أكد تقرير “ريج زون” النفطي الدولي، أن تقلص علاوة المخاطرة المرتبطة بالحرب في منطقة الشرق الأوسط أدت إلى تسجيل النفط الخام الخسارة الأسبوعية الثانية، مع ظهور علامات ضعف في الطلب.
وأشار التقرير إلى أن خام غرب تكساس الوسيط انخفض 2.4 في المائة ليستقر بالقرب من 80 دولارا للبرميل وهو أدنى مستوى منذ أواخر أغسطس، لكن تقرير الوظائف الأمريكية الضعيف خفف من الخسائر لأنه يدعم التكهنات بأن بنك مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يمكن أن يوقف زيادة أسعار الفائدة، حيث يجهل ضعف الدولار النفط الخام في متناول المستوردين.
وأفاد التقرير بأن مع عدم تأثير الحرب في الإمدادات الحيوية للنفط في الشرق الأوسط بعد مرور ما يقرب من شهر على بدايتها أعادت البوصلة إلى المخاوف بشأن الطلب على النفط الخام من جديد، مشيرا إلى ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية في أحدث بيانات الأسبوع بشأن انكماش نشاط المصانع في الصين وانخفاض السيولة وتفاقم التقلبات الحادة في أسعار النفط الأمريكي.
ولفت إلى أنه رغم الأنباء المنتشرة حول النقص المفترض في الاستجابة لإمدادات النفط الصخري، فإن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الشهرية تظهر أن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة بلغ مستوى قياسيا عند 13.1 مليون برميل يوميا في أغسطس.
وأضاف التقرير أن الشكوك المستمرة بشأن النفط الصخري إلى جانب نقص الاستثمار الهيكلي الملحوظ في مشاريع المنبع على المستوى العالمي ساعدت على تشكيل اتجاه صعودي دائم للنفط الخام ودعم معنويات السوق.
وتوقع عدم حدوث تحول وشيك في سياسة الدول المنتجة للخام وسط توقعات بتباطؤ نمو الإنتاج الأمريكي في النصف الأول من 2024، لافتا إلى استمرار الشكوك حول رواج النفط الصخري رغم أن شركات التنقيب والإنتاج العالمية الأمريكية قد تحقق نموا كبيرا في النصف الأول من 2024.
ونقل التقرير عن محللين دوليين تأكيدهم عدم القدرة على الاستجابة جيدا لارتفاع الأسعار في صناعة النفط الخام الأمريكية وأن عدم الاستجابة للأسعار المرتفعة صار ضعيفا بشكل متزايد.
في المقابل ذكر تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي أن بعد انخفاضها خلال الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع الماضي بدأت أسعار النفط في التعافي بعد قرار كل من بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا عدم رفع أسعار الفائدة.
وأشار إلى تلقي أسعار النفط بعض الدعم الذي كانت في أمس الحاجة إليه من البنوك المركزية العالمية، مما وصل بسعر خام برنت مرة أخرى إلى 87 دولارا للبرميل مدعوما باحتمال الوصول إلى ذروة التشديد النقدي. وعد أن ارتفاع أسعار النفط النسبي كان مدعوما بمخاوف نقص الإمدادات العالمية والتضخم في أمريكا وبالتالي حفز بيع الأسهم الأمريكية مضيفا أنه أثارت الأحداث في الشرق الأوسط مزيدا من المخاوف بشأن إمدادات النفط في البداية، لكن في الآونة الأخيرة ومع تلاشي المخاوف من اتساع رقعة الحرب الجغرافية تلاشت المخاوف بشأن الإمدادات وانخفض الخام بسبب التركيز على ضعف الطلب العالمي.
وذكر تقرير وكالة بلاتس الدولية للمعلومات النفطية، أنه سيتعين على مصافي التكرير المستقلة في الصين خفض إنتاج النفط الخام بشكل أكبر في نوفمبر الجاري، حيث أدى التوافر المحدود لحصص واردات الخام إلى حدوث ضغط في إمدادات المواد الخام وهو اتجاه من المرجح أن يستمر حتى تصدر بكين حصص استيراد جديدة لعام 2024.
وأضاف أنه منذ بداية نوفمبر الجاري انخفض متوسط معدل الاستخدام في مصافي شاندونج المستقلة بنسبة 1.98 نقطة مئوية إلى 65.5 في المائة ابتداء من الأول من نوفمبر مقارنة بالأسبوع السابق، حيث يرجع ذلك أساسا إلى ضعف هوامش التكرير، منوها إلى حاجة مزيد من المصافي إلى خفض الإنتاج في نوفمبر الجاري من أجل الحفاظ على العمليات حتى نهاية العام ويرجع ذلك أساسا إلى ضعف الهوامش وشح المواد الأولية.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي تراجعت أسعار النفط أكثر من 2 في المائة الجمعة عند التسوية، بينما زادت بيانات الوظائف ‏التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من دورة التشديد النقدي.‏ وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.92 دولار بما يعادل 2.3 في المائة إلى 84.89 ‏دولار للبرميل، في حين هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ‏‏1.95 دولار أو 2.4 في المائة إلى 80.51 دولار للبرميل.‏
وأنهى الخامان الأسبوع منخفضين بأكثر من 6 في المائة.‏ وأظهرت بيانات رسمية نشرت الجمعة، أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة تباطأ بأكثر من ‏المتوقع في أكتوبر، كما تباطأ تضخم الأجور، ما يشير إلى انحسار ‏في أوضاع سوق العمل.‏ وقد تعزز البيانات وجهة النظر بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ليس ‏بحاجة إلى مزيد من رفع أسعار الفائدة.‏
وأبقى المجلس على أسعار الفائدة دون تغيير الأربعاء، في حين أبقى بنك إنجلترا ‏أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ 15 عاما. وحافظ تثبيت السياسات على ‏دعم أسعار النفط مع عودة بعض الرغبة في المخاطرة إلى الأسواق.‏ وأظهر مسح للقطاع الخاص أمس أن نشاط الخدمات في الصين نما بوتيرة أسرع ‏قليلا في أكتوبر، لكن المبيعات نمت بأضعف وتيرة في عشرة أشهر ‏وشهد نشاط التوظيف ركودا مع تراجع ثقة الشركات.‏ من جانب آخر ذكر تقرير شركة “بيكر هيوز” الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر، أن إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة انخفض بمقدار سبع منصات هذا الأسبوع بعد ارتفاعه بمقدار منصة واحدة الأسبوع الماضي مع انخفاض عدد منصات النفط النشطة إلى أدنى مستوى له منذ 28 يناير الماضي.
ولفت التقرير إلى انخفاض إجمالي عدد منصات الحفر إلى 618 منصة هذا الأسبوع وحتى الآن هذا العام، قدر تقرير الشركة خسارة 161 منصة حفر نشطة موضحا أن عدد منصات الحفر هذا الأسبوع جاء أقل بـ457 منصة من عدد منصات الحفر في بداية 2019 قبل الوباء. وأشار إلى انخفاض عدد منصات النفط بواقع ثماني إلى 496، بانخفاض 125 حتى الآن في 2023 وهو أدنى مستوى منذ يناير 2022 وارتفع عدد منصات الغاز بواقع واحد هذا الأسبوع إلى 118، بخسارة 38 منصة للغاز النشط منذ بداية العام بينما بقيت الحفارات المتنوعة على حالها. ونوه إلى انخفاض عدد منصات الحفر في حوض بيرميان بمقدار ثلاث منصات هذا الأسبوع وهو الآن أقل بمقدار 36 منصة من الوقت نفسه من العام الماضي في حين بقي عدد منصات الحفر في إيجل كما هو وهو أقل بـ19 منصة مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي. وأبرز بقاء مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة ثابتة عند 13.2 مليون برميل يوميا للأسبوع المنتهي في 27 أكتوبر- وفقا لأحدث التقديرات الأسبوعية لإدارة معلومات الطاقة – وهو أعلى مستوى إنتاج في الولايات المتحدة على الإطلاق، حيث ارتفعت مستويات الإنتاج الآن بمقدار مليون برميل يوميا منذ بداية العام، وفقا للأرقام الأسبوعية المقدرة.

شاركها.
Exit mobile version