استمرت حالة الترقب في سوق النفط الخام انتظارا لقرار تحالف “أوبك+” في اجتماعهم الوزاري الموسع والافتراضي الخميس المقبل، لتحديد سياسات إنتاج المجموعة للعام الجديد.
وقال لـ”الاقتصادية” محللون، لا يزال من المتوقع إلى حد كبير أن تقوم السعودية وروسيا -قادة تحالف “أوبك+”- بتمديد قيود إنتاج النفط بما يزيد قليلا على مليون برميل يوميا خلال الربع الأول لدعم الأسعار وفقا لاستطلاعات دولية بين التجار والمحللين.
وأوضحوا، أنه رغم تباين وجهات النظر حول حصص إنتاج النفط للأعضاء الأفارقة، فإن أغلب التوقعات تصب في مصلحة أن “أوبك+” ستكشف النقاب عن تدابير لتشديد المعروض في أسواق النفط عندما تجتمع الخميس.
وذكروا أن التوصل إلى اتفاق بشكل كامل ليس بعيدا، و”أوبك+” قادرة دوما على الحفاظ على الوحدة والإجماع، وتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف للحفاظ على قوة التحالف وقدرته الواسعة على إدارة المعروض النفطي العالمي، مشيرين إلى أن التحالف المؤلف من 23 دولة يتلقى مطالبات دولية مستمرة بالتدخل بعد انخفاض أسعار النفط الخام بنسبة 15 في المائة خلال الشهرين الماضيين وسط وفرة الإمدادات وخلفية اقتصادية قاتمة.
وفي هذا الإطار، يقول روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، إن قرار “أوبك+” المرتقب سيدعم استقرار الأسواق، ويجعل الرؤية واضحة بشأن الإمدادات النفطية في الربع الأول من العام الجديد.
ورجح أن تضعف الأسواق بشكل أكبر في أوائل عام 2024، حيث يتوقع ظهور فائض جديد في العرض بصورة أكبر من دول خارج “أوبك”، ما يدعم فرضية حدوث تمديد تخفيضات الإنتاج الإضافية التي تجريها الرياض وموسكو.
من جانبه، يقول ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المختصة، إن البحث جار لاتخاذ مزيد من الإجراءات من قبل المجموعة ككل، لافتا إلى توقعات “كومرتس بنك”، بأن تقوم السعودية بتثبيت الخفض، وبعد ذلك بتمديد تخفيضاتها الطوعية.
وأشار إلى ترقب السوق لاجتماع “أوبك+” خاصة بعد تأجيله عدة أيام، وإعلان أن الاجتماع سيعقد كندوة عبر الإنترنت بدلا من اجتماع شخصي في مقر “أوبك” في فيينا، كما كان مخططا في الأصل، لافتا إلى أن مراقبي “أوبك” على ثقة أن المنظمة ستفعل شيئا يعزز الأسعار.
من ناحيته، يقول ماثيو جونسون المحلل في شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، إن “أوبك” تسعى إلى استقرار السوق وتوازن العرض والطلب وبقاء المخزونات النفطية في مستويات صحية دون استهداف مستويات سعرية، كما تسعى بالأخص إلى مكافحة أنشطة المضاربة في السوق، لافتا إلى توقعات لشركة “فاندا إنسايتس الاستشارية”، بأن أحد أهداف الاجتماع سيكون تخويف المضاربين على النفط.
وقال إن السوق تترقب الاجتماع بفارغ الصبر، ويتوقع بعض التحديث للاتفاق بين المنتجين، ويقيم إمكانية تعميق أو تمديد التخفيضات الحالية المعمول بها.
بدورها، تقول مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش أيه” لخدمات الطاقة، إن التوقعات على المدى القريب للسوق، تمثل تحديا مع تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي بشكل حاد وإصدار بيانات هبوطية، مشيرا إلى أن مع التلاشي السريع لعلاوة الأخطار المتعلقة بالعلاقة بالصراع في المنطقة، فإن نتيجة اجتماع “أوبك+” المقبل ستكون العامل الرئيس الذي يحدد تحركات الأسعار خلال الشهر المقبل.
ونوهت إلى أن الأسعار ممزقة بين الأخطار المتزايدة المرتبطة بالصراع في الشرق الأوسط على جانب العرض وتباطؤ الاقتصاد العالمي، ما سيزيد الضغوط الهبوطية على الطلب.
وفيما يخص الأسعار، تراجعت الأسعار النفط أمس، ونزل خام برنت صوب 80 دولارا للبرميل مع ترقب المستثمرين لاجتماع مجموعة “أوبك+” هذا الأسبوع للاتفاق على حجم تخفيضات الإنتاج في 2024.
وبحلول الساعة 02:31 بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 37 سنتا أو 0.5 في المائة إلى 80.21 دولار للبرميل. ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 36 سنتا أو 0.5 في المائة إلى 75.18 دولار للبرميل.
وارتفع الخامان على نحو طفيف في الأسبوع الماضي، وهو أول أسبوع يسجلان فيه مكاسب منذ خمسة أسابيع، بدعم من توقعات بأن السعودية وروسيا قد تمددان خفض الإمدادات حتى 2024، فيما قد تناقش “أوبك+” خطط تطبيق مزيد من التخفيضات.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 84.16 دولارا للبرميل الجمعة مقابل 83.78 دولارا للبرميل فى اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول الإثنين، إن سعر السلة التى تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاضات سابقة وإن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 81.08 دولار للبرميل.

شاركها.
Exit mobile version