ارتفعت أسعار النفط الخام وسط حذر وتردد المتداولين في السوق في ظل مخاوف النمو الاقتصادي العالمي عام 2024 بسبب عدم اليقين بشأن وضوح الصورة الاقتصادية.
وذكرت بيانات وكالة ستاندرد آند بورز، أن شهية الهند لوقود الطائرات ارتفعت بنسبة 12 في المائة تقريبا على أساس سنوي في نوفمبر حيث أدى موسم العطلات إلى جانب أكبر بطولة للكريكيت في العالم إلى تعزيز الطلب على السفر الجوي بشكل حاد، ما ساعد متوسط الطلب الشهري على المنتج النفطي على تجاوز مستويات 2019 قبل الوباء.
وقال لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون، إن مخاوف النمو تعوق أسعار النفط حيث أدى ذلك إلى إبقاء أسعار الخام منخفضة مع تردد المضاربين بشأن الارتفاع في المستقبل.
ونقل المحللون عن “سيتي بنك” اعتقاده بأن “أوبك+” ستكون قادرة على تثبيت أسعار النفط في نطاق 70-80 دولارا عام 2024 لكن هذا سيتطلب تمديد التخفيضات المعلن عنها أخيرا.
وتوقع المحللون أن تشهد الدول غير الأعضاء في “أوبك+” زيادة في الإنتاج وهذا سيؤدي إلى فائض في العرض عام 2024، في حين أن عدم اليقين المستمر بشأن الطلب الصيني يظل أيضا مصدر قلق.
وفي هذا الإطار، ذكر سيفين شيميل مدير شركة “في جي إندستري” الألمانية، أن السوق النفطية تترقب وتتفاعل مع مستجدات البيانات الأمريكية التي يكون لها تأثير في الدولار الأمريكي وبالتالي تؤثر في أسعار النفط، مشيرا إلى أهمية اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة اليوم واجتماعات البنك المركزي الأخرى التي يمكن أن يكون لها أيضا تأثير في المعنويات في السوق النفطية.
ولفت إلى أنه يمكن أن يؤثر تراجع المعنويات أيضا في أسعار النفط الخام في حين أن زيادة التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة في أوائل عام 2024 يمكن أن تساعد على التعافي مرة أخرى نحو مستوى 80 دولارا للبرميل.
من جانبه، قال روبين نوبل مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، إن منظمة أوبك لديها قناعة قوية بحاجة السوق إلى كل موارد الطاقة التي تتكامل ولا تحل محل بعضها بعضا.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يعد مستهلكا رئيسا للنفط والغاز والفحم في العام الماضي كما يعد حاليا أكبر مشتر للغاز من الولايات المتحدة وهو يخطط لتقليل هذا الاعتماد ولكن لا توجد أي علامات على حدوث ذلك بل على العكس من ذلك تقوم ألمانيا ببناء مزيد من محطات استيراد الغاز المسال.
من جانبه، ذكر ماركوس كروج كبير محللي شركة “أيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز، أن البيانات الصينية تؤثر في السوق على نطاق واسع وقد تدعم أو تضعف الطلب العالمي، مشيرا إلى أن بيانات الجمارك أظهرت أن الصين استوردت 11.32 مليون برميل يوميا من النفط الخام خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر بزيادة 12.1 في المائة على أساس سنوي.
وأشار إلى أن واردات المصافي المستقلة من النفط الخام قفزت بنسبة 19.3 في المائة على أساس سنوي إلى 3.56 مليون برميل يوميا في الـ11 شهرا الأولى رغم انخفاض الحجم بنسبة 20.3 في المائة على أساس سنوي إلى 2.85 مليون برميل يوميا في العام.
بدورها، قالت تيتي أولاور مدير التسويق في شركة “سيتا” النيجيرية لتجارة النفط، إن تخفيف العقوبات الأمريكية على فنزويلا يعزز الاستثمارات ونمو الإمدادات النفطية في الفترة المقبلة، مبينة أن فنزويلا بدأت بالفعل اتصالات مع شركات النفط والغاز العالمية الكبرى، بما في ذلك شيفرون، وبي بي، وشل، لحثهم على استكشاف وتطوير اكتشافات جديدة حيث من المتوقع أن يأتي معظم النمو في إنتاج النفط الفنزويلي على المدى القريب من المشاريع المشتركة لشركة شيفرون في الولايات المتحدة.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أمس بعدما تسبب هجوم في البحر الأحمر على ناقلة كيماويات في تزايد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إلا أن مخاوف تباطؤ نمو الطلب ووجود فائض في الإمدادات قوضت المكاسب.
وخلال التعاملات أمس، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير 21 سنتا بما يعادل 0.3 في المائة إلى 76.24 دولار للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم يناير 27 سنتا أو 0.4 في المائة إلى 71.59 دولار للبرميل.
وقال تاماس فارجا من بي.في.إم للوساطة إنه رغم أن الهجوم على السفينة ساعد على ارتفاع أسعار النفط، فإن “المعنويات لا تزال سلبية.. إذ لا يأتي دعم من جانب الطلب في معادلة النفط. الخلفية الأساسية غير مشجعة”.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 77.98 دولارا للبرميل يوم الإثنين مقابل 77.47 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثاني ارتفاع له على التوالي وأن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 79.69 دولار للبرميل.

شاركها.
Exit mobile version