تعافت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء وسط اقتناص الصفقات بعد أن سجلت الأسعار أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوع في الجلسة السابقة، إذ تعزز الإقبال على المخاطرة بعد الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين على تقليص الرسوم الجمركية المتبادلة مؤقتا، مما قلص بدوره الإقبال على أصول الملاذ الآمن مثل الذهب.
وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.72% إلى 3258.29 دولارا للأوقية (الأونصة)، وسجل الذهب انخفاضا 2.7% في الجلسة السابقة.
وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.05% إلى 3261.70 دولارا.
وبعد مفاوضات استمرت يومين في جنيف، أعلنت الولايات المتحدة والصين تخفيضات في الرسوم الجمركية للأشهر الثلاثة المقبلة، وتم تخفيض الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات الصينية من 145% إلى 30%، وانخفضت الرسوم الجمركية الصينية على الواردات الأميركية من 125% إلى 10%، مما دعم الأسهم العالمية.
وكانت الولايات المتحدة والصين فرضتا رسوما جمركية متبادلة الشهر الماضي، الأمر الذي أثار حربا تجارية.
قال تيم ووترر كبير محللي الأسواق لدى “كيه سي إم تريد”: احتمالات تحسن العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عززت الإقبال على المخاطرة وبالتالي تراجع الطلب على الملاذ الآمن.
وينتظر المتعاملون تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي، المقرر صدوره في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، للحصول على مؤشرات جديدة بشأن مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).
وتتوقع السوق خفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 55 نقطة أساس هذا العام بدءا من سبتمبر/أيلول القادم.
وقال ووترر “إذا لم تسفر بيانات التضخم عن انخفاض، فقد يضعف ذلك زخم الدولار، مما قد يسهم في صعود الذهب في المستقبل”.
وعادة ما يميل الذهب، الذي ينظر إليه على أنه ملاذ آمن في أوقات الضبابية السياسية والاقتصادية، إلى الصعود في ظل أسعار الفائدة المنخفضة.
وكان أداء المعادن النفيسة الأخرى كالتالي:
- ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 1.62% إلى 33.13 دولارا للأوقية.
- ارتفع البلاتين 0.70% إلى 989.82 دولارا.
- صعد البلاديوم 0.05% إلى 950.06 دولارا.
النفط
استقرت أسعار النفط اليوم الثلاثاء بعد أن بلغت أعلى مستوى في أسبوعين، متأثرة بمخاوف حيال ارتفاع الإمدادات مع استمرار تأثير توقف الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وإشارات إلى احتمال التوصل إلى اتفاق طويل الأجل.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 8 سنتات أو 0.08% إلى 65.04 دولارا للبرميل، وزاد برميل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 7 سنتات أو 0.11% إلى 62.03 دولارا.
وكان الخامان القياسيان أنهيا جلسة أمس الاثنين على ارتفاع بنحو 1.5%، مسجلين أعلى مستوى إغلاق لهما منذ 28 أبريل/نيسان الماضي، وجاءت الزيادة في فترة اضطراب بأسواق النفط العالمية.
واتفقت الولايات المتحدة والصين على خفض الرسوم الجمركية الضخمة لما لا يقل عن 90 يوما، مما دفع الأسهم في وول ستريت والدولار وأسعار النفط إلى الارتفاع بشكل كبير أمس الاثنين.
وقال محللو “آي إن جي” في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى العملاء إن انحسار التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة يعد أمرا مفيدا، إلا أن حالة عدم اليقين لا تزال قائمة بشأن ما سيحدث خلال 90 يوما، وقد يستمر هذا الغموض في خلق ظروف غير مواتية للطلب على النفط.
ولا تزال نقاط الخلاف التي أدت إلى النزاع قائمة، والتي تشمل العجز التجاري الأميركي مع الصين ومطالبة الرئيس دونالد ترامب بكين بمزيد من الإجراءات للتصدي لأزمة الفنتانيل بالولايات المتحدة.
وكتب وانغ تاو كبير المحللين المعنيين بالشأن الصيني في بنك “يو بي إس”، في مذكرة للعملاء، “لا تزال ثمة حالة ضبابية شديدة بشأن مستقبل مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين في فترة التوقف المقبلة التي تستمر 90 يوما وما بعدها، نظرا للاختلافات الجوهرية بين الصين والولايات المتحدة بشأن بعض القضايا الأساسية”.
وتنظر الأسواق إلى ارتفاع الإمدادات باعتباره محركا رئيسيا لضعف أسعار النفط.
وقال محللو آي إن جي “رغم أن الطلب مصدر قلق رئيسي لسوق النفط، فإن زيادات المعروض من أوبك بلس تعني أن سوق النفط سيحظى بإمدادات جيدة خلال بقية العام”، مضيفين أن مدى تدفق الإمدادات إلى السوق سيعتمد على ما إذا كانت مجموعة أوبك بلس ستلتزم بخطط زيادات الإنتاج الحادة في مايو/أيار الحالي ويونيو/حزيران القادم.
وزادت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها إنتاج النفط بأكثر من المتوقع منذ أبريل/نيسان السابق، ومن المرجح أن يرتفع الإنتاج في مايو/أيار الجاري بنحو 411 ألف برميل يوميا.
ومع ذلك، أدت بعض المؤشرات على أن الطلب على الوقود المكرر لا يزال قويا للحد من انخفاض أسعار النفط.
وقال محللون في “جيه بي مورغان” في مذكرة “رغم تدهور توقعات الطلب على النفط الخام، لا يمكن إغفال الإشارات الإيجابية من أسواق الوقود. فرغم انخفاض أسعار النفط الخام العالمية بنسبة 22% منذ بلغت ذروتها يوم 15 يناير/كانون الثاني الماضي، فإن أسعار المنتجات المكررة وهوامش التكرير ظلت مستقرة”.