استمرت أسعار النفط الخام في تقلباتها انتظارا لمؤشرات جديدة، بعد قرار تحالف “أوبك +” تأجيل الاجتماع الوزاري المشترك إلى الخميس المقبل، فيما يواجه القطاع ضغوطا هبوطية جراء التحول الملحوظ في البيانات الأساسية في الولايات المتحدة، الذي أعقبته بيانات ضعيفة للغاية في أوروبا والصين.
ويقول لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون “إن التوقعات الاقتصادية المتشائمة دفعت الأسواق ذات التطلعات المستقبلية إلى التسعير بانخفاض الطلب على النفط”، إذ يرجح أن ينكمش الاقتصاد العالمي في الأشهر والأرباع المقبلة.
وذكروا أن اجتماع أوبك وحلفائها “أوبك +” كان مقررا له الأحد المقبل، وسط تزايد التكهنات بتخفيضات ممتدة في الإمدادات، ما يؤدي عادة إلى ارتفاع أسعار النفط وقد تم تأجيله إلى 30 نوفمبر لمزيد من التشاور والتوافق على الخطوات المقبلة في سياسات الإنتاج.
وفي هذا الإطار، يقول هيرويوكي كينوشيتا المحلل الياباني ومختص شؤون المصارف والطاقة “إن أسعار النفط الخام تحت ضغوط متباينة ومتضادة من عوامل قوية في الاتجاهين، لكن دون شك تم وضع مزيد من الضغوط الهبوطية على أسعار النفط عندما أبلغت إدارة معلومات الطاقة عن زيادة كبيرة في مخزونات النفط الخام الأمريكية”.
ونوه بأن الاتجاه الهبوطي يدعم مع الإعلان عن تأجيل اجتماع وزراء “أوبك +”، موضحا أنه منذ يونيو الماضي وافقت “أوبك +” على الحد من الإنتاج حيث قامت السعودية بخفض الإنتاج طوعا بمقدار مليون برميل يوميا ثم تمديد هذا الالتزام حتى نهاية هذا العام.
أما أندرو موريس مدير شركة بويري الدولية للاستشارات فيشير إلى توقع “سيتي جروب” عدم حدوث مفاجآت في اجتماع “أوبك +” المقبل، حيث من المرجح أن تمدد السعودية تخفيضاتها الطوعية البالغة مليون برميل يوميا لشهر آخر كما من المرجح أن تلتزم بقية دول أوبك على الأرجح بحصصها الحالية.
وذكر أن توقعات تشير بأن تقوم “أوبك +” بتعميق التخفيضات في اجتماعها المقبل أدت إلى الضغط الهبوطي على أسعار النفط في وقت سابق من هذا الأسبوع، كما أن تأجيل الاجتماع أضاف مزيدا من الترقب في الأسواق.
من جانبه، ذكر مفيد ماندرا نائب رئيس شركة “إل إم إف” النمساوية للطاقة أن أسعار النفط الخام بالفعل تحت ضغوط زيادة كبيرة في المخزون قدرها 8.7 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 17 نوفمبر، لافتا إلى تأكيد محللين دوليين أن تجارة النفط الخام ستظل متقلبة في الأغلب حتى نرى ما سيفعله “أوبك +”.
وأبرزت توقعات تقارير دولية هذا الأسبوع زيادة في المعروض في سوق النفط في 2024 حتى لو مددت “أوبك +” تخفيضاتها الحالية، مشيرة إلى أن مخزونات النفط العالمية عند مستويات منخفضة في الوقت الحالي، ما يعني أن السوق تواجه خطر زيادة التقلبات إذا كانت هناك مفاجآت على جانب الطلب أو جانب العرض.
بدورها، تقول ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة أفريكان إنجنيرينج الدولية “إن التقلبات التي تشهدها سوق النفط منذ الأسبوع الماضي تكشف عن مدى صعوبة استقرار الأسعار على الرغم من الأساسيات الداعمة”، وذلك بحسب أحدث بيانات بنك ستاندرد تشارترد.
ولفتت إلى أن السوق مدفوعة في المقام الأول بالتقلبات الكبيرة في المعنويات الكلية والتغيرات المرتبطة بها في مراكز المضاربة، لافتة إلى أهمية اجتماع وزراء “أوبك +” المقبل، من أجل مناقشة السياسة وظروف سوق النفط حتى عام 2024.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 0.74 في المائة إلى 81.35 دولار للبرميل. كما انخفضت عقود الخام الأمريكي بنسبة 0.62 في المائة عند 76.61 دولار للبرميل. ومن المتوقع أن تبقى التداولات هادئة في ظل العطلة المقبلة في أمريكا.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 84.46 دولار للبرميل يوم الأربعاء مقابل 84,75 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب ارتفاعات سابقة، وإن السلة خسرت بضعة سنتات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 84.82 دولار للبرميل”.

شاركها.
Exit mobile version