توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري، بعد أربعة أسابيع من الخسائر المتوالية، بسبب مخاوف الركود وتوقعات التباطؤ الاقتصادي.

وأوضحوا لـ”الاقتصادية” أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة ليست في حالة ركود حتى الآن، إلا أن مؤشرات السوق مقلقة، ومن المؤكد أن التوقعات لا تزال متقلبة وقابلة للتغيير، لكن الاضطرابات الأخيرة في القطاع المصرفي الأمريكي عززت مخاطر الهبوط، ما زاد من احتمال حدوث انكماش في وقت لاحق من هذا العام.

وذكروا أن تراجع أسعار النفط الخام للأسبوع الرابع على التوالي، جاء بسبب المخاوف المتزايدة من الركود الأمريكي وتأثيراته السلبية في السلع الدورية، وأن الولايات المتحدة لديها بالفعل أكبر ناتج محلي إجمالي في العالم، لذا فإن الركود قد يحد بشدة من النمو العالمي مما يقلل الطلب على الوقود في جميع المجالات وقد يكون لهذا تأثير ضار على أسعار النفط، حيث من المحتمل أن تتركز معظم الخسائر في بداية الركود.

وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش إيه” لخدمات الطاقة إن عدم الاستقرار والتذبذبات السعرية مستمرة في الهيمنة على السوق، بعد خسائر متتالية لأربعة أسابيع وقد تستمر في ظل مخاوف الركود المتنامية، التي عززتها الأزمة المصرفية الدولية.

وأشار إلى أن أزمة سقف الدين الأمريكية تجعل الأمور أسوأ بالنسبة لقطاع الطاقة، منوها إلى أن السيولة النقدية المتاحة لمشتريات النفط قد تنفد في أقرب وقت في أوائل حزيران (يونيو) المقبل، إذا فشلت الإدارة الأمريكية في اتخاذ إجراءات تصحيحية.

من جانبه، يقول دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة “تكنيك جروب” الدولية إن معنويات قاتمة تسيطر على الاقتصاد الأمريكي في هذه المرحلة وقد تقود إلى مزيد من التراجعات السعرية، مشيرا إلى أن في البيئة الحالية ستبقى على الأرجح أسعار النفط منخفضة، ما يعني أن مزيدا من الخسائر قد تلوح في الأفق، لكن لا يمكن استبعاد حدوث تغييرات مفاجئة وهو ما يتطلب متابعة دقيقة لأحدث بيانات وتطورات سوق النفط الخام.

وذكر أن “أوبك +” تستعد للاجتماع الوزاري الحضوري مطلع الشهر المقبل، حيث تدرس حاليا بدقة تطورات سوق النفط وتنظر في مدى فاعلية خفض الإنتاج ومدى الحاجة أيضا إلى إضافة تخفيضات جديدة، خاصة بعد أن فقد العراق 500 ألف برميل في اليوم بسبب توقف الصادرات عبر تركيا، مشيرا إلى تأكيد وزير النفط العراقي أن أعضاء “أوبك +” يتعاملون بواقعية مع تغيرات سوق النفط، حيث يعملون على تحقيق توازن مستدام بين العرض والطلب.

فيما يؤكد، بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، أن “أوبك +” تقوم بمساهمة فاعلة في السوق النفطية وتدير المعروض النفطي بما يلائم بيانات الطلب والمخزونات وبما يمنع حدوث فجوة بين العرض والطلب ومن ثم الإفراط في ارتفاع أو انخفاض الأسعار، لافتا إلى تأكيد العراق أن قرارات “أوبك +” تتخذ بعد دراسة دقيقة لتطورات السوق وأن الأعضاء الـ23 لن يترددوا في اتخاذ قرارات تحقق الاستقرار.

وتضيف، إرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة “أفريكان ليدرشيب” الدولية، أن اجتماع وزراء “أوبك +” في يومي 3 و4 يونيو المقبل يأتي في فترة صعبة ومليئة بالتحديات التي تواجه الاقتصاد للعالمي وسوق النفط، لذا فإنه على الأرجح سيركز الاجتماع على مراجعة سياسة الإنتاج، حيث يتوقع عديد من المحللين وجود سوق ضيقة في النصف الثاني من العام.

وأشارت إلى أن عدم اليقين يسيطر على السوق النفطية، حيث فاجأت أكبر شركات نفط في العالم السوق بتأخير الطرح العام الأولي المتوقع لبعض أعمالها التجارية في مجال الطاقة، موضحة أن التقلب وعدم وجود توقع حقيقي بحدوث ارتفاع كبير في أسعار النفط أدى إلى انخفاض الرغبة في الاكتتابات العامة المتعلقة بالطاقة.

وكانت أسعار النفط قد تراجعت في ختام الأسبوع الماضي، بأكثر من 1 في المائة، مسجلة خسائر ‏للأسبوع الثالث على التوالي، حيث وازن السوق مخاوف نقص الإمدادات مقابل ‏تجدد المخاوف الاقتصادية في الولايات المتحدة والصين.‏

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 81 سنتا، أو 1.1 في المائة لتغلق عند 74.17 دولار ‏للبرميل، بينما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنحو ‏83‏ سنتا، ‏أو 1.2 في المائة وأغلقت عند 70.04 دولار.‏ وسجل كلا الخامين القياسيين خسائر أسبوعية بنحو 1.5 في المائة.‏ وتشبث الدولار الأمريكي بمكاسب متواضعة مقابل اليورو الجمعة وحقق أكبر مكاسب أسبوعية منذ شباط (فبراير)، حيث أدت حالة عدم اليقين بشأن ‏سقف الديون والسياسة النقدية الأمريكية إلى التحول إلى الملاذات الآمنة من جانب آخر.. انخفض إجمالي عدد الحفارات النشطة في الولايات المتحدة بمقدار 17 هذا الأسبوع بعد انخفاضها بمقدار سبع الأسبوع الماضي وهو أكبر انخفاض في أسبوع واحد في عدد منصات النفط والغاز في الولايات المتحدة منذ يونيو 2020.

وذكر تقرير شركة “بيكر هيوز” الأمريكية الأسبوعي المعني بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد الحفارات انخفض إلى 731 هذا الأسبوع – بزيادة 17 منصة فقط عن عدد الحفارات هذه المرة في 2022 – و344 منصة أقل من عدد الحفارات في بداية 2019 قبل انتشار الوباء.

ولفت التقرير إلى انخفاض عدد الحفارات النفطية في الولايات المتحدة بمقدار 2 هذا الأسبوع إلى 586، كما انخفض عدد منصات الغاز بمقدار 16 إلى 141. وارتفعت عدد الحفارات المتنوعة بمقدار 1.

ونوه التقرير إلى انخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار ثلاث بينما انخفض عدد منصات الحفر في هاينزفيل بمقدار خمس.

وأضاف التقرير أنه لم تشهد مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة أي تغييرات في الأسبوع المنتهي في 5 أيار (مايو)، حيث بقيت عند 12.3 مليون برميل يوميا – وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية – فيما ارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة بمقدار 500 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.

شاركها.
Exit mobile version