تمكنت شركات التكنولوجيا العملاقة من الانتعاش مجدداً خلال الربع الأول من عام 2023، رغم التباطؤ الاقتصادي العالمي، إذ تجاوزت إيراداتها وأرباحها توقعات السوق، بفضل لجوئها إلى عمليات صرف جماعي وإصدارها عدداً من المنتجات المتطورة.

وتجاوزت نتائج “أبل” التي نشرتها الشركة توقعات المحللين بصورة كبيرة، إذ بلغت إيرادات المجموعة الأميركية نحو 95 مليار دولار بين يناير ومارس، فيما وصلت أرباحها الصافية إلى 24 مليار دولار.

وشهدت مبيعات هواتف “آيفون” ارتفاعاً بسيطاً على أساس سنوي لتصل إلى 51,33 مليار دولار، في نتيجة تجاوزت توقعات المحللين أيضاً، بينما انخفض الطلب على الأجهزة الالكترونية بشكل كبير بسبب التضخم.

إلى ذلك، ارتفع نشاط الخدمات التي توفرها الشركة (موسيقى، ترفيه، تخزين عبر الإنترنت، مدفوعات…) بشكل طفيف على أساس سنوي، محققاً نحو 21 مليار دولار في الربع الثاني من سنتها المالية المتعثرة.

ونقل بيان عن رئيس “أبل” تيم كوك قوله “نحن سعداء لأننا حققنا رقماً قياسياً لناحية الخدمات ونتيجة قياسية أخرى لمبيعات +آيفون+ خلال الربع الثاني من السنة (…) إنّ أبرز أجهزتنا النشطة وصلت إلى أعلى مستوياتها”.

وقال خلال مكالمة عبر الهاتف مع المحللين “حققنا عائدات قياسية عبر +أبل ستور+ (متجر تطبيقات هواتف +آيفون+)”، لافتاً إلى أنّ “أكثر من 975 مليون اشتراك مدفوع” سُجّل لخدمات توفرها “أبل”.

وأشار المحلل في شركة “ويدبوش سيكيوريتيز” دان ايفز إلى أنّ “+أبل+ شجّلت نقاطاً كثيرة في الربع الفائت”، لافتاً إلى انّ التقدم الذي شهدته نتائج “آيفون” يظهر أنّ الشركة “تواصل كسب حصة من السوق في الصين رغم الاوضاع الاقتصادية السيئة.

وشهدت عائدات مجموعة “كوبرتينو” وصافي أرباحها انخفاضاً طفيفاً على أساس سنوي، إلا أنّ السوق توقعت نتائج أسوأ.

فالطلب على الأجهزة الإلكترونية الذي ارتفع كثيراً خلال فترة الجائحة والحجر الصحي المرتبط بها، قد انخفض خلال الأشهر الأخيرة بسبب التضخم.

وفي النصف الثاني من العام 2022، تراجعت مبيعات الهواتف المحمولة في مختلف أنحاء العالم إلى أدنى مستوى لها منذ العام 2014، بحسب شركة “كاناليس”.

وكان المحلل لدى “كاناليس” لو شوان تشيو أشار في أواخر كانون الثاني/يناير إلى أنّ “الشعبية التي تحظى بها أجهزة +آيفون لناحية تمتعها بميزة الاحترافية تساعد +أبل+ على زيادة حصتها في السوق، رغم الضغوط التي يشهدها الطلب”.

وذكر أنّ “الصعوبات غير المتوقعة في الإمدادات المرتبطة بهذه الأجهزة دفعت +أبل+ إلى تسريع عملية التنويع للتخفيف من تأثير هذه المشكلة”.

وكانت “أبل” أطلقت خلال الشهر الفائت حساب توفير بمعدلات فائدة مرتفعة (4,15% على أساس سنوي مقارنة بـ0,37% كمتوسط في الولايات المتحدة) لحاملي بطاقات “أبل كارد” التي باتت مُتاحة في الأسواق عام 2019. وتم إيداع نحو 990 مليون دولار في هذه الحسابات خلال الأيام الأربعة الأولى، بحسب مجلة “فوربس”.

وتراجعت مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية في بداية العام، فيما لم تنجُ من هذا التراجع أجهزة “ماك” من “أبل”، إذ حققت عائدات بـ7,2 مليار دولار خلال الربع الفائت، مقارنة بـ10,4 مليار دولار في الفترة نفسها من السنة الفائتة.

خلال الأسبوع الفائت، طمأنت كل من “ألفابت” (جوجل) و”مايكروسوفت” و”ميتا” (فيسبوك وانستغرام وواتساب) و”أمازون” الأسواق بنتائج ربع سنوية أفضل من المتوقع، رغم التباطؤ في نموها.

وعلى الرغم من تخفيض المعلنين ميزاتياتهم، ارتفعت عائدات شركتي “ميتا” و”جوجل” في مجال الإعلان الرقمي بشكل طفيف على أساس سنوي، لتصل إلى نحو 70 مليار دولار (جوجل) و29 مليار دولار (ميتا).

ولاقت قرارتهما بالاستغناء غن خدمات عد كبير من الموظفين استحسان المستثمرين، تماماً كخطة “أمازون” التي قررت التخلي عن 27 ألف وظيفة.

وتجاوزت إيرادات شركة التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية 127 مليار دولار، مع تسجيلها زيادة بثلاثة مليارات دولار عن النتيجة المتوقعة.

وأسعدت “مايكروسوفت” بورصة وول ستريت بإيرادات مدعومة بالحوسبة السحابية. وتستفيد المجموعة من النجاح الذي حققته في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال دمجها في خدماتها أدوات ابتكرتها شركة “أوبن ايه آي” الناشئة التي أطلقت برنامج “تشات جي بي تي”.

وكان المحلل دان ايفز أشار خلال الأسبوع الفائت إلى أنّ “بيئة الاقتصاد الكلي ليست مزدهرة لكنّ التكنولوجيا تخطتها بشكل أفضل مما توقعه جميع المتشائمين”، مضيفاً “مع خفض التكاليف والرسملة السوقية الضخمة كشبكة أمان، نتوقّع أن يتخطى القطاع العاصفة بسهولة أكبر من القطاعات الأخرى”.

 

عمالقة التكنولوجيا في تأهب لمعركة الذكاء الاصطناعي

 

شاركها.
Exit mobile version