مع اقتراب عيد الأضحى، يشهد سوق الماشية في الصومال زيادات كبيرة في الأسعار، بسبب ارتفاع الطلب وأنشطة التصدير. وبحسب تقرير لوكالة الأناضول، فإن الصومال، الذي يحتل المرتبة الأولى عالميا في أعداد الماشية، يشهد بيع الماعز والأغنام والجمال بأسعار مرتفعة، مما يؤثر على المشترين المحليين.
ثروة الصومال الحيوانية
وتمتلك الصومال نحو 56 مليون رأس من الماشية، منها 13.6 مليون خروف، و30.9 مليون ماعز، و5.3 ملايين بقرة، و7.1 ملايين جمل، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو).
وأشار عبد الله بريس، سمسار الماشية في أفجوي، إلى أن الأسواق في المدن الكبرى حاليا “مزدحمة ومليئة بالماشية المتنوعة” مع وصول الحيوانات من القرى المجاورة.
وأوضح بريس أن لدى المواطنين “فرصة مواتية لاقتناء الأضاحي لكثرة المواشي القادمة المعروضة في المدينة”.
ارتفاع الأسعار وصعوبات الشراء
وكان الارتفاع ملحوظا في أسعار الماشية، حيث أفادت حليمة يحيى، البائعة في سوق رادار للماشية في مقديشو، أن أسعار الماعز والأغنام تتراوح بين 130 و200 دولار للرأس، في حين تتراوح أسعار الأبقار والعجول من 400 إلى 700 دولار. وتعتبر الجمال باهظة الثمن بشكل خاص، حيث تتراوح أسعارها من 1076 دولارا إلى 1115 دولارا.
وتؤدي هذه التكاليف المرتفعة إلى إرهاق ميزانيات العديد من الأسر.
وأعربت شمسة علي حسن، أم لثمانية أطفال، عن قلقها من تفويت فرصة شراء الأضحية هذا العام بسبب تأخر الرواتب وارتفاع الأسعار. وقالت بأسف: “كان زوجي يذبح 3 خراف كل عام، لكنه يواجه هذا العام صعوبات مالية”.
وبالمثل، أعرب محمد عريس من باطيري عن مخاوفه قائلا “كنت أشتري الأغنام كل عام، لكن هذه المرة أشعر بالقلق بشأن ما أريده من الأضاحي بسبب ارتفاع الأسعار”.
محركات الأسعار
وعزا تاجر الماشية هارون محمد بوحو ارتفاع الأسعار إلى الصادرات، خاصة إلى السعودية ودول الخليج الأخرى. وقال “إن تصدير معظم الماشية إلى الخارج يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الأضاحي”.
وكرر محمود عراي، وهو تاجر آخر، هذا الشعور، مضيفًا أن اندفاع المنظمات الخيرية لشراء الماشية لتوزيع المساعدات يزيد من تفاقم ارتفاع الأسعار.
وبالنسبة للعديد من سكان الريف، يمثل عيد الأضحى فرصة مربحة لبيع مواشيهم بأسعار مرتفعة في أسواق المدن. وشارك التاجر محمود غيلي، رحلته من إيل واق إلى مقديشو، حيث قطع مسافة 640 كيلومترا سيرا على الأقدام مع جماله. وأوضح أن “ارتفاع أسعار الماشية مرتبط بتصرفات القرويين والريفيين الذين يترقبون موسم عيد الأضحى لتحقيق أرباح كبيرة”.
وأكد غيلي اعتماد أصحاب الماشية اقتصاديا على بيع حيواناتهم في الأسواق المحلية أو تصديرها للخارج مقابل العملة الصعبة.َ