انخفضت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء مع تراجع جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن بفعل انحسار التوتر التجاري بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، في حين ينتظر المستثمرون بيانات اقتصادية أميركية لتقييم مسار سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).
وهبط الذهب في المعاملات الفورية 0.91% إلى 3312.62 دولار للأوقية (الأونصة)، وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.87% إلى 3318.5 دولار.
وقال خبير الأسواق في آي جي، ييب جون رونغ: “تحسنت بيئة المخاطر بشكل واضح في الآونة الأخيرة، مع دعم المشاركين في السوق للتفاؤل بأن أسوأ التوترات التجارية ربما تكون ولت وسط خطاب مشجع حول صفقات التجارة”
وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أمس الاثنين إن عددا من كبار الشركاء التجاريين للولايات المتحدة قدموا مقترحات “جيدة للغاية” لتجنب الرسوم الرسوم الجمركيةالأمريكية، ومن المرجح أن تكون الهند من أولى الدول التي تبرم اتفاقا.
وأضاف أن أحدث التحركات الصينية لإعفاء بعض السلع الأمريكية من رسوم جمركية مضادة أظهرت أن بكين تريد تهدئة التوتر التجاري مع الولايات المتحدة.
وستتحرك إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أيضا لتقليل تأثير الرسوم الجمركية على السيارات في وقت لاحق اليوم الثلاثاء من خلال تخفيف بعض الرسوم المفروضة على قطع الغيار الواردة من الخارج للسيارات المصنعة محليا.
لكن مخاطر انزلاق الاقتصاد العالمي إلى حالة ركود هذا العام لا تزال مرتفعة وذلك وفقا لخبراء في استطلاع لرويترز قال كثير منهم إن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب أضرت بالثقة في قطاع الأعمال.
وارتفع الذهب، وهو ملاذ تقليدي في حالات عدم الاستقرار السياسي والمالي، إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3500.05 دولار للأوقية الأسبوع الماضي بسبب تزايد حالة الضبابية.
ويترقب المستثمرون سلسلة من البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع، مع صدور تقرير فرص العمل في الولايات المتحدة في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، وتقرير نفقات الاستهلاك الشخصي غدا الأربعاء بينما يصدر تقرير الوظائف غير الزراعية الجمعة.
وقال رونغ: “من المرجح أن تحافظ الرياح الداعمة الهيكلية طويلة الأجل لأسعار الذهب على الاتجاه الصعودي الأوسع نطاقا، بدعم من المجال المتاح للتنويع المستمر للاحتياطيات بين البنوك المركزية في الأسواق الناشئة”.
النفط
انخفضت أسعار النفط الخام وسط تراجع توقعات المستثمرين بنمو الطلب جراء الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم.
ونزلت العقود الآجلة لخام برنت 1.35 دولار أو 2.13% لتسجل 64.41 دولار للبرميل، وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.31 دولار أو 2.10% مسجلة 60.77 دولار للبرميل.
وتراجع كلا الخامين القياسيين بأكثر من دولار أمس الاثنين.
وقالت كبيرة محللي السوق لدى فيليب نوفا، بريانكا ساشديفا: “تتابع الأسواق عن كثب المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهي تعلم أن تدهور العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم قد يدفع الاقتصاد العالمي نحو الركود”.
وأضافت: “سيظل انعدام الثقة بشأن الطلب في المستقبل وغياب المؤشرات الملموسة على انتعاش الطلب في الصين يلقيان بظلالهما على أسعار النفط”.
وقال معظم خبراء الاقتصاد في استطلاع لرويترز إن مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإعادة تشكيل التجارة العالمية بفرض رسوم جمركية على جميع الواردات زادت من مخاطر انزلاق الاقتصاد العالمي إلى حالة ركود هذا العام.
وردت الصين، التي تلقت أشد الرسوم، بفرض رسوم جمركية على السلع الأميركية، مما أشعل حربا تجارية بين أكبر بلدين في العالم استهلاكا للخام.
ودفع ذلك المحللين إلى خفض توقعاتهم للطلب على النفط وأسعاره بشكل حاد.
وخفض باركليز أمس الاثنين توقعاته لسعر برنت لعام 2025 بأربعة دولارات للبرميل، وعزا ذلك إلى تصاعد التوترات التجارية وتحول استراتيجية الإنتاج لمجموعة أوبك بلس كعوامل رئيسية وراء فائض في المعروض النفطي قدره مليون برميل يوميا هذا العام.
وأفادت مصادر الأسبوع الماضي بأن عددا من أعضاء أوبك بلس، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، سيقترحون تسريع زيادة الإنتاج للشهر الثاني على التوالي في يونيو/ حزيران.
وقال محلل أسواق النفط فيليب فيرليغر في مذكرة “من المحتمل حدوث انخفاض كبير في أسعار النفط إذا عززت الدول المصدرة إنتاجها”.
في غضون ذلك، من المرجح أن تكون مخزونات النفط الخام الأميركية ارتفعت بنحو 500 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 15 أبريل/ نيسان.
ومن المقرر أن ينشر معهد البترول الأميركي تقديراته لمخزونات النفط الأميركية في وقت لاحق اليوم الثلاثاء على أن تصدر الأرقام الرسمية من إدارة معلومات الطاقة غدا الأربعاء.