توقع تقرير “ريج زون” النفطي الدولي أن أسعار النفط الخام قد تشهد انتعاشا بدعم من البيانات الأمريكية وخطط إعادة ملء احتياطي النفط الاستراتيجي، رغم إغلاقها على أطول سلسلة خسائر أسبوعية منذ أواخر 2018، وسط مخاوف بشأن تخمة وشيكة للمعروض.
ولفت إلى أن الخام الأمريكي كان يحوم حول أدنى مستوياته في خمسة أشهر حيث سجل النفط الخام انخفاضه الأسبوعي السابع على التوالي وسط توقعات هبوطية حتى منتصف العام المقبل.
وتكبدت أسعار النفط الخام ‏سابع خسارة أسبوعية على التوالي وهي أطول سلسلة خسائر أسبوعية في نحو خمسة أعوام منذ 2018 بفعل مخاوف زيادة المعروض، إلا أن السوق اختتمت الأسبوع على تعاملات يومية مرتفعة بنحو 2 في المائة.
وأشار التقرير إلى أن النفط تلقى دعما في ختام الأسبوع من طلب الولايات المتحدة شراء ثلاثة ملايين برميل للاحتياطي وخطة لعقد عطاءات شهرية حتى مايو على الأقل كما تجاوز تقرير الوظائف في البلاد التوقعات، ما زاد من التوقعات بأن انخفاض الطلب على الوقود قد يصل إلى أدنى مستوياته، في حين انخفض متوسط أسعار وقود السيارات بالتجزئة في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى له خلال عام، وفقا لبيانات جمعية السيارات الأمريكية. ولفت التقرير إلى خطط منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها إجراء تخفيضات أعمق في الإنتاج، مشيرا إلى أن القيود يمكن تمديدها إلى ما بعد مارس المقبل.
ونقل التقرير عن محللين دوليين أن السوق تقدم إشارات واضحة من شأنها التحقق من اقتناع المضاربين بالصعود مع الإحجام عن الرهان ضد نمو الإنتاج الأمريكي بعد ما يقرب من عقد من الأداء المتفوق لصناعة النفط الصخري الأمريكية، وربما وضع أطروحة نقص الاستثمار الهيكلي جانبا.
وذكر أن هناك أيضا مخاوف بشأن مسار الطلب ومن المتوقع أن ينمو الاستهلاك الصيني بمقدار 500 ألف برميل يوميا العام المقبل أي أقل من ثلث الزيادة المتوقعة في 2023 وفي الوقت نفسه يتوقع عديد من الاقتصاديين في الولايات المتحدة أن يبدأ الركود في العام المقبل.
ونوه بأن آخرين يرون أن السوق تشهد حاليا فجوة واسعة “بين المعنويات والواقع”، بحسب مجموعة ترافيجورا، في التقرير السنوي للمجموعة لعام 2023، لافتا إلى أنه ربما كان من المتوقع أن يتضاءل الطلب على السلع الأساسية.
من جانبه، ذكر تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي أن مبادرة وزارة الطاقة الأمريكية نحو إعادة ملء احتياطي النفط الاستراتيجي تعزز الطلب وهناك سبب وراء بطء عملية إعادة التعبئة حيث إنه إذا تم شراء ثلاثة ملايين برميل على مدار شهر واحد، فهذا يكفي لدفع سعر النفط بنحو دولارين إلى أعلى.
وذكر أن وزارة الطاقة الأمريكية تتمثل مهمتها الأساسية في عدم دفع أسعار النفط وبالتالي البنزين إلى الارتفاع بالتزامن مع انتخابات الرئاسة لـ2024 لذا قد نرى تأجيلا لأي عمليات إعادة تعبئة مستقبلية، موضحا أنه حتى إذا استمرت وتيرة إعادة التعبئة الحالية، بافتراض ثلاثة ملايين برميل شهريا، فسيستغرق الأمر 96 شهرا، أو نحو ثمانية أعوام فقط، حتى يعود الاحتياطي الاستراتيجي للنفط إلى ما كان عليه في بداية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ونوه التقرير بارتفاع أسعار النفط في ختام الأسبوع، لكنها سجلت بالفعل خسارة الأسبوع السابع على التوالي حيث تستمر المخاوف بشأن الطلب في دفع المعنويات الهبوطية، لافتا إلى أنه مع تباطؤ الطلب الصيني على النفط في الربع الرابع ومحدودية تأثير تخفيضات إنتاج “أوبك +” في سوق النفط واستمرار نمو العرض من خارج أوبك خاصة من جيانا فإن التوقعات المباشرة لأسعار النفط لا تميل إلى مكاسب واسعة.
وقدر أنه سيتطلب الأمر أخبارا إيجابية للغاية عن الاقتصاد الكلي أو انقطاعا كبيرا في العرض لكسر الموجة الهبوطية التي حدثت في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما أن بعض الدراسات تتوقع أن الطلب الصيني على النفط سيصل إلى الذروة بحلول 2030 حيث أعلنت وحدة الأبحاث التابعة لشركة النفط الوطنية الصينية CNPC أنها تتوقع أن يصل الطلب على النفط في البلاد إلى الذروة بحلول عام 2030 عند 15.6-16 مليون برميل يوميا حيث يأتي معظم النمو من قطاع البتروكيماويات الذي يمثل حساب 30 في المائة من الصناعة.
وأشار التقرير إلى وصول الأسعار إلى أدنى مستوى لها منذ ستة أشهر وسط نمو التضخم في الولايات المتحدة واتساع حجم المخزونات والمخاوف بشأن الاقتصاد الصيني وزيادة القلق من ضعف نمو الطلب العالمي على النفط الخام، موضحا أن المنتجين يتابعون الإشارات الهبوطية مع سوق تركز حاليا على الطلب بدلا من العرض.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 2 في المائة في ختام تداولات الجمعة عقب صدور ‏بيانات اقتصادية أمريكية دعمت التوقعات بشأن نمو الطلب، لكن كلا الخامين تكبد ‏سابع خسائر أسبوعية على التوالي وهي أطول سلسلة خسائر أسبوعية في نحو خمسة ‏أعوام منذ عام 2018 بفعل مخاوف زيادة المعروض.‏ وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 2.4 في المائة أو 1.79 دولار لتغلق عند 75.84 ‏دولار للبرميل، في حين أغلق خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند 71.23 ‏دولار للبرميل مرتفعا بنسبة 2.7 في المائة أو 1.89 دولار.‏ وما أدى أيضا إلى تباطؤ السوق صدور بيانات الجمارك الصينية التي كشفت عن ‏أن وارداتها من النفط الخام في نوفمبر انخفضت بنسبة 9 في المائة عن العام ‏السابق، حيث أدى ارتفاع مستويات المخزون وضعف المؤشرات الاقتصادية ‏وتباطؤ الطلب من المصافي المستقلة إلى إضعاف الطلب.‏ ومع ذلك، قال فيل فلين، المحلل في “برايس فيوتشرز جروب”، “إن مكاسب ‏الجمعة، وهي الأولى في ست جلسات، قد تكون علامة على أن السوق قد وجدت ‏أرضية في الوقت الحالي بعد انخفاضها لست جلسات متتالية”.‏ وأظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية الصادرة نموا أقوى من المتوقع في ‏الوظائف، وهي علامات على قوة سوق العمل الأساسية التي من شأنها أن تدعم ‏الطلب على الوقود في أكبر سوق للنفط.‏ وجاء ذلك في أعقاب بيانات حكومية يوم الأربعاء أظهرت أن الطلب على البنزين ‏في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي تراجع عن المتوسط الموسمي لعشرة أعوام ‏بنسبة 2.5 في المائة وارتفعت مخزونات البنزين بمقدار 5.4 مليون برميل، أي أكثر من ‏خمسة أضعاف التوقعات، ما أدى إلى انخفاض أسعار البنزين.‏ ومن جانب آخر، ذكر تقرير شركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة ارتفع بمقدار منصة هذا الأسبوع بعد ارتفاعه بمقدار ثلاث الأسبوع الماضي.
وأشار إلى ارتفاع إجمالي عدد منصات الحفر إلى 626 منصة هذا الأسبوع منذ هذا الوقت من العام الماضي، وقد قدرت شركة بيكر هيوز خسارة 158 منصة حفر نشطة ويقل عدد منصات الحفر هذا الأسبوع بمقدار 449 منصة عن عدد منصات الحفر في بداية عام 2019، قبل الوباء. ولفت إلى انخفاض عدد منصات النفط بمقدار اثنتين إلى 503 كما انخفض عدد منصات النفط الآن بمقدار 122 منصة مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي بينما ارتفع عدد منصات الغاز بمقدار ثلاث هذا الأسبوع ليصل إلى 119، بخسارة 34 منصة للغاز النشط عن هذا الوقت من العام الماضي، فيما بقيت الحفارات المتنوعة على حالها.
ونوه التقرير بانخفاض عدد منصات الحفر في حوض بيرميان بمقدار منصة واحدة هذا الأسبوع، وهو الآن أقل بـ37 منصة من الوقت نفسه من العام الماضي، في حين ارتفع عدد منصات الحفر في “إيجل فورد” بمقدار حفارتين ليصل إلى 52 منصة أو أقل بـ20 منصة مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.

شاركها.
Exit mobile version