ذكر تقرير “ريج زون” النفطي الدولي، أن أسعار النفط تأثرت للأسبوع الثالث على التوالي بتزايد المخاوف بشأن الطلب العالمي وتراجع علاوة المخاطرة الناجمة عن الحرب في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار التقرير إلى أن المتداولين تجاوزوا البيانات الضعيفة لثقة المستهلك الأمريكي، التي أظهرت أن توقعات التضخم على المدى الطويل وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 12 عاما ومع ذلك فإن المخاوف بشأن تراجع الطلب وارتفاع العرض قد يؤديان إلى تراجع طويل المدى في أسعار النفط الخام.
ارتفعت أسعار النفط بنحو 2 في المائة، في ختام تداولات الأسبوع مع تأكيد العراق ‏التزامه بمستويات الإنتاج التي حددها تحالف “أوبك +” وذلك قبل اجتماع وزاري موسع سيعقده ‏تحالف “أوبك +” بعد أسبوعين لكن الأسعار سجلت انخفاضا أسبوعيا قدره 4 في المائة.‏ ونقل التقرير عن بنك “أوف كندا” تأكيده أنه يبدو أن سوق العقود الآجلة في منطقة ذروة البيع وعلى الرغم من أنه قد يكون هناك بعض الاتجاه الصعودي غير المتماثل على المدى القصير لأسعار النفط الخام إلا أن المخاوف المتزايدة بشأن تباطؤ الطلب قد تكون كافية لتخفيف الحماس لارتفاع كبير خلال الأسابيع المقبلة.
وأبرز انخفاض خام غرب تكساس الوسيط بنحو 13 في المائة، في الأسابيع الثلاثة الماضية – بما في ذلك انخفاض بنسبة 4.2 في المائة، هذا الأسبوع – بسبب إشارات الاستهلاك الهبوطية من الصين والولايات المتحدة وأوروبا، وفي الوقت نفسه تظل التدفقات من الشرق الأوسط غير متأثرة بالحرب في غزة على الرغم من المخاوف المتزايدة من احتمال نشوب صراع على جبهتين.
وأوضح أن منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” توقعت في فترة سابقة انخفاضا غير مسبوق في المخزونات، مشيرا إلى أن الاهتمام تحول حاليا نحو تباطؤ قطاع التكرير في الصين وارتفاع أسعار الفائدة على نحو عنيد في الولايات المتحدة.
وعد التقرير أن الديزل – وهو الوقود الرئيس الذي يغذي الاقتصاد – أصبح أحدث عائق على نمو الطلب على النفط، حيث تراجعت العقود الآجلة الأمريكية بنحو 6.2 في المائة في الأسبوع الماضي وينعكس هذا التراجع في أوروبا، حيث أدى انخفاض النشاط الصناعي والاقتصادي في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا إلى تراجع حاد في استهلاك الوقود.
ونوه إلى التدهور السريع في معنويات الطلب في أسواق النفط الأمريكية. ويأتي هذا التحول مع ارتفاع الإنتاج الأمريكي إلى مستوى قياسي وارتفاع المخزونات في أكبر مركز تخزين في البلاد من مستويات منخفضة للغاية.
من جانبه، ذكر تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي، أن أسعار النفط الخام واصلت تراجعها في ختام الأسبوع الماضي مع تزايد المخاوف بشأن الطلب وتراكم المخزونات ما أدى إلى تفاقم المعنويات الهبوطية، لكن الظروف الجيوسياسية قد تتغير الأمور بسرعة.
وأضاف التقرير أنه تحت وطأة تراكم المخزونات والبيانات الاقتصادية الصينية الأضعف من المتوقع وتباطؤ الطلب المادي الناتج عن الارتفاع الكبير في تكاليف الشحن واجهت أسعار النفط صعوبات في ختام الأسبوع الماضي، حيث سجل خام برنت انخفاضا قدره خمسة دولارات للبرميل على أساس أسبوعي ليستقر عند التسوية عند نحو 80 دولارا للبرميل.
وأفاد أنه مع تحول المعنويات نحو توقعات أكثر هبوطية لسوق النفط الخام ستتجه كل الأنظار إلى اجتماع وزراء تحالف “أوبك +” الذي يجتمع مرة أخرى بعد توقف طويل في 26 نوفمبر في فيينا.
وسلط التقرير الضوء على إعلان السعودية التزامها بتخفيضات طوعية لإنتاج النفط الخام بمقدار مليون برميل يوميا تستمر حتى نهاية العام على الأقل مما يقدم دعما صعوديا للغاية بالنسبة للنفط، مضيفا أن نقص العرض كان هو الموضوع الرئيس في السوق من يونيو إلى سبتمبر الماضيين، حيث ارتفع سعر النفط الخام بأكثر من 30 في المائة، لذا فإن التأكيد على نقص العرض في المستقبل يجب أن يكون صعوديا.
أما تقرير وكالة “بلاتس” الدولية للمعلومات النفطية فنقل عن مسؤولين حكوميين أن الهند تستكشف خيارات لتنويع مشترياتها النفطية بما في ذلك إمكانية تسلم شحنات من فنزويلا حيث أدى ارتفاع الأسعار العالمية إلى انخفاض واردات البلاد من النفط الخام إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر.
وأشار إلى تأكيد هارديب سينج بوري وزير النفط الهندي أنه من الجيد دائما أن يأتي مزيد من الإمدادات إلى السوق، موضحا أن الهند ستشتري من أي مكان نستطيع فيه الحصول على نفط أرخص، مؤكدا انخفاض واردات الهند من الخام 6.9 في المائة، في سبتمبر إلى 17.42 مليون طن متري (4.3 مليون برميل يوميا).
وعد التقرير أن انخفاض واردات النفط الخام للشهر الرابع على التوالي يرجع إلى ارتفاع أسعار الخام وانخفاض الطلب المحلي بسبب عوامل مثل الرياح الموسمية، متوقعا أن ترتفع واردات الهند من النفط الخام في الربع الأخير من العام متأثرة بالطلب الاحتفالي الموسمي في ثالث أكبر اقتصاد في آسيا مشيرا إلى أن الهند تراقب أيضا عن كثب التوترات الجيوسياسية المستمرة في الشرق الأوسط.
وذكر التقرير أن الهند نوعت مصادرها لاستيراد الخام مما يصل إلى 39 دولة، كما أعربت وزارة الطاقة هناك عن أملها في أن تضيف فنزويلا مجددا إلى قائمة الموردين الثابتين للبلاد مع ضرورة توافر السعر المعقول.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط بنحو 2 في المائة، في ختام تداولات الجمعة مع تأكيد العراق ‏التزامه بمستويات الإنتاج التي حددها تحالف “أوبك +”، وذلك قبل اجتماع سيعقده ‏التحالف بعد أسبوعين، لكن الأسعار سجلت انخفاضا أسبوعيا قدره 4 في المائة.‏ وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.42 دولار بما يعادل 1.8 في المائة، لتسجل عند ‏التسوية 81.43 دولار للبرميل، وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.43 ‏دولار أو 1.9 في المائة، إلى 77.17 دولار عند التسوية.‏
وتكبد الخامان ثالث خسارة أسبوعية على التوالي للمرة الأولى منذ مايو.‏
وقال محللون لدى كومرتس بنك “المخاوف بشأن الطلب حلت محل الخوف من ‏اضطرابات الإنتاج بسبب الصراع في الشرق الأوسط”.‏ وزادت البيانات الاقتصادية الصينية الضعيفة هذا الأسبوع من المخاوف بشأن تعثر ‏الطلب. وعلاوة على ذلك، طلبت المصافي في الصين، أكبر مشتر للنفط الخام، ‏إمدادات أقل لديسمبر‏.
‏ ويجتمع تحالف “أوبك +”، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاء ‏من بينهم روسيا، في 26 نوفمبر الجاري.‏ وقالت وزارة النفط العراقية إن بغداد ملتزمة باتفاق “أوبك +” بشأن تحديد مستويات ‏الإنتاج.‏ وقالت هيليما كروفت المحللة لدى “آر.بي.سي كابيتال ماركتس” إن احتمالات تمديد ‏السعودية خفض إنتاجها إلى الربع الأول من 2024 “تتزايد بالتأكيد نظرا ‏لتجدد مخاوف الأسواق بشأن الطلب الصيني والتوقعات الأوسع للاقتصاد الكلي”.‏ من جانب آخر.. ذكر تقرير شركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر، أن إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة انخفض بمقدار حفارين هذا الأسبوع بعد انخفاضه بمقدار سبعة الأسبوع الماضي مع انخفاض عدد منصات النفط النشطة إلى أدنى مستوى له منذ 28 يناير الماضي.
ونوه إلى انخفاض إجمالي عدد منصات الحفر إلى 616 منصة هذا الأسبوع. وحتى الآن هذا العام قدرت الشركة خسارة 163 منصة حفر نشطة، حيث يبلغ عدد منصات الحفر لهذا الأسبوع 459 منصة أقل من عدد منصات الحفر في بداية 2019 قبل الوباء.
ولفت إلى انخفاض عدد منصات النفط بمقدار منصتين إلى 494، بانخفاض 127 حتى الآن في 2023، وهو أدنى مستوى منذ يناير 2022 بينما بقى عدد منصات الغاز على حاله هذا الأسبوع عند 118، بخسارة 38 منصة للغاز النشط منذ بداية العام، كما ظلت الحفارات المتنوعة على حالها.
وأفاد التقرير ببقاء عدد منصات الحفر في حوض بيرميان على حاله هذا الأسبوع، وهو الآن أقل بـ40 منصة من الوقت نفسه من العام الماضي، بينما بقي عدد منصات الحفر في إيجل على حاله، وهو أقل بـ20 منصة مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.

شاركها.
Exit mobile version