يقيم المستثمرون في سوق النفط بين توقعات حدوث إمدادات وفيرة والتوترات الجيوسياسية المؤثرة في منطقة الشرق الأوسط.
جاء ذلك في تقرير “ريج زون” النفطي الدولي، الذي أشار إلى أن العقود الآجلة للنفط الخام تكافح من أجل تحديد الاتجاه في عام 2024 وكثيرا ما تتبع معنويات السوق المالية الأوسع، مشيرا إلى تأكيد شركة تي دي سيكيوريتيز أن مشاركة اللاعبين الأساسيين في أسواق النفط الخام كانت محدودة.
وأفاد التقرير بأنه على الرغم من افتقار أسعار النفط الخام إلى الزخم فإن أغلب التوقعات تشير إلى ضيق السوق، لافتا إلى ميل خام غرب تكساس الوسيط – وهو مقياس حاسم للعرض والطلب – إلى هيكل صعودي.
ونقل التقرير عن شركة CIBC Private Wealth تأكيدها أن السوق لا تزال تعاني المعنويات السلبية وتعتمد بشكل كبير على التطورات الجيوسياسية لتحقيق المكاسب.
وكانت أسعار النفط انخفضت بعد أسبوع من التداول ضمن نطاق محدود، حيث اختتم الخام تعاملات الأسبوع على تراجع مع مكاسب أسبوعية.
وأشار التقرير إلى انخفاض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.9 في المائة ليستقر بالقرب من 75 دولارا بعد التداول في نطاق أربعة دولارات تقريبا خلال الأسبوع.
وأظهرت البيانات الأمريكية الصادرة يوم الخميس زيادة غير متوقعة في مخزونات البلاد من النفط الخام.
مواجهة قوى السوق
أوضح تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي أن أسعار النفط الخام تواجه حاليا قوى السوق المختلفة، وعلى الرغم من هذا تمكنت من تسجيل مكاسب طفيفة خلال الأسبوع الماضي.
وأوضح التقرير أن المتداولين يراقبون من كثب على المدى القصير مجموعة من العناصر التي تشكل سوق النفط مثل التوترات الناشئة في الشرق الأوسط، وتقلبات الأسعار في الولايات المتحدة والإنتاج والتحولات في الطلب العالمي، موضحا أن هذه العوامل حاسمة لفهم الوضع الحالي والاتجاهات المستقبلية في سوق النفط.
وأشار التقرير إلى مخاطر التوترات في الشرق الأوسط، حيث أدت التطورات الجيوسياسية الأخيرة إلى تفاقم التوترات، ما أثار المخاوف بشأن أمن ناقلات النفط في البحر الأحمر.
في حين إن هذه الأحداث لم تعطل إمدادات النفط العالمية بشكل كبير بعد، إلا أنها أدت إلى زيادة تكاليف الشحن بسبب ارتفاع أسعار الشحن والتأمين، حيث يشير استئناف طرق الناقلات عبر مضيق باب المندب إلى تطبيع حذر في المنطقة، لكن الوضع لا يزال متقلبا، بحسب التقرير.
وتواجه صناعة النفط في الولايات المتحدة تحديات الإنتاج، ولا سيما في داكوتا الشمالية، حيث أدى الطقس البارد الشديد إلى انخفاضات كبيرة في الإنتاج – بحسب إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة – فقد وصل الإنتاج إلى مستوى جديد بلغ 13.3 مليون برميل يوميا.
المخزونات الأمريكية
ذكرت وكالة “بلاتس” الدولية للمعلومات النفطية أن مخزونات النفط الخام الأمريكية أظهرت انخفاضا مفاجئا وسط طلب قوي على مصافي التكرير والصادرات.
وأشار تقرير حديث للوكالة إلى أن مخزونات النفط الخام التجارية الأمريكية انخفضت 2.49 مليون برميل، بينما يبقى الطلب على المصافي أعلى من المعدل الطبيعي بنسبة 5 في المائة.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية – بحسب التقرير – أن مخزونات النفط الخام الأمريكية انخفضت بشكل غير موسمي خلال الأسبوع المنتهي في 12 يناير وسط استمرار الطلب على مصافي التكرير فوق الاتجاه وارتفاع الصادرات.
ولفت التقرير إلى أنه تم دعم تشغيل المصافي من خلال هوامش الربح القوية، وتعرضت المخزونات لضغوط إضافية بسبب ارتفاع الصادرات الأسبوعية التي ارتفعت بنسبة 51 في المائة إلى 5.03 مليون برميل يوميا.