تلقت أسعار النفط الخام دعما من سحب أسبوعي أكبر من المتوقع من مخزونات الخام الأمريكية وإشارات الفيدرالي الأمريكي إلى أنه سيبدأ خفض تكاليف الاقتراض في 2024، كما تفاءلت السوق بعدما أبقت أوبك على توقعاتها لنمو الطلب على النفط للعامين الحالي والمقبل دون تغيير، مستشهدة بأداء اقتصادي أفضل من المتوقع حتى الآن هذا العام، وألقت باللوم على المخاوف المبالغ فيها بشأن نمو الطلب في الانخفاض الأخير للأسعار. وسلط المختصون الضوء على رفع “أوبك +” تقديراتها للنمو الاقتصادي العالمي لـ2023 بناء على تقريرها الشهري الأخير، وقد توقعت أوبك أن ينمو الطلب على النفط بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا في العام المقبل، مع تفاؤل أوبك بحذر بشأن العوامل الأساسية التي تؤثر في ديناميكيات سوق النفط في 2024.
ونوه المختصون لـ”الاقتصادية”، بتركيز المنظمة على مراقبة ومتابعة بيانات التعافي المستمر في الصين والأداء الأفضل في أوروبا كعناصر فاعلة، ما يؤثر في تقديراتها، بينما عدت بيانات أوبك أنه من غير المتوقع أن تتجاوز دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مستويات الطلب لعام 2019.
وفي هذا الإطار، يقول هيرويوكي كينوشيتا المحلل الياباني ومختص شؤون المصارف والطاقة “إن حالة عدم اليقين لا تزال تسيطر على السوق النفطية، وقد بينت (أوبك +) أن الانخفاض الأخير في أسعار النفط يعود إلى مخاوف الطلب المبالغ فيها التي أثرت بشدة في المعنويات في السوق النفطية”.
فيما يرى أندرو موريس مدير شركة بويري الدولية للاستشارات أن أسعار النفط تلقت دعما قويا وتعزز التفاؤل بشأن النمو الاقتصادي والطلب على النفط عندما أشار “الفيدرالي” إلى أنه سيخفض أسعار الفائدة في العام المقبل، كما هبط الدولار إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر.
وأشار إلى المردود الإيجابي على السوق النفطية بعدما أعلن الاحتياطي الفيدرالي أنه قد تكون هناك ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة العام المقبل ما قد يعزز النمو الاقتصادي والطلب على النفط، منوها بأن انخفاض سعر الدولار يجعل النفط أرخص بالنسبة إلى المشترين الذين يحملون عملات أخرى.
من ناحيته، يقول مفيد ماندرا نائب رئيس شركة إل إم إف النمساوية للطاقة “إن هناك أدلة على استمرار العرض القوي بسبب النمو المتوقع في الولايات المتحدة في العام المقبل، بينما نجد أن المخاوف مستمرة بشأن نمو الطلب العالمي على النفط الخام”.
وأشار إلى أن “أوبك +” خفضت إمدادات النفط بنحو 1.4 مليون برميل يوميا هذا العام، لكن الإنتاج الأمريكي -بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة- عوض ذلك بزيادة قدرها 2.4 مليون برميل يوميا ليكون في صدارة زيادات المنتجين من خارج تحالف “أوبك +”.
وتتفق ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة أفريكان إنجنيرينج الدولية مع أن بيانات وتقديرات الطلب متباينة وسريعة التغير، مشيرة إلى أن أحدث التقديرات الدولية رأت أن نمو الطلب العالمي على النفط يتباطأ بشكل ملموس في هذا الربع مقارنة بالربع الثالث بسبب التعثر في الاقتصاد الأوروبي، لكن في الوقت نفسه يتوقع نمو الطلب في 2024 بنحو 130 ألف برميل يوميا من تقييم الشهر الماضي.
وأضافت أن “أسعار البنزين في الولايات المتحدة انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ 11 شهرا، حيث أدى تدهور توقعات الاقتصاد الكلي إلى مراجعة نزولية لتوقعات نمو استهلاك النفط العالمي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، كما كانت أسعار الفائدة المرتفعة التي تغذي الاقتصاد الحقيقي والطلب الأوروبي الضعيف للغاية وسط ركود صناعي واسع النطاق هي الأسباب وراء المراجعة الهبوطية لهذا الربع”. بينما توقعت أوبك أن يحظى الطلب على النفط بدعم من نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي المرن وسط التحسن المستمر في النشاط الاقتصادي في الصين.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة لتواصل المكاسب التي بدأتها في الجلسة السابقة بدعم من سحب أسبوعي أكبر من المتوقع من مخزونات الخام الأمريكية وإشارات الفيدرالي الأمريكي إلى أنه سيبدأ خفض تكاليف الاقتراض في 2024. وتؤدي الفائدة المنخفضة إلى خفض تكاليف الاقتراض الاستهلاكي الأمر الذي يمكن أن يعزز النمو الاقتصادي والطلب على النفط. كما أدت هذه الإشارات إلى انخفاض الدولار ما يجعل النفط أقل تكلفة بالنسبة إلى المشترين في الخارج.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 46 سنتا بما يعادل 0.6 في المائة إلى 74.72 دولار للبرميل عند التسوية بحلول 00:07 بتوقيت جرينتش، فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 48 سنتا أو 0.7 في المائة إلى 69.95 دولار.
وارتفعت الأسعار في الجلسة السابقة وسط مخاوف بشأن أمن إمدادات النفط في الشرق الأوسط بعد الهجوم على ناقلة في البحر الأحمر.
وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن شركات الطاقة سحبت كمية أكبر من المتوقع قدرها 4.3 مليون برميل من النفط الخام من المخزونات خلال الأسبوع المنتهي في الثامن من ديسمبر بالتزامن مع انخفاض الواردات.
وفي تقريرها الشهري، أرجعت منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك الانخفاض الأحدث لأسعار النفط الخام إلى المخاوف المبالغ فيها بشأن نمو الطلب على النفط. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 10 في المائة منذ أعلنت “أوبك +” عن جولة جديدة من تخفيضات الإنتاج في 30 نوفمبر.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 73.91 دولار للبرميل الأربعاء، عن 77,01 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس، “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني انخفاض على التوالي، وإن السلة خسرت نحو خمسة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 78,26 دولار للبرميل”.

شاركها.
Exit mobile version