بيزنس الثلاثاء 11:25 م

تنامت الضغوط الصعودية على أسعار النفط الخام مع تصاعد الأحداث في الشرق الأوسط، ما أثار مخاوف بشأن حدوث اضطرابات في إمدادات النفط من المنطقة، إذ يهيمن العامل الجيوسياسي على سوق النفط وسط توقعات بارتفاع الأسعار.
واعتبر محللون نفطيون في تصريحات لـ”الاقتصادية” عدم اليقين بشأن الاقتصاد العالمي والمخاوف من موجة جديدة من التضخم يبقيان المتداولين على أهبة الاستعداد، مشيرين إلى أن التوقعات الخاصة بالنفط والاقتصاد العالمي أصبحت مشوبة بمزيد من عدم اليقين ومن المحتمل أيضا أن يكون هناك بعض عمليات جني الأرباح بين صناديق التحوط وغيرها من كبار اللاعبين في سوق العقود الآجلة للنفط بعد أن تجاوزت أسعار النفط 90 دولارا في أعقاب اجتماع “أوبك” الأخير.
وفي هذا الإطار، يقول مارتن جراف مدير شركة “إنرجي شتايرمارك” النمساوية للطاقة “إن أسعار النفط شهدت تقلبات بعد أنباء عن أن الولايات المتحدة تخطط لتخفيف العقوبات المفروضة على صادرات النفط الفنزويلية، لكن التوترات الجيوسياسية أبقت أسواق النفط في حالة تأهب”.
ولفت إلى أن التجار يقومون بتقييم الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذل لاحتواء الأزمة في غزة بينما تبقى الأسواق متوترة حيث لا تزال إسرائيل تضع خططا لشن هجوم بري على غزة.
ويتفق سلطان كورالي المحلل الألباني ومختص شؤون الطاقة والمصارف مع أن المكاسب القياسية للنفط الخام ربما تكون الأرجح حاليا، وهو ما دفع بعض البنوك الدولية إلى توقع أن “أوبك +” قد تفكر في زيادة الإنتاج في بداية 2024 وسط تساؤلات عن قرارات السوق التي قد تتخذها “أوبك +” في اجتماعها الوزاري الموسع في نوفمبر المقبل.
ونوه بتقارير دولية ترى أن عديدا من المستثمرين ليسوا على استعداد للقيام بمراهنات صريحة على الخام في البيئة الحالية، لكنهم يميلون إلى خيارات الشراء الصعودية في حال تأثر إمدادات النفط الخام، معتبرا البيئة التجارية الحالية منخفضة ومتقلبة للغاية.
من جانبه، يقول جوران جيراس مساعد مدير بنك “زد إيه إف” في كرواتيا “إن تجار النفط يترقبون احتمال قيام الولايات المتحدة بتخفيف العقوبات المفروضة على فنزويلا، ما قد يعزز صادرات النفط”، موضحا أن سوق الخام تواجه صعوبات جمة وحرجة بسبب الأزمة في الشرق الأوسط وخطر انتشار الحرب إلى الخارج، ما قد يعرض تدفقات النفط الخام من المنتجين الرئيسين للخطر.
ونوه بأن احتمال توسيع الحرب يقترب من المرحلة الحتمية، إضافة إلى أنه يتسبب بالفعل في تعكير أسواق العقود الآجلة، وقد أدى الصراع الدائر حاليا أيضا إلى ارتفاع كبير في تكاليف الشحن.
أما ليندا تسيلينا مدير المركز المالي العالمي المستدام فتقول “إن الإدارة الأمريكية الجديدة تتجه إلى مرحلة ثانية من الحد الأقصى لأسعار صادرات النفط الخام الروسية المنقولة بحرا بقيادة مجموعة السبع، لكن الصادرات الروسية أثبتت مرونة ونجحت في التوسع خاصة في أسواق الصين والهند”.
وأضافت أنه “على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين يواصلون الإشارة إلى نظام الحد الأقصى للسعر الجديد باعتباره ناجحا إلا أن المخاوف تصاعدت بشأن استمرار فاعلية هذه السياسة في روسيا”، لافتة إلى أسطول الظل المتنامي والتدابير الأخرى التي تتخذها روسيا للتحايل على سقف نفطها البالغ 60 دولارا للبرميل.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، وصلت أسعار خام برنت إلى 93 دولارا للبرميل مع تزايد خطر تصاعد الصراع في الشرق الأوسط بما يهدد بتعطيل الإمدادات من المنطقة.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 2.54 دولار بما يعادل 2.8 في المائة إلى 92.44 دولار للبرميل. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.54 دولار أو 2.9 في المائة إلى 89.2 دولار للبرميل، فيما صعد الخامان بأكثر من ثلاثة دولارات ليلامسا أعلى مستوياتهما في أسبوعين في وقت سابق من الجلسة.
وفي غضون ذلك، ارتفعت مبيعات التجزئة الأمريكية أكثر من المتوقع في سبتمبر، ما عزز التوقعات برفع الفيدرالي سعر الفائدة مرة أخرى بحلول نهاية العام. ومن الممكن أن يؤدي رفع أسعار الفائدة للحد من التضخم إلى إبطاء النمو الاقتصادي وتقليل الطلب على النفط.
من جانب آخر، انخفضت سلة خام أوبك وسجل سعرها 92.65 دولار للبرميل يوم الثلاثاء مقابل 93.23 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب ارتفاعات سابقة، وإن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 90.8 دولار للبرميل”.

شاركها.
Exit mobile version