تنطلق اليوم الخميس أعمال الاجتماع الـ 187 لمؤتمر “أوبك” والاجتماع الـ51 للجنة المراقبة الوزارية المشتركة والاجتماع الوزاري الـ 36 لـ”أوبك” وخارجها افتراضيا وسط ترقب واسع من السوق النفطية لمعرفة مستجدات السياسة الإنتاجية للمجموعة.
وتوقع محللون نفطيون في تصريحات لـ”الاقتصادية” أن يتوصل أعضاء “أوبك +” عن توافق بشأن حصص الإنتاج لعام 2024، لافتين إلى أن أي تخفيضات إضافية من شأنها أن تدعم أسعار النفط في حين أن أي زيادة في الإنتاج ستضغط على السعر أكثر للانخفاض.
ورأوا أن أمام “أوبك+” مهمة صعبة لتحقيق التوازن بين رغبات الأعضاء، بينما لا تزال التوقعات الفنية للخام الأمريكي سلبية مع إغلاق السعر الفوري الحالي عند أدنى مستوى آخر منذ عدة أشهر، لافتين إلى أن خام برنت ارتفع مجددا مع تعطل صادرات النفط والمنتجات من ميناء نوفوروسيسك الروسي بسبب عواصف، بينما تستمر السوق في متابعة مستوى المخزونات واجتماع “أوبك +”.
وفي هذا الإطار، يقول مارتن جراف، مدير شركة “إنرجي شتايرمارك” النمساوية للطاقة إنه رغم بعض العوامل الهبوطية، فإن معنويات السوق إيجابية، حيث كانت عودة الطلب على وقود الطائرات سمة مميزة للطلب على الخام هذا العام، كما سجلت الهند أخيرا أعلى أرقام استهلاك الكيروسين منذ مارس 2020 عند 177 ألف برميل يوميا.
وأوضح أنه بحسب بيانات وإحصائيات دولية كان وقود الطائرات أكبر فئة من المنتجات، التي تنمو هذا العام، حيث أضاف أكثر من 900 ألف برميل يوميا على أساس سنوي ليصل إلى أعلى قراءة سنوية بعد الوباء تبلغ 6.2 مليون برميل يوميا مدعوما إلى حد كبير بارتفاع نشاط الطيران الآسيوي.
من جانبه، يقول سلطان كورالي، المحلل الألباني، ومختص شؤون الطاقة والمصارف إن العواصف التي تسد محطات التصدير الروسية أضافت بعض الصعود إلى الأسعار، حيث يفكر منتجو النفط في كازاخستان في خفض الإنتاج لتجنب امتلاء صهاريج التخزين.
وأشار إلى تمسك “أوبك” باستراتيجية تعمل على توازن واستقرار السوق، وهي تدعو جميع المنظمات الدولية المعنية بالطاقة إلى الاهتمام بقضايا مثل أمن الطاقة والقدرة على تحمل التكاليف ودعم الاستثمار في موارد الطاقة التقليدية.
ويرى، جوران جيراس، مساعد مدير بنك “زد إيه إف” في كرواتيا أن هناك طلبا صحيا بما فيه الكفاية على البراميل النفطية السعودية في آسيا على الرغم من ظهور إمدادات قوية جديدة وزيادات مؤثرة من إنتاج كل من الولايات المتحدة وجيانا وبحر الشمال.
ورجح أن يظل العرض من النفط الخام محدودا في المستقبل المنظور، موضحا أن التوقعات الساحقة للمحللين والتجار بشأن اجتماع وزراء الطاقة في تحالف “أوبك +” هي أن السعودية وروسيا بالتنسيق مع بقية المنتجين سيمدون تخفيضات الإنتاج حتى 2024 باعتبارها ضرورة في ظل ظروف السوق الراهنة.
أما ليندا تسيلينا، مدير المركز المالي العالمي المستدام، فتقول إن التخفيضات الإضافية المحتملة من تحالف “أوبك +” ومدة التخفيضات السعودية الإضافية الجديدة ستلعب على ما يبدو دورا كبيرا في تحريك مسار أسعار النفط الخام على المدى القصير.
وعدت أن التخفيضات الأحادية الأعمق تؤدي إلى دعم الأسعار على المدى القريب، ولكنها تخاطر بإعادة إشعال شهية منتجي النفط الصخري بعدما تمكنوا من إيجاد بيئة تكلفة رأسمالية انكماشية، مشيرا إلى سعي كبار المنتجين في اجتماع اليوم إلى زيادة تقاسم أعباء خفض الإنتاج مع بقية أعضاء تحالف “أوبك +”.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس، لتواصل حصد المكاسب من الجلسة الثانية على التوالي، وسط مخاوف من نقص الإمدادات، وذلك مع توخي المستثمرين الحذر قبيل اجتماع حاسم لـ”أوبك+” لتحديد سياسة الإنتاج في الأشهر المقبلة، في حين قدم تعطل الإمدادات الناجم عن عاصفة في البحر الأسود دعما لأسعار الخام.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يناير 2024، بنسبة 0.26 في المائة، ليصل إلى 81.89 دولار للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، تسليم يناير 2024، بنسبة 0.42 في المائة إلى 76.73 دولار للبرميل. وارتفعت علاوة عقود خام برنت للتحميل في الأشهر الأولى على تلك التي يجري تحميلها في ستة أشهر إلى أعلى مستوى في أسبوعين، ما يشير إلى تزايد المخاوف بشأن نقص الإمدادات على المدى الطويل.
ومن جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 83.40 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 82.75 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس إن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق أول ارتفاع عقب تراجع سابق، وأن السلة خسرت نحو دولار واحد، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 84.75 دولار للبرميل.

شاركها.
Exit mobile version