بيزنس الثلاثاء 10:31 ص

تلقت أسعار النفط الخام دعما إيجابيا وارتفعت معنويات المستثمرين إزاء تحمل المخاطرة بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتثبيت الفائدة.
يأتي ذلك فيما ارتفعت المخزونات نظرا لأنه بعد فترة الصيف غالبا ما تبدأ المصافي الأمريكية أعمال الصيانة، ما يؤدي إلى تقليص الإنتاج إلى حد ما، لكن هذا لم يمثل انخفاضا حادا في الإنتاج كما كان متوقعا.
وأظهر استطلاع أجرته “بلومبيرج” أن إنتاج أوبك من النفط الخام الشهر الماضي ظل دون تغيير نسبيا عن شهر سبتمبر الماضي وقد تم تعويض المكاسب المتواضعة بين الدول الأعضاء الإفريقية بانخفاض الإنتاج في أماكن أخرى، ووفقا للمسح أنتجت أوبك 28.08 مليون برميل من النفط الخام يوميا في أكتوبر، أي بزيادة نحو 50 ألف برميل يوميا عما كانت عليه في سبتمبر.
ويقول محللون نفطيون لـ”الاقتصادية”، “إنه قد تلاشى زخم أسعار النفط الخام مع علاوة المخاطر التي قفزت في الأيام الأخيرة بعد تصاعد الصراع في الشرق الأوسط”، لافتين إلى توقع بنك ستاندرد تشارترد انخفاضا آخر بمقدار 120 مليون برميل في المخزونات العالمية في الربع الرابع إضافة إلى انخفاض قدره 172 مليون برميل في الربع الثالث.
وأبرزوا توقعات بنك ستاندرد تشارترد أن يسجل خام برنت 98 دولارا للبرميل في العام المقبل مدعوما جيدا بأساسيات العرض والطلب، كما يتوقع نمو الطلب العالمي بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا في 2024، مع إضافة العرض من خارج أوبك بمقدار 0.88 مليون برميل يوميا بقيادة من قبل الولايات المتحدة وكندا وجيانا والبرازيل.
وفي هذا الإطار، يقول هيرويوكي كينوشيتا المحلل الياباني ومختص شؤون المصارف والطاقة “إن أسعار الخام بقيت دون تغيير إلى حد كبير بعد أن أعلنت إدارة معلومات الطاقة عن زيادة متواضعة في المخزون قدرها 800 ألف برميل للأسبوع المنتهي في 27 أكتوبر”، مشيرا إلى أن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق بأكثر من 13 مليون برميل يوميا في أغسطس الماضي، حسبما ذكرت إدارة معلومات الطاقة.
ولفت إلى بقاء أسعار النفط متقلبة للغاية حيث يبدو أن الجهود المبذولة لاحتواء الصراع في الشرق الأوسط كانت مثمرة، حيث أدت إلى انخفاض علاوة الحرب، كما تدعمت توقعات المكاسب بعد أن أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير، ما قد يضفي بعض الإمكانية الصعودية للأسعار.
ويرى أندرو موريس مدير شركة بويري الدولية للاستشارات أن أسعار النفط الخام تلقت دعما جيدا من إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي أنه سيبقي أسعار الفائدة دون تغيير، ما قلل من المخاوف المرتبطة بالركود الاقتصادي وضعف مستويات الطلب على النفط الخام.
ونوه بوجود مؤشرات على وجود سوق أكثر وفرة في الإمدادات مع إعادة تقييم المستثمرين للمخاطر التي تشكلها الحرب بين إسرائيل وحماس، موضحا أن النفط الخام يشهد أيضا رياحا معاكسة هبوطية مع ارتفاع المخزونات الأمريكية على مستوى البلاد وفي أكبر مركز تخزين في البلاد في كوشينج أوكلاهوما.
من ناحيته، يقول أندريه جروسي مدير شركة إم إم إيه سي الألمانية “إنه بعيدا عن تداعيات الحرب في الشرق الأوسط ظلت البيانات المتعلقة بالطلب العالمي متباينة حيث بلغ الاستهلاك الأمريكي أعلى مستوى له منذ أربعة أعوام في أغسطس، لكن التصنيع في الصين -وهي أكبر مستورد للنفط في العالم- تراجع مرة أخرى في الشهر الماضي”.
ونقل عن بيانات شركة بريتش بتروليوم التأكيد أن أسواق البنزين والديزل العالمية تواجه حالة من فائض في المعروض، ما يرجح معه أن يواصل تحالف “أوبك +” في الاجتماع الوزاري الموسع نهاية الشهر الجاري التمسك بقيود الإنتاج وتحجيم المعروض النفطي.
وتتفق ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة أفريكان إنجنيرينج الدولية مع أن شركات النفط الكبرى تضاعف جهودها في أعمالها الأساسية في موارد الطاقة التقليدية على الرغم من ضغوط المجتمع الدولي في ملف انتقال الطاقة وعلى الرغم من اكتساب النشاط المناخي زخما.
وأوضحت أن مضاعفة الجهود في مجال استثمارات النفط والغاز خاصة من جانب شركات عملاقة مثل شركتي بريتش بتروليوم وشل -بعد جهود سابقة في مجال الطاقة منخفضة الكربون- تعكس حقائق حول الحاجة الملحة إلى دعم أمن الطاقة من خلال تعزيز الموارد من الهيدروكربونات، على الرغم من استمرار دعم مصادر الطاقة البديلة من جانب الحكومات والهيئات الدولية.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط 1 في المائة أمس، لتنهي خسائر على مدى ثلاثة أيام مع عودة الإقبال على المخاطرة في الأسواق المالية بعدما ثبت مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة.
وبحلول الساعة 09:44 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.28 دولار، أي 1.51 في المائة إلى 85.91 دولار للبرميل، كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.33 دولار، أي 1.65 في المائة، إلى 81.77 دولار للبرميل.
وتلقت أسعار النفط دعما من قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في نطاق ما بين 5.25 و5.50 في المائة في اجتماعه الأربعاء. ويجد صانعو السياسة صعوبة في تحديد ما إذا كان تشديد السياسة النقدية كافيا بالفعل للسيطرة على التضخم، أو ما إذا كان الاقتصاد الذي يفوق التوقعات باستمرار قد يحتاج إلى مزيد من الضبط.
واستقر معدل التضخم في الولايات المتحدة عند 3.4 في المائة في سبتمبر للشهر الثالث على التوالي. وفي الوقت نفسه زاد انكماش نشاط الصناعات التحويلية في منطقة اليورو في أكتوبر مع تراجع مؤشر مديري المشتريات 0.3 نقطة إلى 43.1 نقطة خلال الشهر في نتيجة جاءت دون 50 نقطة لتشير إلى الانكماش.
وسيراقب المستثمرون أيضا التطورات في الشرق الأوسط التي أبقت أسواق النفط في حالة تأهب لأن اتساع نطاق الصراع قد يؤدي إلى تعطيل إمدادات النفط في جميع أنحاء المنطقة.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 88.56 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 90.06 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس، “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق رابع انخفاض على التوالي وإن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 90.83 دولار للبرميل”.

شاركها.
Exit mobile version