أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا اليوم الخميس أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة وافق على استقالة رئيس مجلس إدارة المؤسسة فرحات بن قدارة نتيجة لظروف صحية طارئة حالت دون تمكنه من أداء مهامه ومسؤولياته بالشكل الأمثل.

وأضافت في بيان أن الدبيبة كلف مسعود سليمان موسى، عضو مجلس إدارة المؤسسة، بتولي مهام رئيس مجلس الإدارة مؤقتا.

وأكد البيان التزام المؤسسة الكامل بمواصلة العمل لضمان استقرار قطاع النفط وتعزيز دوره كركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.

وقال مصدر من مكتب بن قدارة لوكالة رويترز إن بن قدارة، الذي عُين في المنصب في يوليو/تموز 2022 خلفا لمصطفى صنع الله، تقدم باستقالته إلى الدبيبة 3 مرات في عام واحد لأنه أراد إجراء جراحة في الظهر ستتطلب أن يلزم الراحة لأشهر ولا يمكن تأجيلها.

وتدير المؤسسة الوطنية للنفط القطاع الفني لإنتاج النفط والغاز، بالإضافة إلى عدد من الشركات التابعة الأصغر حجما، في ليبيا العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وثالث أكبر منتج للنفط في شمال أفريقيا.

ومنذ سقوط معمر القذافي في ثورة شعبية عام 2011، تأثر إنتاج النفط في ليبيا مرارا بسبب قيام جماعات بإغلاق المنشآت، وذلك بهدف طلب منافع مادية في بعض الأحيان، وكوسيلة أيضا لتحقيق بعض الغايات السياسية في أحيان أخرى.

وفي منتصف الشهر الماضي كانت المؤسسة قد أعلنت حالة القوة القاهرة بعد تعرض عدد من خزانات مصفاة الزاوية (غرب طرابلس) لأضرار بالغة، بسبب اشتباكات بين مجموعات مسلحة في محيطها.

ومن آن لآخر، تعلن مؤسسة النفط حالة “القوة القاهرة” في أحد حقول النفط المنتشرة في مناطق مختلفة ومتمركزة في شرق البلاد، وغالبا بسبب مطالب احتجاجية متشابهة.

وحالة القوة القاهرة هي ظرف غير متوقع وغير قابل للسيطرة عليه، مثل الكوارث الطبيعية (الزلازل، الفيضانات)، الحروب، الاضطرابات المدنية، أو في هذه الحالة: الاشتباكات المسلحة. وعندما تحدث مثل هذه الأحداث، فإنها تعطل الأنشطة الطبيعية وتمنع الأفراد والشركات من الوفاء بالتزاماتهم العادية.

وتُعد مسألة التوزيع العادل لإيرادات النفط من أبرز الأزمات في ليبيا، إذ تتصارع الحكومة المعينة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد مع حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا للسيطرة على تلك الإيرادات.

وتسببت الصراعات الحادة في ليبيا، خلال السنوات الست الماضية، في انخفاض كبير في الصادرات النفطية، وتأخير خطط التوسع التي تستهدف رفع إنتاج النفط من مليون و214 ألف برميل يوميا إلى مليوني برميل في اليوم.

شاركها.
Exit mobile version