصنيع عالمية لإنشاء مشاريع مشتركة لصناعة وتجميع السيارات الكهربائية في هذه الدول.

سنقدم لكم في هذا التقرير أبرز 7 شركات لصناعة السيارات الكهربائية في المنطقة العربية

1-  شركة “إيكو ترانزيت”

يقع مقرها في مدينة لوسيل بدولة قطر، وتعد أول شركة قطرية تعمل في المركبات الكهربائية، وتسعى لتأسيس صناعة متكاملة للمركبات الكهربائية الخفيفة والثقيلة تحت العلامة التجارية “في آي إم” (VIM).

وتسعى الشركة لإطلاق مجموعة من السيارات والمركبات الكهربائية بعدة موديلات وتصاميم عصرية حديثة، إلى جانب مجموعة من الحافلات بملكية فكرية قطرية خالصة أيضا.

وتوفر الشركة مجموعة واسعة من خيارات التخصيص، بما في ذلك الألوان الخارجية والتشطيبات الداخلية والميزات التكنولوجية من سيارات المدينة الصغيرة إلى سيارات الدفع الرباعي العائلية الكبيرة، وتمكّن الشركة عملاءها من تصميم سيارة تعكس شخصياتهم الفريدة، حسب ما ذكرت بموقعها الإلكتروني.

وتتميز أول سيارة قطرية كهربائية بكونها خيارا إستراتيجيا لقطاع نقل ذكي ومستدام في ظل احتوائها على أنظمة متنوعة للقيادة، وتزويدها بأنظمة أمان متطورة لضمان سلامة وراحة السائق والركاب خلال القيادة.

وتعتمد سيارة “في آي إم” الجديدة من فئة “إس يو في” على جيل جديد من المحركات الكهربائية والبطاريات عالية الكفاءة، مما يمنحها نطاقا يصل إلى 615 كيلومترا بالشحنة الواحدة، وفق ما ذكرت الجزيرة نت في تقرير سابق لها.

2-  أكثر من شركة تعمل في المغرب الذي يصنع 40 ألف سيارة كهربائية

استطاع المغرب دخول مصاف الدول المصنعة للسيارات الكهربائية بعد بلوغ قدرته الإنتاجية 40 ألف سيارة كهربائية سنويا، وفقا لوزير الصناعة المغربي رياضي مزور، مما قد يجعله قادرا على دخول المنافسة الدولية. وقال وزير الصناعة المغربي، في مايو/أيار الماضي خلال مقابلة مع منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، إن بلاده تهدف لزيادة إنتاج السيارات الكهربائية إلى 100 ألف بحلول 2025.

وبدأ المغرب تجربة تصنيع أول سيارة كهربائية عام 2020، حيث أعلنت الشركة الفرنسية (ستروين) تصنيع أول سيارة كهربائية بمصنعها في مدينة القنيطرة شمال غربي المملكة، في يونيو/حزيران 2020.

كما دخلت شركة رينو الفرنسية على خط صناعة السيارات الكهربائية في المغرب عام 2022، عندما أعلنت عن بدء تصنيع أول سيارة كهربائية لشركة “رينو” الفرنسية بمصنع طنجة شمالي البلاد. كما أعلنت شركة “فيات” الإيطالية عن تصنيع سيارة “تولولينو” الكهربائية في المغرب، بالإضافة إلى طرازات أخرى.

Fiat and Citroen electric vehicles wait to be exported at Tanger Med Port, on the Strait of Gibraltar, east of Tangier, Morocco June 6, 2024. REUTERS/Abdelhak Balhaki

وأعطت الحكومة المغربية مؤخرا الضوء الأخضر لشركة تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية الصينية “بي تي آر” (BTR) لبناء مصنع بالقرب من طنجة لإنتاج كاثودات البطاريات، وهو مشروع بقيمة 3 مليارات درهم (300 مليون دولار أميركي تقريبا)، يشمل إنشاء مصنع لإنتاج الكاثودات، التي تُعد عنصرا أساسيا في بطاريات السيارات الكهربائية، ومن المقرر أن تكون المرحلة الأولى من هذا المصنع جاهزة بدءا من سبتمبر/أيلول 2026، وفق ما ذكرت منصة الطاقة المتخصصة.

3-  مايس موتورز (Mays Motors)

مايس موتورز هي شركة عُمانية محلية ناشئة لتصنيع السيارات الكهربائية في ولاية بركاء العمانية، وقّعت في عام 2020 اتفاقية استثمار مع الصندوق العُماني للتكنولوجيا لإنتاج سيارات كهربائية عالية الأداء.

ومن المقرر أن تنطلق أول سيارة كهربائية من إنتاجها في نهاية العام الجاري 2024، وهي سيارة تحمل اسم “مايس ألايف” (Mays-Alive)، وتقطع أكثر من 500 كيلومتر بالشحنة الواحدة، وتتسارع من السكون لتصل إلى سرعة 100 كلم/ساعة خلال 7.9 ثوانٍ، ويبلغ ثمنها 15,900 ريال عماني (حوالي 41 ألف دولار)، وحددت شركة مايس موتورز هدفا لإنتاج 500 سيارة في المرحلة الأولى، لكنها تفكر في زيادة الإنتاج بسبب زيادة الطلبات.

4-   شركة سير

تعتبر شركة “سير موتورز” التي تأسست عام 2022 أول علامة تجارية سعودية لتصنيع السيارات الكهربائية حسب ما ورد في موقعها، وهي مشروع مشترك بين صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية وشركة “فوكسكون” (Foxconn) التايوانية.

وأعلنت الشركة عن مشروع إنشاء “مجمع سير لصناعة السيارات الكهربائية” في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، على مساحة مليون متر مربع، وإجمالي مسطح بناء يقارب 530 ألف متر مربع، وسيتضمن المجمع الصناعي على عدة مناطق شاملة لجميع مراحل صناعة السيارات الكهربائية.

وفي أغسطس/آب الماضي احتفلت شركة “سير” برفع أول هيكل فولاذي في “مجمع سير لصناعة السيارات الكهربائية”، بعد 4 أشهر من بدء أعمال إنشاء المجمع، معلنةً بذلك تسارع وتيرة خطوات تشييد المجمع السعودي الأول من نوعه لتصنيع السيارات الكهربائية في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بجدة، وتبلغ كلفة بناء المجمع المذكور 1.3 مليار دولار.

وتهدف الشركة إلى تصميم وتصنيع وبيع مجموعة من المركبات، بما في ذلك سيارات “السيدان”، وسيارات الدفع الرباعي للمستهلكين في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي على نطاق أوسع، وتسعى لطرح سياراتها في السوق عام 2025.

5-  لوسيد موتورز

وقّعت شركة لوسيد موتورز الأميركية اتفاقيات مع وزارة الاستثمار السعودية، وصندوق التنمية الصناعية السعودي وشركة “إعمار المدينة الاقتصادية” لإنشاء أول مصنع دولي لها في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، والذي يستهدف إنتاج 155 ألف مركبة سنويا.

ومن المتوقع أن توفر هذه الاتفاقيات تمويلات وحوافز لــ”لوسيد”، تصل قيمتها الإجمالية إلى 3.4 مليارات دولار أميركي خلال السنوات الـ15 المقبلة، بهدف بناء وتشغيل منشأة تصنيع متطورة في المملكة للمركبات الكهربائية.

ومن المتوقع أن يلبي المصنع الجديد في السعودية الطلب العالمي المتزايد على مركبات لوسيد الكهربائية من خلال رفع الطاقة الإنتاجية العالمية للشركة إلى 500 ألف مركبة سنويا بحلول منتصف العقد الحالي، وأكدت الحكومة السعودية التزامها بشراء ما يصل إلى 100 ألف مركبة كهربائية من “لوسيد” على مدى 10 سنوات.

6-  إم جلوري القابضة (M Glory Holding)

أعلنت شركة “إم جلوري القابضة”، المجموعة الإماراتية في قطاع الصناعة والعقارات والاستثمارات المستدامة ومقرها دبي، عن إطلاق مشروع مصنع الدماني لتصنيع السيارات الكهربائية في مدينة دبي الصناعية عام 2022.

وضم المصنع خط تجميع مؤقتا تبلغ طاقته الإنتاجية القصوى 10 آلاف سيارة سنويا، وتبلغ مساحة المصنع 45 ألف قدم مربع. أما المصنع الدائم فيقع على مساحة تزيد عن مليون قدم مربع في مدينة دبي الصناعية، بكلفة استثمارية تبلغ 1.5 مليار درهم (408 ملايين دولار)، وسيبدأ الإنتاج عام 2024، بقدرة إنتاجية تتراوح ما بين 55 ألف سيارة سنويا، لتلبية الطلب المتزايد على وسائل النقل الخضراء.

ويذكر أن شركة إم جلوري تأسست على يد الدكتورة ماجدة العزعزي، وتشمل الشركات التابعة لها شركة ساندستورم لتصنيع المركبات الكهربائية، بالإضافة إلى شركة الدماني.

7-  نيوتن موتورز (NWTN)

تتخصص شركة السيارات الكهربائية الذكية “إن دبليو تي إن” “NWTN”، المعروفة باسم  “نيوتن موتورز” (NWTN Motors) في تصميم وإنتاج السيارات الرياضية الكهربائية عالية الأداء، التي تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والتصميم الأنيق والأداء العالي.

وأبرمت منطقة خليفة الصناعية بأبوظبي، كيزاد، التابعة لهيئة موانئ أبوظبي، اتفاقا مع شركة “إن دبليو تي إن” “NWTN”، لإنشاء مصنع لتجميع السيارات الكهربائية في الإمارة عام 2022، وستبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع الجديد ما بين 5 و10 آلاف سيارة كهربائية سنويا.

وتستهدف المنشأة زيادة إنتاجها من السيارات في مرحلة لاحقة إلى 50 ألف سيارة سنويا، وفق ما ذكرت منصة فوربس ميدل إيست.

وتُعد هذه المنشأة الأولى من نوعها لتجميع السيارات الكهربائية في إمارة أبوظبي، ويأتي الإعلان عنها في أعقاب التحديثات الأخيرة التي أصدرتها دائرة الطاقة – أبوظبي، والتي تهدف إلى تسريع تطوير البنى التحتية للسيارات الكهربائية في إطار إستراتيجية المركبات منخفضة الانبعاثات في أبوظبي.

وتتخذ “إن دبليو تي إن”، شركة تقنيات التنقل الخضراء التي تأسست عام 2016، من دولة الإمارات العربية المتحدة مقرا لها، وتهدف إلى توفير سيارات نقل ركاب ذكية تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتقدم تجارب متخصصة لمستخدميها.

وأعلنت الشركة في شهر أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي عن إنتاج أول سيارة من إنتاجها تحت اسم “رابدان 1” (Rabdan One)، وتحمل علامة “صُنع في الإمارات”.

شاركها.
Exit mobile version