أظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن ومنصة كبلر لمعلومات التجارة العالمية أن أربع ناقلات نفط على الأقل حولت مسارها من البحر الأحمر منذ الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا البارحة الأولى على أهداف للحوثيين المتمردين في اليمن.
وشوهدت الناقلات تويا وديانا-آي وستولت زولو ونافيجيت برايد إل.إتش.جيه وهي تستدير في منتصف الرحلة لتجنب البحر الأحمر أمس، وفقا لبيانات تتبع السفن من الشركتين.
وأظهرت البيانات أن إحداها وهي تويا، ناقلة الخام الضخمة القادرة على حمل ما يصل إلى مليوني برميل من النفط، كانت فارغة. أما السفن الثلاث الأخرى فهي ناقلات وقود.
وقالت مجموعة تورم الدنماركية للنقل البحري أمس: إنها قررت إيقاف جميع عمليات الإبحار عبر جنوب البحر الأحمر مؤقتا.
ورحبت شركتا شحن كبيرتان هما ميرسك وهاباج لويد بالإجراءات التي تهدف إلى تأمين المنطقة لكن الشركتين لم تصلا لحد القول إن كانت الضربات الأمريكية البريطانية ستكون كافية لعودة العمليات الملاحية المؤدية لقناة السويس وهو الطريق الأسرع بين آسيا وأوروبا وتمر منه نحو 12 في المائة من ناقلات الحاويات في العالم.
وأفادت شركة الشحن البحري الألمانية هاباج-لويد بأن الهجمات على السفن في البحر الأحمر تسببت في تكبيدها تكاليف إضافية شهرية تقدر بعشرات الملايين من اليوروهات.
وقال متحدث باسم المجموعة أمس: إن الهجمات “تؤثر في الصناعة بأكملها وعلينا نحن أيضا بشكل كبير”. وأضاف “نرحب بالإجراءات التي تجعل المرور عبر البحر الأحمر آمنا مرة أخرى”.
وسفن أكبر شركة شحن حاويات في ألمانيا تتجنب المرور عبر قناة السويس منذ ديسمبر.
وقال المتحدث باسم الشركة: إن التأخيرات الناجمة عن التحويل عبر رأس الرجاء الصالح هائلة، وأوضح أن هذا التحويل أدى إلى تأخير الرحلات “إلى الولايات المتحدة بمقدار أسبوع إضافي، وإلى أوروبا بمقدار أسبوعين إضافيين، وإلى شرق البحر الأبيض المتوسط بمقدار 18 يوما إضافيا”، لافتا إلى أن عدد السفن التابعة لهاباج-لويد بما في ذلك شركات أخرى تأثرت بهذه التأخيرات، بلغ 183 سفينة.
وقال: إن التكاليف الناجمة عن ذلك تقدر بمبلغ يتألف من رقمين كبيرين من ملايين اليوروهات كل شهر، وتابع المتحدث “سيتم اتخاذ القرار بشأن كيفية وما إذا كنا سنستمر الإثنين المقبل”.
وصدر تحذير لصناعة الشحن البحري العالمية بأن تتجنب مؤقتا المرور في مضيق باب المندب بعد القصف الأمريكي البريطاني.
وقالت مجموعة إنترتانكو التجارية التي تمثل أصحاب ناقلات النفط والكيماويات والغاز: إن القوات البحرية المشتركة من أساطيل 39 دولة، بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، قالت: إنه يجب على كل السفن الابتعاد “كثيرا” عن باب المندب.
كما وردت المذكرة على الموقع الإلكتروني لإحدى شركات تأمين الشحن الكبرى.
وكان تحليل أجرته “رويترز” لبيانات تتبع السفن أظهر أن حركة ناقلات النفط والوقود في البحر الأحمر كانت مستقرة في ديسمبر رغم أن عديدا من سفن الحاويات غيرت مساراتها بسبب الهجمات.
وأدت الهجمات إلى ارتفاع تكاليف الشحن وأقساط التأمين ارتفاعا حادا، لكن تأثيرها على تدفقات النفط جاء أقل من المخاوف مع استمرار شركات الشحن في استخدام الممر الرئيس بين الشرق والغرب.
ولم تحدث التكاليف الإضافية فرقا كبيرا بالنسبة لمعظم شركات الشحن حتى الآن لأن تكلفة استخدام البحر الأحمر لا تزال في متناول الجميع، مقارنة بإرسال البضائع حول إفريقيا. لكن الوضع يستحق المراقبة مع قيام بعض شركات النفط مثل بي بي وإكوينور بتحويل الشحنات إلى المسار الأطول. وقال خبراء: إن زيادة تكاليف الشحن ستزيد على الأرجح صادرات الخام الأمريكي إلى بعض المشترين الأوروبيين.
وقالت ميشيل ويز بوكمان، محللة الشحن في لويدز ليست: “لم نشهد حقا عرقلة حركة الناقلات التي كان يتوقعها الجميع”.
وكانت هناك 76 ناقلة محملة بالنفط والوقود في المتوسط يوميا في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن في ديسمبر، وهي المنطقة القريبة من اليمن، التي شهدت الهجمات. ويقل هذا العدد بمقدار سفينتين فقط عن متوسط نوفمبر وبواقع ثلاث سفن فقط عن المتوسط خلال أول 11 شهرا من عام 2023، وفقا لبيانات من خدمة ماري تريس لتتبع السفن.
ورصدت خدمة كبلر المنافسة لتتبع السفن عبور 236 سفينة يوميا في المتوسط في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن بأكملها في ديسمبر، وهو ما يزيد قليلا على المتوسط اليومي البالغ 230 سفينة في نوفمبر.
وذكرت ويز بوكمان أن التكلفة الإضافية للإبحار عبر طريق رأس الرجاء الصالح حول إفريقيا بدلا من المرور عبر البحر الأحمر ستجعل رحلات توصيل النفط أقل ربحية.
وأضافت “وبالتالي، ستحاول وستمضي قدما”.
وتضاعفت أسعار التأجير تقريبا منذ بداية ديسمبر، وفقا لبيانات من شركة مارهلم لتحليل بيانات السفن. وتصل تكلفة شحن النفط على متن ناقلات سويزماكس إلى نحو 85 ألف دولار يوميا. ويمكن أن تحمل هذه الناقلات ما يصل إلى مليون برميل. وتبلغ تكلفة شحن النفط على متن سفن أفراماكس، التي يمكنها نقل 750 ألف برميل، 75 ألف دولار في اليوم.
وانخفضت حركة الناقلات في منطقة جنوب البحر الأحمر لفترة وجيزة بين 18 و22 ديسمبر، لمتوسط 66 ناقلة، لكن الحركة استؤنفت بعد ذلك، وفقا لخدمة ماري تريس لتتبع السفن.
أبرزها “تويا” صاحبة المليوني برميل .. ناقلات نفط تغير مسارها من البحر الأحمر
مقالات ذات صلة
مال وأعمال
مواضيع هامة
النشرة البريدية
اشترك معنا في خدمة النشرة البريدية ليصلك اخر الاخبار المحلية والعالمية مباشرة الى بريدك الإلكتروني.
2024 © أيام جدة. جميع حقوق النشر محفوظة.