رفعت منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” توقعاتها للطلب العالمي على النفط في الأجلين المتوسط والطويل في توقعات سنوية، قائلة “إن هناك حاجة إلى استثمارات بقيمة 14 تريليون دولار لتلبية هذا الطلب حتى مع زيادة استخدام الوقود المتجدد وظهور مزيد من السيارات الكهربائية على الطرق.
ومن شأن استمرار الارتفاع في الاستهلاك لعقد آخر أو أكثر أن يشكل دفعة لـ”أوبك”. وأكدت “أوبك” أن النفط يجب أن يكون جزءا من التحول في مجال الطاقة.
وكتب هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة “أوبك”، في مقدمة التقرير السنوي لعام 2023 الصادر أمس من الرياض “لقد دفعت التطورات الأخيرة فريق “أوبك”، إلى إعادة تقييم ما يمكن أن يحققه (كل نوع من أنواع الطاقة)، مع التركيز على الخيارات والحلول العملية والواقعية”.
وأضاف “الدعوات المطالبة بوقف الاستثمار في مشاريع نفطية جديدة مضللة، ويمكن أن تؤدي إلى فوضى في مجال الطاقة والاقتصاد”.
وقدر الغيص، حجم الاستثمارات المطلوبة في قطاع النفط بنحو 14 تريليون دولار حتى عام 2045، ارتفاعا من 12.1 تريليون دولار المقدرة العام الماضي.
وتتوقع “أوبك” أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 116 مليون برميل يوميا بحلول عام 2045، أي أعلى بنحو ستة ملايين برميل يوميا مما كان متوقعا في تقرير العام الماضي، فيما ستقود الصين والهند ودول آسيوية أخرى ودول من إفريقيا والشرق الأوسط هذه الزيادة.
وأشار الغيص، خلال إطلاق التقرير إلى تراجع في سياسات “صفر انبعاثات”، وقال “إن العمل المناخي يجب ألا يأتي على حساب أمن الطاقة العالمي”.
وتابع “من الواضح على مدى العام الماضي أننا رأينا الشعوب تعبر عن مخاوفها بشأن التكاليف والمزايا الفعلية لأهداف الانبعاثات الصفرية”.
وأضاف “هناك مع الأسف من يواصلون الترويج للحديث الخطير للغاية عن استبعاد النفط، بالقول (إن الطلب على النفط سينخفض 25 مليون برميل يوميا بحلول عام 2030)”.
ورفعت “أوبك” في التقرير أيضا توقعاتها للطلب على المدى المتوسط حتى عام 2028، وأرجعت هذا إلى الطلب القوي هذا العام رغم الظروف الاقتصادية المعاكسة مثل ارتفاع أسعار الفائدة.
وقالت “أوبك”، “إن الطلب العالمي في عام 2028 سيصل إلى 110.2 مليون برميل يوميا ارتفاعا من 102 مليون برميل يوميا في 2023″، وتوقعت أن يصل استخدام النفط في عام 2027 إلى 109 ملايين برميل يوميا ارتفاعا من 106.9 مليون برميل يوميا في 2022.
وتبنت “أوبك” تحولا في عام 2020 عندما أضرت جائحة كوفيد – 19 بالطلب على النفط، إذ قالت “إن الاستهلاك سيتباطأ في نهاية المطاف بعد توقعات على مدى أعوام بأن الاستخدام سيظل في زيادة”. وبدأت بعد ذلك برفع التوقعات مرة أخرى مع تعافي استخدام النفط.
وفي حين توقعت “أوبك” في تقرير عام 2022 أن يصل الطلب العالمي إلى مستوى مستقر بعد عام 2035، ترى المنظمة في أحدث تقرير أن استخدام النفط سيرتفع 1.6 مليون برميل يوميا أخرى في آخر عشرة أعوام من فترة التوقعات. وتتوقع “أوبك” الآن أن يكون الطلب أعلى مما توقعته في عام 2019 قبل الجائحة.
وتتوقع “أوبك” وجود 2.6 مليار مركبة على الطرق حول العالم بحلول عام 2045. وقالت في التقرير “إن أكثر من 72 في المائة منها ستعمل بمحرك احتراق”، رغم أن السيارات الكهربائية هي القطاع الأسرع نموا.
وتوقعت المنظمة في التقرير أن حصتها الإجمالية في سوق النفط سترتفع إلى 40 في المائة في عام 2045 من 34 في المائة في 2022 مع بدء تراجع الإنتاج من دول خارج “أوبك” بدءا من أوائل ثلاثينيات القرن الحالي.
في المقابل، توقعت “أوبك” تراجع الطلب في دول منظمة التعاون والتنمية بدءا من 2025.
وحذر الغيص من أن “الدعوات إلى وقف الاستثمارات في مشاريع نفطية جديدة مخطئة، وقد تؤدي إلى فوضى في مجالي الطاقة والاقتصاد”. وتدعو “أوبك” -وفق سيناريو توقعاتها الرئيس- إلى “مقاربة واقعية للطلب على الطاقة”.
وتؤكد أنه “لا يوجد حل وحيد لتلبية الحاجات العالمية المتزايدة للطاقة”، موضحة أن “مستقبلا مستداما للجميع على صعيد الطاقة والاقتصاد بحاجة إلى كل مصادر الطاقة، وكل التكنولوجيات ذات الصلة، واستثمارات وتعاون غير مسبوقين، مع تقدم أمن الطاقة والنمو الاقتصادي وخفض الانبعاثات معا”.
ورأى سلطان الجابر رئيس مؤتمر كوب28، الأحد، أنه “لا يمكننا فصل نظام الطاقة الحالي اليوم قبل أن نبني نظام الغد الجديد”، داعيا إلى مضاعفة قدرة إنتاج الطاقة المتجددة بثلاث مرات قبل التخلي عن الوقود التقليدي.

شاركها.
Exit mobile version